الأخبار

جريدة الصحراء الحرة تحاور الأمينة العامة الإتحاد النساء

الأخت مينتو لارباس اسويدات، الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية لـ: جريدة الصحراء الحرة
………………………………………………

  • المرأة الصحراوية مستعدة لتحمل مسؤولياتها التاريخية في الانخراط الفعلي لتعزيز ودعم جيش التحرير الشعبي الصحراوي
  • المؤتمر التاسع للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، يشكل فرصة لإبراز مكانة المرأة الصحراوية داخليا وما تحظى به من احترام على المستوى الخارجي
  • نحن أصحاب حق والمجتمع الدولي مسؤول عن إنصافنا واحقاق الحق في قضيتنا الوطنية
    …………………………………………..

يشكل الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية ذلك الوعاء الذي يظل مدرارا بصور العطاء والتضحية و الوفاء منذ الإعلان الأول عن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب، فلم يتوانى يوما عن القيام بالأدوار المنوطة به كهيئة وطنية وصية على المرأة من خلال التثقيف و التحريض و البناء الفكري و الثقافي لمجتمع شكلت نواته الأولى من بدو رحل بعيدا عن تعقيدات و تشكلات و صخب المدينة الحديثة.
ويعزم الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية على عقد المؤتمر التاسع للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية والذي سيشكل فرصة لإبراز وتقييم اهم الإنجازات التي تحققت خلال عهدة من العمل المنضبط و الصارم و المدروس للأطر النسوية الصحراوية على المستوى الداخلي و الخارجي.
ولتعميق الحديث أكثر، تسعد هيئة جريدة الصحراء الحرة باستضافة الأخت مينتو لارباس اسويدات، الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية لمناقشة بعض القضايا التي تهم المرأة الصحراوية على مستوى الجانب السياسي خصيصا.
أهلا وسهلا بك ضيفة على هذه الحوار الخاص الذي تعده أسرة تحرير جريدة الصحراء الحرة بمناسبة انعقاد مؤتمركم التاسع.

المرأة الصحراوية، وهي تستعد لعقد مؤتمرها التاسع، تضيف إلى رصيدها النضالي إنجازات كبيرة. ترى ما هي أهم الحصائل المسجلة ما بين المؤتمرين الثامن والتاسع للإتحاد؟

بادئ ذي بدء، الشكر الجزيل لطاقم جريدتكم على مجهوداتكم المبذولة في بسط العمل النضالي ومواكبة الأحداث النضالية.
أكيد ان هذه الفترة محل التقييم بين المؤتمرين كانت مليئة بالتحديات الجمة، و لكن استطعنا بالعزيمة و الإصرار ان نحقق بعض الإنجازات حيث تم تنفيذ عديد البرامج التكوينية و الثقافية و الاعلامية التي تهدف الى توعية و تحسيس المرأة و تمكينها في كافة المجالات، كما كان هناك عمل على الصعيد الدبلوماسي و الدولي من خلال المشاركة في بعض المؤتمرات الدولية الخاصة بالنساء و زيارات عديدة لمختلف الدول للتحسيس بالقضية الصحراوية، إضافة إلى ان المنظمة كانت مواكبة للأحداث الوطنية في كل جزئياته و خصوصا التحول التاريخي الذي شهدته القضية الوطنية مع قرار استئناف الكفاح المسلح يوم 13 نوفمبر 2020 من خلال الدعم الكبير للمرأة الصحراوية للمقاتل في جبهات القتال و تكييف كافة البرامج مع المرحلة الاستثنائية التاريخية التي يمر بها الشعب الصحراوي، إضافة الى ذلك استطاع الإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية ان يوفق في عقد عدة لقاءات تواصلية مع النساء على مستوى جهوي و محلي تهدف الى الوقوف على التحديات التي تمس النسيج الاجتماعي و الظواهر الدخيلة ومحاربتها.

