جريدة الصحراء الحرة تحاور الأمينة العامة لإتحاد النساء
الامينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية الأخت الشابة سيني: لجريدة الصحراء الحرة
خمسينية الاتحاد فرصة للتأكيد على أن مشاركة المرأة الصحراوية “مرتبطة كل الارتباط بالمشروع الوطني من أجل تجسيد مبادئ العدالة والحقوق، خاصة حقوق المرأة والمساواة”.
حاورها الاستاذ : عالي احبابي
في حوار مع جريدة الصحراء الحرة ، اعتبرت الاخت الشابة سيني الامينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية الاحتفال بمرور خمسين عاما على تأسيس الاتحاد محطة لاستعراض انجازات النساء الصحراويات في مختلف الميادين ، مشيرة الى أن دعم المرأة كحاضنة للثورة الصحراوية ، وكرافد من روافد الجبهة الشعبية ، جعلها تحافظ على الاستفادة المستمرة من هذه السياسة واستطاعت صناعة تجربة فريدة تمثلت في دور طلائعي رغم الظروف الصعبة ، بل برزت كشريكة للمنظمات الاخرى سواء على مستوى روافد الجبهة الشعبية ، أو على المستوى الدولي ، خاصة المنظمات العالمية التي صارت اليوم تحسب للمرأة الصحراوية ولريادتها حسابا كبيرا ،مبرزة في الوقت ذاته أن الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية ما فتيء يعمل على تعزيز مشاركة النساء في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية .
وتحتفي المرأة الصحراوية، هذه الأيام، بعيد ميلاد الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية ، لكن احتفالها يظل منقوصا، ما دام الاحتلال المخزني جاثما على أرض وطنها، ويمضي قدما في انتهاك حقوقها، باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز المقاومة والصمود وحاملة راية التحرير جنبا الى جنب مع اخيها الرجل .
وتحل خمسينية اللبؤة الصحراوية لتكتسي طابع الرافد الوطني للجبهة الشعبية ، والاحتفال بهذا الحدث ذو دلالة وطنية تستحضر من خلاله المرأة الصحراوية ما تعانيه بسبب انتهاك المحتل المغربي لحقوقها الأساسية والمشروعة، سواء أكانت في سياق مضاعفات اللجوء، الأمر الذي أبعدها عن ديارها وأدى إلى قطع صلتها مع ذويها ، أو في الأراضي المحتلة أين تنتهك حقوق الصحراويات وأعراضهن ويتم التنكيل بهن لثنيهن عن النضال من أجل الحرية والاستقلال.
وتحمل المرأة الصحراوية سجلاً زاخرًا بالتضحيات والنضالات في مجابهة ممارسات المحتل المغربي الذي يصعد من استهدافه للنساء الصحراويات في الأراضي المحتلة، بشكل يومي ويهدد حياتهن باستمرار، على اعتبارهن ركيزة صمود وكفاح الشعب الصحراوي.
…………………………………………نص الحوار ………………………………………….
1- الاخت الشابة سيني ، الامينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية ،تحتفي نساؤنا بخمسينية ميلاد الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية ، ما هي الرسائل السياسية والاعتبارية لهذا الحدث ؟
من المفيد في البداية أن أتوجه بالشكر والعرفان لكل الصحفيين بجريدة الصحراء الحرة ، تقديرا لمرافقتهم لكل الاستحقاقات الوطنية ، ومن المفيد كذلك أن أشير الى أن الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية هو منظمة نسائية ، اختارها الصحراويون رافدا من روافد الجبهة الشعبية ، تم تأسيسها عام 1974، وتنشط داخليا ودوليا من أجل تنظيم الدعم للمرأة الصحراوية، والقضية الصحراوية على حد السواء ، فضلا عن الدفاع عن حقوق المرأة الصحراوية التي يخولها لها القانون الدولي والانساني ويكفلها لها دستور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية .
