موقف فرنسا (الجديد) من قضية الصحراء الغربية يعرقل انسجام بقية دول مجلس الأمن حول نفس القضية
أنصح الصحراويين بعدم الفزع من القرار الفرنسي من قضيتهم ؛ لأنه لم يضف سوى تأكيد الموقف الحقيقي الذي عبر عنه هذا البلد منذ بداية الصراع (1975)، وهو دعم الاحتلال المغربي ، ومعارض لقيام دولة صحراوية في المنطقة بكافة الطرق والوسائل.
ويظهر بأن فرنسا، الهاربة من أفريقيا ، والتي لم يعد يحسب لها أي حساب، تعايشت مع موقف (ترامب) من قضية الصحراء الغربية، وهي فرصة أمام البوليساريو وداعميها لأن تعود البيضة نيئة بعد (33) سنة من سلقها.
الموقف الفرنسي (الجديد) هو إشارة لنهاية المعركة القانونية على صعيد مجلس الأمن والتي كانت تقوم على أساس البحث عن (حل سلمي)، في ظاهر الأمر، و تجريد الصحراويين من أسلحتهم في حقيقة الأمر وهو الأساس الذي جاءت (المينورسو) لأجله.
خطة مجلس الأمن ماتت يوم وصلت صواريخ الجيش الصحراوي بعض مدن الإقليم المحتل، وأصبحت (المينورسو) عبئ مالي يثقل كاهل مجلس الأمن الدولي ، بعد أن منعت من ممارسة دورها القديم ، إلا وهو التجسس على تحركات الجيش الصحراوي والتقرير عنه.
أرى بأنه لم يعد هناك من معنى للحديث عن (حل سلمي)، بعد أن تخلت دولتين من مجلس الأمن عن طريق الحل المنسجم مع القانون الدولي، ولم يعد للبوليساريو من عذر يمنعها من التصعيد ، إن استطاعت إلى ذلك سبيلا ، وعلى الشعب الصحراوي أن يعد لمقاتليه ما ستطاع من قوة ومن رباط الخيل.
البوليساريو يجب أن تقوم بطرد بعثة (المينورسو) التي طالما انفرد ضباط فرنسيين بقيادة شقها العسكري.
الآن. القرار الأمريكي – فرنسي ، سيفتح المجال أمام دول أخرى، ويشجع دول الاتحاد الأوروبي على نهب خيرات بلادنا؛ لأنه تشريع للاحتلال.
أصدقاؤنا لم يبق من أمامهم، ولا من خلفهم ، سوى تقوية موقف الجبهة، وإظهار ورقة الدعم بكل أنواعه وأشكاله ولعل البداية مع استنكار الجزائر، وبشكل صريح، لما أقدمت عليه فرنسا ، بخصوص قضية الصحراء الغربية.
فهل تجد فرنسا من يتبعها فيما أقدمت عليه ؟
وهل في ما أقدمت عليه فرنسا شفاء للمغرب من الأوجاع التي تسببها له البوليساريو ميدانيا ؟
(بقلم: ازعور ابراهيم)