الأخبارالمؤتمر السادس عشرمقالات

المؤتمر الشعبي السادس عشر ..بين التحديات والرهانات(بقلم: أنة محمدالسالك احبيبي)

لن نبالغ إن قلنا أن  المؤتمر الشعبي العام السادس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب، يقام في ظروف جد استثنائية على الصعيدين الوطني و الدولي، بعد استئناف حرب التحرير يومه 13 نوفمبر 2020  الأمر الذي كان أحد أبرز المطالب الشعبية المتكررة خلال المؤتمرات الشعبية الماضية؛ هذا من جهة ومن جهة أخرى المعطيات الجديدة للواقع الميداني و الحقوقي بالأراضي المحتلة و النقاشات الوطنية الداخلية، إضافة إلى مستجدات الظروف الإقليمية المحيطة بنا في ظل التواجد الصهيوني بشمال إفريقيا في مقابل تراجع التأثير الفرنسي بالقارة السمراء و الدور الريادي  الذي تبوأه الحليف، وكذا التحالفات الدولية الجديدة في ظل الحرب (الروسية الاكرانية) ومعالم تهاوي نظام القطبية الواحدة، كلها معطيات تتيح للمؤتمر سانحة للخروج بقرارات و توصيات تخدم امال و تطلعات الشعب الصحراوي.

تبدأ الرهانات من استشعار كل صحراوي وصحراوية كمناضلين بالمسؤوليات المنوطة بهم تجاه القضية الوطنية وشعور هذا الأخير بالانتماء الجماعي المهيكل لإنجاح الحدث وإتاحة الحضور لكل النخب و إطارات وكوادر الدولة، عسكريين و مدنيين لإغناء النقاش و طرح التصورات والعمل على الخروج باتفاق جماعي وشامل على مخرجات المؤتمر بغية تحقيق الهدف المنشود ألا وهو الاستقلال.

لا شك، أنها فرصة تاريخية لمراجعة شاملة ومصارحة مع الذات من خلال الحرص على تهيئة مناخ إيجابي للنقاشات البناءة التي يطبعها الحرص على وحدة الصف وصيانة مكتسبات رائدة كفاحنا الصدامية، وكذا الإصغاء لانشغالات القواعد الشعبية والنخب الوطنية وإشراكها في اقتراح الحلول وتدبيرها في مختلف المجالات، بهدف تطوير الفعل الثوري على المستوى التكتيكي والإستراتيجي وجعله في مستواه المعهود لردع الاحتلال الامبريالي المغربي.

وفي الآن ذاته مراجعة المعطى الإيديولوجي وإنتاج الخطاب السياسي الوطني الذي يضمن وعيا جماهيريا حقيقيا يوصلنا إلى الفعل الوطني الميداني الرامي إلى الحرية والاستقلال.

الإجماع الوطني على أن التصعيد الميداني العسكري، السبيل الوحيد للاستقلال،  تجسد من خلال شعار المؤتمر الشعبي العام السادس عشر “تصعيد الكفاح لطرد الاحتلال وفرض السيادة” إلا أن هذا التجسيد يجب أن يتبلور هو الآخر على الميدان ولا يظل حبيس التصريحات الرسمية وتطلعات القواعد الشعبية وحسب.

الذخيرة الحقيقة للجبهة الشعبية هي شبابها الوطني الملتزم، وتغيير الواقع الحالي والرفع من مستوى الفعل رهين بتجنيد الشباب الصحراوي واستغلال اندفاعه الوطني وتعدد اختصاصاته للرفع من مردودية المؤسسات العسكرية والإعلامية والصحة، والتعليم، ومجال الابتكار، والمعلوماتية.

وبالتالي يظل نجاح المؤتمر، رهين بتفكيك كل التحديات الموجودة دون حساسية أو تصفية حسابات ضيقة وإعطاء الأولية لمصلحة المسار الوطني الثوري.

جريدة الصحراء الحرة