إن الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية ، والتي تخلد هذا العام تحت شعار : المرأة الصحراوية نصف قرن من التضحية ، من أجل البناء والحرية ، نستحضر من خلالها استعراض مسيرة المرأة الصحراوية منذ العام 1974 الى غاية 2024 ، وهنا وبكل تأكيد الاتحاد الوطني كمظلة للمرأة رافق نضالها وتضحياتها ودورها ، مثلما دافع عن حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، والثقافية من أجل ترقيتها وفسح المجال أمام مبادراتها الخلاقة ومساهمتها في صنع القرار ، وهذا ما يترجمه شعار الحدث ، الذي تأتي ببعدين، الأول يتعلق بمكانتها في المجتمع الصحراوي ، وكيف تبوأت الصدارة في المناصب السياسية والاجتماعية والثقافية والثاني فرصة للوقوف عند إنجازات المرأة الصحراوية التي ناضلت ولا تزال لتحقيق مشروع السيادة الكاملة وتطهير كل شبر من الوطن المحتل ، ولطالما كان دور المرأة مركزيا في مسار تاريخ القضية الصحراوية، سواء في مرحلة الاستعمار الإسباني أو في حرب التحرير ضد الآلة العسكرية المغربية.
وفي هذا الإطار، لا بد من لفت الانتباه إلى أن مشاركة المرأة الصحراوية “مرتبطة كل الارتباط بالمشروع الوطني الصحراوي من أجل إنسان صحراوي يجسد مبادئ العدالة والحقوق، خاصة حقوق المرأة والمساواة”.
وخلال خمسة عقود من الكفاح ضد المحتل المغربي، برزت نساء صحراويات كنماذج حية للكفاح والنضال والتحدي والصمود في وجه الاحتلال المغربي، كما هو عليه الأمر اليوم، بعد نسف الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار.، وفي هذا الإطار، نظل فخورين بأنّ المرأة الصحراوية لعبت دورا بارزا، بفضل أفكارها واستطاعت تجسيد برامج تنموية واجتماعية وثقافية وسياسية وإدارية كما كان لها دور أساسي على مستوى الانتفاضة في المناطق المحتلة وكذا على المستوى الحقوقي وضحت بالكثير وتحملت القمع والسجن وكل الانتهاكات التي يمارسها النظام المغربي يوميا على كافة أطياف المجتمع الصحراوي”.
وإضافة إلى ذلك، “أماطت اللثام عن الوجه الخفي للمغرب فيما تعلق بانتهاك حقوق الإنسان الصحراوي، الأمر الذي جلب إليه الأنظار والتنديد الدولي والعالمي، أما على مستوى الجاليات، فقد استغلت المناضلات الصحراويات الفرصة لتنظيم العمل النضالي في هذه البيئة والتعريف بالقضية الصحراوية والمجتمع الصحراوي وكان لهن الدور البارز في التعبئة والتحريض .
2- من خلال هذه المحطة هل لكم أن تصفو للقراء الكرام حجم مشاركة المرأة الصحراوية في البناء المؤسساتي ؟
المرأة الصحراوية نموذج مميز ومشاركتها في بناء مؤسسات الدولة الصحراوية واسع ، بل على مستوى الهيئات الرسمية ، أين تجسدت مكانتها الطبيعية ، حيث تبوأت مكانة الطليعة في المعركة التي يخوضها الشعب الصحراوي للتخلص من براثن الاحتلال المغربي، ولطالما تقاسمت المسؤوليات على مختلف المستويات في المجتمع الصحراوي، مع أخيها الرجل ، وسجلت حضورها ومشاركتها في مختلف المجالات.
وفي إطار دعم المرأة كحاضنة للثورة الصحراوية ، وكرافد من روافد الجبهة الشعبية ، حافظت المرأة على الاستفادة المستمرة من هذه السياسة واستطاعت صناعة تجربة فريدة تتمثل في دور طلائعي في الوضعيات الصعبة”. ، بل برزت كشريكة للمنظمات الاخرى سواء على مستوى روافد الجبهة الشعبية ، أو على مستوى دولي ، خاصة المنظمات العالمية التي صارت اليوم تحسب للمرأة الصحراوية ولريادتها حسابا كبيرا ،ويعمل الاتحاد الوطني على تعزيز مشاركة النساء في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية .
