الثورة التي لا تهزم… والشعب الذي لا يقهر.(بقلم: أزعور ابراهيم)
من استقراء التاريخ. نجد بأن الثورة الصحراوية لم تهزم في أية مواجهات عسكرية، لا مع المستعمر الإسباني،ولا مع الاحتلالين: المغربي والموريتاني.
الكثرة العددية للجيش المغربي، هي التي ساعدته على استيعاب كل ذلك العدد الهائل من الخسائر البشرية والمادية،عكس الطرفين:الإسباني،و الموريتاني،اللذان لم يكن بوسعهما تحمل تكاليف الحرب، فخرجا مبكرا من الصراع (1976-1978).
ومنذ أن أعادت الجبهة تنشيط هجماتها على قواعد الجيش المغربي،منذ أكثر من عامين، حاول المغرب التقليل من أهمية تلك الهجمات، والمكابرة، رغم الجراح، لكنها أي الجبهة، عرفت كيف تتكيف سريعا مع الطارئ المغربي،الذي مثلته المسيرات،وحافظت خلال وقت قياسي على ديناميكية ثابتة، محاطة بسرية تامة،على نصيب يومي من العمل الميداني.
و إلم يكن ذلك غير صحيح، فإن الرقم الكبير، الذي وصل إليه عدد بلغات الجبهة حول الأعمال القتالية، لم يعد منطقيا!!
حاليا. لا توجد معارك بالمعنى التقليدي. لكن، توجد أعمال قتال مختلفة، من قبيل: القصف اليومي، الاستطلاع، التسلل، نزع الألغام…
المأمول من هذه الأعمال هو إلحاق أكبر عدد ممكن من الخسائر بالعدو، بأقل تكلفة ممكنة.
خذ مثلا: عدد قليل من القذائف،في ساعة غير معروفة،في مكان غير محدد،يبقى جنود العدو تحت ضغط نفسي لا يوصف.
وبعد وقت طويل من تجربة المسيرات، هناك تشكيك في قدرتها على حل مشكلة وصول المقاتلين إلى نقاط قريبة من الحزام تسمح لهم بتنفيذ أقصف مركزة،أو قنص حراس العدو.
لقد عرفت البوليساريو شيئين، أساسيين، هما: كيف تتكيف مع المسيرات،وتتجنب الوقوع في دائرة تأثيرها،ثم كيف تحافظ على حصة ثابتة من الأعمال القتالية اليومية.
فهل آن للنظام المغربي أن يستقرئ التاريخ ليجد بأن هزيمة البوليساريو أمر غير ممكن؟ وأن الممكن هو الجلوس معها على طاولة واحدة قصد إيجاد حل يقضي بوضع حل نهائي لمشكل الصحراء الغربية؟
بقلم: أزعور إبراهيم