النساء الصحراويات يتميزن بمرافقة الرجل ابن الحرب والسلم معا، كيف تستعيد المرأة الصحراوية وجهها النضالي مع استئناف الكفاح المسلح ؟

المرأة الصحراوية مستعدة لتحمل مسؤولياتها التاريخية من خلال الانخراط الفعلي وتعزيز ودعم كافة المؤسسات الوطنية والمحافظة على التربية السليمة للنشأ، و ايضا صون المكتسبات ورفع المعنويات من خلال نبذ الإشاعات و الدسائس التي يبثها المحتل المغربي وأزلامه.
كذلك الوقوف المادي والمعنوي مع رائدة الكفاح المسلح الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والإصرار الدائم على مواصلة الكفاح على جميع الأصعدة من خلال بناء مكانة الدولة الصحراوية ومؤسساتها و ايصال رسالتنا النبيلة والعادلة للعالم.
تلك هي أهم الإنجازات التي يقف عليها الإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية تزامنا مع هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به الشعب الصحراوي.

عرفت المرأة الصحراوية خلال مسيرتي التحرير والبناء بتربية الأجيال على فضيلة التطوع لدعم جيش التحرير الشعبي الصحراوي، ماذا أعد الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية في هذا السياق ضمن إستراتيجية برنامجه الوطني ؟

اكيد تعزيزا للدور الكبير الذي لعبته المرأة الصحراوية من خلال دعمها للهبة الجماهيرية التي رافقت استئناف الكفاح المسلح، الإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية قام بتوجيه كافة برامجه لدعم وتشجيع المبادرات التي تقوم بها المرأة الصحراوية و المتمثلة أساسا في تجييش الشباب وخياطة الخيم و دعم مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي. كل هذه الأعمال النبيلة تم إعطائها الأولوية و فتح كافة دور المرأة و جعلها مكانا للدعم المادي للوسائل العسكرية، لكن يبقى الدور الأساسي المنوط بالإتحاد يكمن في الحفاظ على العنصر الصحراوي و تربية النشء والحفاظ على النسيج الاجتماعي و مكتسباتنا خاصة ما يتعلق بتعزيز الوحدة الوطنية ومنع كل محاولات الاندساس التي تحاول زعزعة الامن والاستقرار الداخلي للشعب الصحراوي.

المرأة هي المجتمع كله إن صح التعبير، ومع بروز ظواهر غريبة بمجتمعنا، لا بد للاتحاد من وضع خطط لمحاربة هذه الظواهر، كيف يساهم الاتحاد في ذلك ؟

نحن في الإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية نتوقف على بعض التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع الصحراوي و المتمثلة في ظهور عديد الظواهر الدخيلة التي تهدد مكسب تماسك و وحدة الشعب الصحراوي بما يرنو الى طمس الهوية و الشخصية الصحراوية و لهذا فإننا في اتحاد المرأة الصحراوية من خلال قسم الصحة و شؤون الأسرة و ايضا قسم الإعلام و الثقافة نحاول جاهدين دائما بإعداد بحوث للوقوف على اسباب هذه الظواهر و كيفية محاربتها، كما حاولنا من خلال عدة لقاءات على المستويين المحلي و الجهوي بفتح نقاشات حول مسببات هذه الظواهر الدخيلة و نبذها ومحاربتها دائما و القيام بمهرجانات توعوية على المستوى المحلي و اعداد أوراق تحسيسية و تعميمها وتهدف هذه المهرجانات الى التوعية بالخطر المحدق الذي يتربص بهويتنا و نبذ تلك الظواهر الدخيلة على مجتمعنا الذي يحاول من خلاله العدو المغربي نسف مكاسبنا و مميزاتنا الذاتية التى صنعت بالدماء و العرق، و لهذا فإننا دائما نقف بالمرصاد لكل محاولات التخريب و نبذ كل ما من شأنه ان يؤثر على ترابط نسيجنا الاجتماعي الوطني.