ولعل المرأة الصحراوية لعبت دورا محوريا مع تحمل المسؤوليات في المناصب السيادية وبقدر ما كانت عماد الأسرة الصحراوية وتنشئة جيل تواق للاستقلال والانعتاق من نير الاحتلال المغربي، شاركت في الحياة السياسية وظفرت بمناصب سيادية، لتواصل في نفس الوقت نضالها التحريري ، وتعزيز بناء الدولة ، وتجلى ذلك من خلال مشاركتها في الانتخابات وانتزاعها لتمثيل معتبر في البرلمان الصحراوي، كما كان لها نصيب مهم من الحقائب الوزارية في الحكومة ، فضلا عن الامانة الوطنية ، وبالتالي فان المرأة في المجتمع الصحراوي “تحظى بمشاركة واسعة على مستوى الهيئات الصحراوية، وتمثيل ممتاز ومرموق على مستوى التعليم والإدارة والصحة والبرلمان والحكومة وأمانة الجبهة الشعبية.
3- حبذا لو أشرت لنا عن مشاركة المرأة الصحراوية فيما يخص القارة الافريقية ؟
بالنسبة للحديث عن النضال في القارة الافريقية لا بد من التذكير بمحطات بارة في تاريخ المرأة الافريقية ، ففي 31 يوليو 1962, عقد المؤتمر الأول للمرأة الافريقية بتنزانيا, منبثقا من مناخ ثوري ضد الاستعمار وأشكال القهر المختلفة, قادته النساء والمجتمعات الافريقية في أنحاء القارة والشتات ، وفي ذلك التاريخ بدار السلام, اتفقت نساء إفريقيات على التكاتف و إنشاء منصة مشتركة للتضامن والتعبئة من أجل الحقوق و حريات الأفارقة في كفاحهم من أجل الاستقلال والتحرر من نير الاستعمار والقضاء على الفصل العنصري والعزل بجميع أشكاله, وكذلك الدعوة إلى مشاركة المرأة الإفريقية في صنع القرار السياسي.
وشارك 14 بلدا وعدة منظمات في اجتماع يوليو 1962 وتم إنشاء منظمة جديدة تعرف باسم “اتحاد المرأة الإفريقية”, قبل عام من تأسيس منظمة الوحدة الافريقية ، و أعلن نفس الاجتماع يوم المرأة الإفريقية للاحتفال به في 31 يوليو من كل عام.
وفي عام 1974, تم تغيير تسمية “اتحاد المرأة الإفريقية” ليصبح “منظمة المرأة الإفريقية” التي تعد منظمة تمثيلية للمرأة في “القارة السمراء”, لها وجود في جميع الدول الأعضاء, وهي وكالة متخصصة في الاتحاد الإفريقي.
وباعتبار القارة الافريقية هي العمق الحقيقي للدولة الصحراوية كعضو مؤسس للاتحاد ، فان المرأة الصحراوية استطاعت أن تكون سفيرة للقضية الوطنية ،وساهمت في بناء التضامن على مستوى القارة ، وهي عضو فعال في جميع هيئات الاقليمية بالاتحاد الافريقي ، مثلما هي عضو في المسيرة الدولية للنساء ، بل احتلت منصب نائب البرلمان الإفريقي، ونائب رئيس المنتدى الاجتماعي والثقافي الإفريقي، إلى جانب مشاركتها في كل البرامج والنشاطات التي ينظمها الاتحاد الإفريقي.
وسجل التاريخ أسماء عديدة لنساء صحراويات كتبت أسماؤهن بأحرف تظل خالدة في سجل النضال الصحراوي من أجل الحرية، وأشارت المادة 41 من دستور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى “تعزيز دور المرأة في المشاركة السياسية والاجتماعية والثقافية في بناء المجتمع وتنمية البلاد”.
