الأخبار

العداء الفرنسي للشعب الصحراوي: سياق وتوقيت…(بقلم:لحسن بولسان)


علينا ان نقر أن هناك حربا تدار ضد الشعب الصحراوي في السياسة والإعلام والدبلوماسية و في الكواليس و بعواصم غربية و عربية وبحضور إسرائيلي .
و بالمقابل نجزم وإلى حدود اليقين أن الصحراويين الذين حسموا أمرهم كما هو قرارهم منذ عقود سيدافعون عن هدفهم المقدس في الحرية والاستقلال.
فمهما تعددت التحليلات و التفسيرات لموقف الحكومة الفرنسية من القضيةالصحراوية التي حاولت تمريره بشكل ناعم لحليف الشعب الصحراوي، ثمة حقيقة يصعب على أي رأي أن يلغيها، بأن الغزو المغربي العسكري للصحراء الغربية تم بمباركة و دعم فرنسي، وذاكرة الشعب الصحراوي تحتفظ بتفاصيل الجرائم الفرنسية في حق الصحراويين و كانت شريكاً مباشراً في العدوان المغربي و اليوم تعود وتفصح عنه و بالتالي لا نعتقد أن في الأمر مفاجأة … ولا هي خارج سياق المألوف عن فرنسا و علاقاتها بالمغرب التي قال عنها ممثل فرنسا في واشنطن، فرانسوا دلاتير، “المغرب العشيقة التي نجامعها كل ليلة، رغم أننا لسنا بالضرورة مغرمين بها، لكننا ملزمون بالدفاع عنها”.
إلا أن السؤال الذي يتردد ما هي الدوافع والخلفيات التي جعلت فرنسا تعلن عن موقفها “القديم الجديد” في هذا الوقت بالذات؟!‏ و حاولت ان تقدمه و بشكل ناعم لحليف الشعب الصحراوي الجزائر، اظن ان التفسيرات التي يدرج الكثير على تقديمها ، تصلح في صيغتها الحالية و تتماشى مع ما هو مرتبط بالموقف الفرنسي التقليدي منذ الغزو المغربي، دون جهل تلك الاحداث الدولية و القضايا الإقليمية و حتى عوامل داخلية فرنسية و تحديدا بعد الانتخابات الأخيرة و من الممكن ان تكون قضية الصحراء الغربية قدمت كمادة في المقايضة السياسية من جناح يميل لعداوة الصحراويين و حليفهم الاستراتيجي الجزائر ..و هو محاولة واضحة للعب على حواف منزلقة تجاه المجهول و بعيدة عن نصوص القانون الدولي ، ولاسيما بعد أن تناقلت مؤخرا بعض المصادر الإعلامية و خاصة الإسبانية ، الحضور الفرنسي فيما يطبخ لتحقيق أهداف وغايات ليست بعيدة عن الأجندات و الحلول المبتورة أصلا التي عهدها الشعب الصحراوي…
اما فيما يخصنا كصحراويين، لا أعتقد أننا سنختلف اليوم على الأولويات التي تمليها هذه المرحلة الخطيرة جدا من كفاحنا الوطني، و على هذه القاعدة لا مفر من رسم مسار جديد لكفاحنا تتحرك فيه أدواتنا بشكل مغاير رغم ما يثار حولها من غبار التناقضات .
إن الشعب الصحراوي الذي واجه في الحقب المختلفة تحديات متعددة ومتنوعة، لن يكون صعباً عليه كسب الرهان، الا ان ذلك يتطلب جهدا استثنائيا يبدأ بوضعنا الداخلي الذي يحتاج بالتأكيد إلى كثير من العناية ومن منطق إدراك الحاجة الملحة لإعادة تقييم الكثير من السياسات و المواقف و بالسرعة التي تحتاجها !!. و نقر أننا نقف اليوم على الحدّ الفاصل في ساحة معركتنا ؛ و ما نحتاجه أن نخرج من ردة الفعل إلى المبادرة في الأداء والتوافق والانسجام ، وقد آن أوان هذه الفرصة وليكن النفير!!..‏