بالعودة للمؤتمر، ما القراءة السياسية لشعار المؤتمر التاسع ؟

من خلال عمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر التاسع للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية تم وقوع الاختيار على هذا الشعار من ضمن مجموعة من المقترحات الأخرى بحيث جسد هذا الشعار استعداد المرأة الصحراوية الآني والمستقبلي للتضحية الى جانب الرجل في سبيل تحقيق النصر والاستقلال.
و في خضم هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب الصحراوي، فإن المرأة الصحراوية كما عاهدتنا دائما و أبدا تتمسك اشد التمسك بعهد الشهداء الابرار كما تسير بخطى ثابته للحفاظ على الإنجازات و المكاسب الكبرى و تعزيزها أيما تعزيز و ذلك ما تجلى بعمق في الشعار الذي يحمله المؤتمر التاسع للاتحاد الوطني للمراء الصحراوية: “عهد ووفاء على نهج الشهداء”.

ما تقييمكم للمشاركة الأجنبية في هذا الاستحقاق التاريخي ؟

سيشهد المؤتمر التاسع للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية مشاركة اجنبية متميزة وسيشكل فرصة لإبراز مكانة المرأة الصحراوية دوليا وما تحظى به من احترام و اهتمام متزايد. اكيد ستكون هناك مشاركة من كل القارات، من امريكا اللاتينية، أفريقيا، أوروبا وآسيا. المؤتمر التاسع سيكون فرصة لتجديد التضامن والتآزر من لدن الحلفاء والمتضامنين مع قضية المرأة الصحراوية التي ما تزال تكافح باستماته حتى يتم تحقيق الاستقلال.

الأرض المحتلة جبهة مشتعلة تحت أقدام الغزاة، وسلطانا خيا حطمت الرقم القياسي في المقاومة، وبما أنها في الديار الاسبانية، هل يمكن أن تشارك في المؤتمر ؟

سيكون الشرف العظيم لنا ان تشارك معنا المناضلة الجسورة سلطانة خيا، ولكن حالتها الصحية وحاجتها للعلاج قد تحول دون ذلك.

الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، وكرافد من روافد التنظيم السياسي، ما هي المهام المسندة اليه فيما يخص التعبئة والتحريض ؟

اكيد، فالمسؤولية تظل جسيمة. وكرافد من روافد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، يبقى الهدف الأسمى للإتحاد الوطني للمرأة الصحراوية يكمن في تعزيز المسؤولية الوطنية و الإلتفاف الدائم حول رائدة الكفاح و الممثل الدائم و الوحيد للشعب الصحراوي و محاربة كل الدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد الشعب الصحراوي وتجنيد كل الطاقات الشابة و مواصلة العهد لربح المعركة المصيرية.

ما هي الرسالة التي توجهها منتو لارباس كأمينة عامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، للمرأة الصحراوية من جهة ، وللمرأة العالمية من جهة أخرى؟

رسالتي للمرأة الصحراوية هي ان تبقى صامدة على العهد حتى تحقيق النصر و ان تلتف حول رائدة كفاحنا الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، تعزيز تواجدها في المؤسسات الوطنية من أجل حماية مكتسباتنا و الحفاظ على هويتنا من خلال التربية السليمة للنشء والمحافظة على الأسرة.
اما فيما يخص رسالتي للمرأة العالمية هي ان لاتنسى النساء الصحراويات اللواتي يعانين تحت وطأة الإحتلال و الإضطهاد المغربي و ان تشدد على نبذ العنف الممنهج ضد النساء و خصوصا ما يحدث ضد المرأة الصحراوية في المناطق المحتلة.
نحن دعاة سلام و لكن كذلك نحن أصحاب حق و المجتمع الدولي مسؤول عن إنصافنا و احقاق الحق في قضيتنا الوطنية، و المرأة في العالم كله مدعوة للتضامن مع المرأة الصحراوية.