4- ما المكاسب التي احرزتها المرأة الصحراوية خلال مسيرتها التحريرية ؟
المرأة الصحراوية تحدت أصعب الظروف و أقساها ووقفت في وجه أعتى التحديات والمعاناة, منذ أن قررت بوعي ومسؤولية الانخراط في مسار الكفاح التحرري, بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، استطاعت كسر القيود التقليدية لتصبح رمزا في الصمود والمقاومة ، فتقلدت مناصب قيادتها انتزعتها بحكم جدارتها في كل الميادين ، مما أكسبها اعتراف دولي واحترام من لدن نظيراتها في العالم كنموذج للمرأة المناضلة والمكافحة من اجل حريتها وكرامتها وقضية شعبها ، وقد تكللت جهودها بالنجاح والحمد لله ، ولا زالت تناضل من العيش بكرامة على ارضها دون قيود من أي كان ، على غرار نظيراتها اللواتي يتمتعن بحريتهن وبخيرات ارضهن ، ونحن نستغل هذه المناسبة لنرفع تحية التقدير والإجلال والعرفان إلى المرأة الصحراوية المناضلة , تلك السيدة الشهمة البطلة الشجاعة التي صنعت تاريخا مجيدا من الكفاح والنضال والعطاء قل نظيره في العالم”.
وعليه لا يمكن أن تمر مناسبة كهذه دون التذكير بأن المرأة الصحراوية انتزعت وبكل جدارة مكانتها كاستحقاق يرصع جبين الجبهة الشعبية ، ويقوي ركائز الدولة الصحراوية ،من خلال النقلة النوعية من خلال الانتقال من مرحلة الجهل والامية والتخلف التي اسس لها الاستعمار الاسباني وتوارثها الاحتلال المغربي ، انتقلت من هذه المرحلة تحت لواء الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية الى مواطنة فعالة تتمتع بكل حقوقها وتتحمل كل مسؤولياتها في كل الميادين دون استثناء ، وهي سياسة اخترتها الجبهة الشعبية انطلاقا من مبادئها وهي المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ، ونحن فخورون ببناتنا الجامعيات وخريجات الميدان ذوي التجربة الغنية واللواتي لا زلن وفيات لهذه التجربة ، وبالمناسبة أنا فخورة بتلك المكاسب والانجازات التي حققتها رفيقات الدرب ، طبعا نترحم على أولئك الصحراويات البطلات, شهيدات و أمهات وأخوات وزوجات للشهداء, مختطفات ومعتقلات ومجهولات المصير, ضحايا القمع والتعذيب والاختفاء القسري, ونستحضر بكل اجلال وتقدير مقاومات صامدات في المنفى واللجوء وتحت الحصار والتضييق, متشبثات بعهد الشهداء, متمسكات بخيار المقاومة والكفاح حتى انتزاع النصر الحتمي المؤزر”.
ان حضور المرأة الصحراوية ظل قويا ودائما في الثورة الصحراوية, في خضم تجربة التحرير والبناء, فهي رفيقة درب لأخيها الرجل في معركة الحرية والكرامة, تمده بالعون السخي في كل ميادين الكفاح ، وفي هذا السياق, سجلت حضورها الأقوى, وهي تضع على كاهلها مسؤوليات كثيرة, فكانت في مقدمة الركب لبناء أسس الدولة الصحراوية, في قطاعاتها الأكثر حيوية من صحة وتعليم وإدارة وغيرها .
وهنا أستحضر رسالة الاخ الرئيس الى المرأة الصحراوية غداة يومها اليوم العالمي للمرأة ، حين أكد أن جبهة البوليساريو في “غاية الاعتزاز والافتخار” بما حققته المرأة الصحراوية في المسيرة الكفاحية من مكانة مستحقة, “وما كرسته من تحقيق لأهداف ومبادئ الجبهة في العدل والمساواة وتقلد المناصب والمهام في جميع المجالات, السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية, في الهيئات التنفيذية والتشريعية والقضائية, على الجبهة الداخلية, كما على الصعيد الدبلوماسي, بكل ثقة واقتدار وكفاءة”.
