الأخبارالمؤتمر السادس عشرمقالات

المؤتمر 16 وضبط الإيقاع..(بقلم: عالي أحبابي)

تعتبر اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس عشر للجبهة الشعبية ذلك الممر الإجباري للوصول إلى بوابة الاستحقاق الوطني، الذي يشكل جمعا وغربلة لما توصلت إليه مجموعة العمل، وما سيضاف إلى ذلك من خلال أروقة النقاشات التي ستدور تحت يافطة التحضير، ولكن هناك أمر لا يمكن أن تخطئه العين ولا تغفله الاستنتاجات، وهو التفكير والتمعن في استقراء معطيات المرحلة، المحكومة بما بعد الثالث عشر نوفمبر 2020، بحكم أن النقاشات التي بدأت تطفو على السطح لم تصل إلى حد الساعة ذلك الإيقاع الذي يضبط المتناقضات مع الواقع.

فرغم أن ما تسرب عما خلصت إليه مجموعة العمل المنبثقة عن الأمانة الوطنية قد يكون من المبكر الحكم على مآله، فإن هناك من يجزم بأن ما أعلن لا يشكل إلا جزءا يسيرا مما تم النقاش حوله، وما يتم تناوله في العديد من المنابر الالكترونية لا يمثل سوى رأس جبل الجليد حول التباينات التي ترافق مثل هذه الاستحقاقات، التي تبرز عادة على نحو واضح في التقييم النهائي لتجربة ما بين مؤتمرين.

صبر أراء مناضلي الجبهة الشعبية، وإشراكهم في صنع القرار قصد تحمل المسؤولية الجماعية يبدو أنه الأكثر دقة في ظل توافق المشاركين وإدراكهم بأن ما يجمعهم أكبر بكثير مما يفرقهم وما يختلفون عليه أقل مما يتوافقون حوله، وثمة استحقاقات على الأرض لا مفر من التعاطي معها بحزم وتقدير وتبصر قبل اتخاذ أي قرار، وعلى كل المناضلين سد منافذ التسويف والمراوغة للحيلولة دون تعثر مسار القضية الوطنية، مما يجنبها الكثير من الفخاخ المنصوبة من قبل الاحتلال المغربي.

المؤتمر السادس عشر للجبهة الشعبية، لا يمكن أن نعلق عليه من الآمال ما لا يتسع لتحمله، لكنه ومن خلال التحضير الجيد، يمكن أن يحمل في طياته ما يؤشر إلى واقع يرسم بكثير من الدقة والوضوح حدود ومساحة مقارعة العدو عسكريا، ودبلوماسيا وسياسيا ونضاليا عبر تفعيل شعاره الرامي إلى تصعيد القتال، لطرد الاحتلال واستكمال السيادة، وشحذ أسلحة الوفاء والصبر وطول النفس، مع استحضار أن الأحداث على الأرض والتطورات الميدانية والسياسية جهويا ودوليا تجاوزت الكثير مما كان يشكل تخوفا على مسار قضيتنا الوطنية، والبدائل التي تعد أوراقا رابحة في يد الصحراويين لا زالت تشكل طريقا للحل الذي طال انتظاره.

جريدة الصحراء الحرة