الأخبارمقالات

لعنة خديعة إسبانيا لقضية الصحراء الغربية تلاحق ساسة المونكلوا

لعنة خديعة اسبانيا لقضية الصحراء الغربية تلاحق ساسة المونكلوا.
قد يتساءل البعض عن خلفية وحقيقة انجرار اسبانيا وراء دعم مقاربة الحكم الذاتي المغربية والذي مازال يحوم حولها الغموض نظرا للعامل الزمني و الصدمة التي احدثها هذا الدعم؛ حيث فاجأ حتى الاحزاب الاسبانية التي رفضته رفضا قاطعا؛ ناهيك عن رفض البرلمان الاسباني والنخب القانونية المتنفذة من خبراء في قضية الصحراء الغربية وجمعيات المجتمع المدني التي تنشط في مجال حقوق الانسان وغيرهم. كما ان اللغز المحير يكمن في ان اول من اعلن عن رسالة بيذرو سانتشيث هو القصر الملكي المغربي بدلا من ان يكون الاعلان الاول اسبانيا. لكن بدأت خيوط القصة تتضح في سبب دعم بيذرو سانتثيث لاطروحة المغرب ولعل ما حدث اخير من كشف لعمليات تجسس على هاتفه وهاتف وزيرة الدفاع مارگريتا روبلس عبر تطبيق بيگاصوص الاسرائيلي والذي تزامن مع احتضان اسبانيا للرئيس الصحراوي ابراهيم غالي اثناء إقامته الاستطبابية من كوفيد 19 في مستشفى بمدينة لوگرونيو الاسبانية العام الماضي.
بعد ذلك بفترة تم التجسس على هاتف سانتشيث ب 48 ساعة مباشرة بعد دخول موجة تدفق لمهاجرين مغاربة تقدر ب 10000مهاجرا عبر بوابة سبتة والهدف من التجسس هنا يحتمل انه معرفة ردة فعله من هذا الحدث. ولم يتوقف التجسس عند هذا الحد بل تطور اكثر و شمل عدة وزراء من بينهم وزير الداخلية الحالي و وزيرة الخارجية السابقة ارنتشا لايا و وزير الزراعة الحالي الذي كان سفيرا سابقا لاسبانيا في المغرب ما بين 2004 الى 2010. كما شملت عمليات التجسس هذه عدة قيادات كطلانية استقلالية و غيرها.
الاعلام الاسباني يمد اصابع الاتهام الى المغرب وينعته بالمسوؤل عن هذا التجسس من خلال تطبيق بيگاصوص اما حكومة بيذرو سانتشيث فتعلم جليا ان المتورط الاول في عمليات التجسس هو المغرب لكن تتكتم وتتستر على ذلك كلما تعلق الامر بالمغرب.
من خلال تحليلي للاحداث و قراءة الاخبار مابين السطور يتبادر لذهني ان وراء الأكمة ما وراءها: احتمال ان المغرب ربما ضغط على بيذرو سانتشيث؛ بنشر بعض اسراره بعد ان سرق عبر تقنية تطبيق بيگاصوص التجسسي؛ ما مقداره 2.6جيگا من المعلومات من هاتفه و الدليل القرار المفاجيء و تسرعه في السفر دون موافقة البرلمان على سفره. قرار الحكومة الاسبانية هذا كان لابد ان يصادق عليه البرلمان بغرفتيه و تنظر اليه الاحزاب بتريث و روية بإعتبار ان اسبانيا تتحمل مسوؤلية تاريخية في قضية الصحراء الغربية فهي الادارة المسوؤلة عن الاقليم قانونيا. بيد ان اندفاع سانتشيث وحده الى دعم اطروحة المغرب يحومه الغموض من جميع الاتجاهات لان هذا القرار لا ينسجم اولا مع تطلعات المجتمع الاسباني والمسؤولية التاريخية والاخلاقية لاسبانيا تجاه شعب الصحراء الغربية؛ وتانيا لا ينسجم إطلاقا مع قرارات مجلس الامن الدولي ولا قرارات الامم المتحدة ذات الصلة. يبقى هذا الاندفاع في إتخاذ هذا القرار والسفر على جناح السرعة الى الرباط لتوقيع الاتفاق لغزا محيرا؛ حتى ان الرجل في مأدبة الافطار مع ملك المغرب لم يتفطن لعلم بلاده امامه وهو مقلوب و لعل في ذلك رسالة ضمنية الى ان المغرب لم يعترف بعد بسيادة اسبانيا على المدينتين المحتلتين سبتة و مليلية. ضف الى ما سبق من اندفاع الرجل وتهوره المغامرة بمصير الغاز الاسباني المستورد من الجزائر و إثارة غضب الجزائر بدخوله في مغامرة: مد المغرب بالغاز عبر انبوب الغاز المغاربي الذي اوقفته الجزائر؛ في إطار حزمة إجراءات إتخذتها من ضمنها عدم استفادة الجانب المغربي منه و لم تتستر على هذا بل اعلنته في واضحة النهار. يأتي بيذرو سنتشيث ليتحدى اكبر مورد للغاز الى اسبانيا؛ ضاربا عرض الحائط مستقبل عقود الغاز الوارد من الجزائر و متجاهلا لمصير الاسبانيين الذين سيشترون الغاز بثمن غال حسب ما تقدمت به سونطراك من خلال مراجعة سعر غازها المورد الى اسبانيا مراعاة للتسعرة الدولية لسوق الغاز.
كل ما سبق يعزز فرضية ان رئيس الحكومة الاسباني بيذرو سانتشيث ربما يتعرض لضغط مغربي بكشف بعض اسراره المسروقة عبر تطبيق بيگاصوص التجسسي;مما دفعه الى التهور و تغيير موقف اسبانيا التاريخي من قضية الصحراء الغربية.
اسبانيا الان في حيرة من امرها بين ان تأخذ بيد المغرب الفارغة( الهجرة السرية والمعلنة؛ استكشافات الغاز والنفط الوهمية, الاطماع حتى في المياه الاقليمية الاسبانية….الخ) او يد الجزائر الممتليئة( الغاز عالي الجودة والنفط و احترام العقود المبرمة….الخ) اما جمعهما الاثنتين فهذا من رابع المستحيلات والدليل لايتسع المجال لسرده فهو واضح للعيان ولا تنفع فيه السياسة ولا التوجيه الديني ولا كلام المعارضين الفارغ الذين يحلمون بإتحاد مغاربي دون حل قضية الصحراء الغربية.
الايام القادمة حبلى بمزيد من الاستفسارات والنتائج المخيبة لٱمال اسبانيا؛ ريثما تنظر الجهات المختصة في عمليات التجسس وتعرف مصدرها ولعل اولها صدر اليوم في بعض الصحف الاسبانية تشير الى تورط المخابرات المغربية وراء عمليات التجسس عبر تطبيق بيگاصوص والتي طالت رئيس الحكومة و وزيرة الدفاع و وزيرين ٱخرين وغيرهما من الشخصيات الاسبانية. اذا ثبت هذا فعلا ؛ فقد تقلب المعادلة السابقة و ربما يلغى اتفاق اسبانيا والرباط حول قضية الصحراء الغربية.
عن مركز تيرس للدراسات و الابحاث.
أ. ل.ل.ل