5- بعد تملص دولة الاحتلال من وقف اطلاق النار ، واستئناف الكفاح المسلح ،في نظركم ما المطلوب من المرأة الصحراوية في هذا الظرف ؟
طبعا نحن نحتفي بالذكرى الخمسين لميلاد الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية ، وهذا التخليد يأتي والشعب الصحراوي يمر بمرحلة متميزة من كفاحه الوطني , وخاصة بعد استئناف العمل المسلح, إثر انتهاك دولة الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار منذ 13 نوفمبر 2023 ، طبعا المطلوب الاول وقبل كل شيء هو دعم جيش التحرير الشعبي الصحراوي ، ودعم المقاومة بكل اشكالها بالجزء المحتل من ترابنا الوطني ، اذن علينا مرافقة المقاتل الصحراوي والتقرب منه اكثر ، ومن هذا المنبر أوكد أن المرأة الصحراوية جاهزة لدعم المقاتل معنويا وماديا ، بل تعتبر نفسها وحدة من وحداته ، والمرأة الصحراوية تقتدي برفيقة الدرب الشهيدة سيدامي التي واكبت جانبا من الحرب بكل جدارة .
لا شك أن تعزيز الوحدة الوطنية والالتفاف من حول رائدة الكفاح الجبهة الشعبية ، والمساهمة في رفع الروح المعنوية وتعزيز عوامل الصمود بمخيمات العزة والكرامة ، ورفع وتيرة المقاومة بالارض المحتلة ، كلها عوامل مجتمعة تشكل سندا قويا للقضية الوطنية دوليا واقليميا وجهويا ، ويساهم في كشف جرائم المحتل المغربي التي يرتكبها يوميا ضد ابناء شعبنا ، خاصة بالارض المحتلة ، لكن في حق المرأة الصحراوية كذلك ، التي ظلت تقاوم من اجل حقها في الحرية والكرامة ، رغم الاختطاف والسجن والاغتصاب وما الى ذلك من الانتهاكات السافرة لحقوق الانسان عامة وللمرأة خاصة ، ولكن المرأة الصحراوية ظلت رائدة وبكل جدارة ولدينا دليل مادي من خلال منزل اهل خيا الذي حولته المرأة المناضلة الى قلعة للصمود والمقومة وفرض ارادة الصحراويين رغم انف المحتل المغربي وما مارسه من ظلم وقهر وتنكيل وقمع .
المرأة الصحراوية حاملة شعار المقاومة حتى النصر, وفي ظل استمرار ابداعها في صور صمودها أمام التحديات الكبيرة التي يفرضها عليها الاحتلال المغربي الذي اقسمت على دحره وتحقيق الحرية والاستقلال لبلدها ، استطاعت بفضل صمودها أن تحتل مكانة ريادية حاسمة في مسيرة النضال الصحراوي, حيث احتضنت المقاومة وجابهت أبشع الممارسات والانتهاكات, كما تولت تربية الاجيال والحفاظ عليها, الى جانب مساهمتها في مسيرة البناء والتشييد، وتواصل في خدمة قضية بلادها العادلة بكل ما أتيت من قوة وبكل ال طرق المشروعة والمتاحة, من موقعها وأماكن تواجدها, كربة بيت أو ضمن مؤسسات البلاد وعلى مستوى جمعيات ومنضمات المجتمع المدني وبمخيمات اللاجئين والاراضي الصحراوية بما فيها المحتلة, وحتى من خارج حدود الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.
6- كيف تواجه المرأة الصحراوية بالجزء المحتل من ترابنا الوطني ، كيف تواجه سياسات العدو هناك ؟
بالرغم من أساليب العدو الدنيئة التي يحاول من خلالها طمس الهوية الصحراوية ونزعها من الاجيال, الا أن المرأة الصحراوية أبت الا أن تربي الاجيال على النشء الصحيح, تشبثا بالتقاليد والعادات وعلى الهوية الصحراوية الأصيلة التي لا يمكن للاحتلال المخزني أن يطمسها أو يشكك فيها”.
بالطبع على المرأة الصحراوية الاستمرار في دعم جيش التحرير الشعبي الصحراوي ، ودعم المقاومة بالمناطق المحتل من خلال المشاركة المباشرة لم لا في الكفاح المسلح ، وتعزيز صمود جبهتنا الداخلية ، عليها كشف جرائم الاحتلال ، والمساهمة في حماية ثرواتنا من النهب ، علينا أن ندرك أن الاحتلال المغربي لا يفهم الا بلغة واحدة هي لغة النار والحديد .
لقد عرفت المرأة الصحراوية بصمودها ومقارعتها للعدو, وتحدت همجيته وانتهاكاته وأبدعت في أساليب تصديها للاحتلال”, فمن منا لا يتذكر حدائق الملك السرية وكيف كانت المرأة الصحراوي تعاني ابشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ، وأسطر هنا تحت الاغتصاب ، من منا لا يتذكر أكدز ومكونة وكيف فرضت المرأة الصحراوية اعتراف العالم ببشاعة معاناتها ، لكنها خرجت منتصرة ، من منا لا يتذكر ملاحم حرائر انتفاضة الاستقلال وكيف تحدين الاحتلال وسياساته من تضييق وحصار وقمع وتنكيل وسحل في الشوارع ، من منا لا يتذكر ملحمة أمينتو حيدار وسلطانة خيا والدجيمي الغالية وغيرهن من المناضلات اللواتي ارتبط اسمهن بانتفاضة الاستقلال ، وبهذه المناسبة نترحم على روح شهيدة المقاومة فاطيمتو دهوار التي ظلت وفية لعهدها مع شهداء القضية الوطنية حتى لبت نداء ربها .
حقا لقد أبدعت المرأة الصحراوية بالأراضي المحتلة في مقارعتها للعدو المخزني الذي يحاول اسكاتها ودحر اساليب نضالها, لكن دون جدوى, فقد عجز الاحتلال عن التصدي لقوة التحدي والصمود التي تتميز بها المرأة الصحراوية”.
7- ما الرسالة التي تزفها المرأة الصحراوية للشعب الصحراوي بهذه المناسبة ؟
المرأة الصحراوية التي قدمت فلذة كبدها غربانا للوطن ، لا يمكن بأي حال من الاحول الا أن تكون مثالا في الدفاع عن قدسية وكرامة هذا الوطن ، المرأة الصحراوية أرضعت ابناءها الشهامة والنخوة والايثار، وهذا تجديد للالتزام بالوفاء والعهد للشهداء ، وتحديث لدورها في البناء والتحرير ، ندعو من هذا المنبر مرة أخرى الى تعزيز الوحدة الوطنية كحاضنة لمكاسبنا ، وظل ظليل لصنع وبلورة الانجازات
لقد شكلت هذه المناسبة فرصة للإشادة بدور المرأة الصحراوية الريادي في العديد من القطاعات وبمشاركتها البارزة في كل الميادين وتقلدها للعديد من المهام سواء في التربية والتعليم والقضاء والصحة واندماجها بكفاءة وتميز في مجالات أخرى كالأسلاك النظامية التي أبانت فيها عن قدرات في الأداء تدعو إلى الاعتزاز بمكانتها التي تبوأتها تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب .
ان الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية فخور بما حققه النساء الصحراويات من خلال إرادة قوية وصادقة لن تكون إلا باعتمادهن على أنفسن واستغلالهن للمكانة التي توليها الدولة الصحراوية لهن ، مثلما هو فخور بما يميزهن من ارتباط وثيق بتقاليد شعبهن ، وما يبديهن من مواكبة واعية، مدركة لمقتضيات العصر، وما يطبعه من تدفق معرفي وتطور تقني وتكنولوجي ومن تألق ومهارة في شتى التخصصات العلمية والثقافية.
والاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية سيظل وفيا لالتزاماته في المرافعة عن حقوق المرأة الصحراوية الحاملة لأمل الصحراويين ، وهي تتواجد في أعقد وأدق المهن وتحرز مكانتها المستحقة في كل الميادين والمهام والمسؤوليات ، ، مقدرا لها تحملها أعباء تنشئة الابناء في الحاضر والمستقبل ورعاية الأسر وغرس بذور المودة والإخاء وتعميق مشاعر الانتماء الوطني والاعتزاز بالهوية الصحراوية المتميزة .