الأخبارالأرض المحتلةالمؤتمر السادس عشرمقالات

منتدى جريدة الصحراء الحرة: مناضلي الارض المحتلة يطالبون المؤتمرين بضرورة وحدة الصف و انتخاب الكفاءة

ولاية الداخلة،14 يناير2023، (جريدة الصحراء الحرة)، حث المشاركون في المؤتمر السادس للجبهة من المناطق المحتلة كافة المؤتمرين بالتشبث بالوحدة الوطنية ونبذ التفرقة والشتات وإختيار الكفاءات والاطارات المناسبة لقيادة المرحلة القادمة، وذلك خلال نزولهم ضيوفا على جريدة الصحراء الحرة.

لمعرفة إنطباعات وأراء المشاركين في المؤتمر السادس عشر للجبهة عن الأرض المحتلة، وفي إطار البحث عن سبل ناجحة لتطوير أساليب وطرق المقاومة السلمية في الأرض المحتلة من الصحراء الغربية، تتشرف جريدة الصحراء الحرة باستضافة نشطاء سياسيين و اعلاميين لإثراء الحوار الذي من شانه ان يعزز النقاش البناء والجاد ونحن نعقد المؤتمر السادس عشر للجبهة الشعبية و الذي سيجعل من انتفاضة الاستقلال المباركة احد أهدافه و مخرجاته العريضة.

في هذا العدد الخاص بالمؤتمر السادس عشر، يحاور منتدى جريدة الصحراء الحرة كلا من الاخوة: أعلي سالم التامك، الصالحة بوتنكيزة و حمادي الناصري.

أعلي سالم التامك: خلق الشروط والظروف القادرة على تأهيل الأرض المحتلة وجعلها جبهة كفاحية صدامية، من اوليات المؤتمر السادس عشر للجبهة

الصالحة بوتنكيزة: لربح المعركة المصيرية، يجب انصهار كافة أطياف الشعب الصحراوي، للدفاع عن قضيته كل من موقعه، وتقديم المزيد من التضحيات

حمادي الناصري: على القيادة الوطنية ان تأخذ بعين الاعتبار أنها تعيش في لحظة تاريخية تؤهلها لاتخاذ قرارات تكون فيها أكثر شجاعة، صراحة وثقة من أجل شعبها الأبي.

كلمة البداية

أعلي سالم التامك: شكرا جزيلا للطاقم المشرف على جريدة الصحراء الحرة الغراء، وعلى المجهودات التي تبذلها من أجل التعريف بالقضية الوطنية.

الصالحة بوتنكيزة: تحية خالصة إلى الأسرة الإعلامية لجريدة الصحراء الحرة لا يفوتني إلا أن أشكركم على هذه الاستضافة كما أحيي جيش التحرير الشعبي الصحراوي .

حمادي الناصري: احييكم كطاقم لجريدة الصحراء الحرة على الدور الطلائعي الذي تلعبونه كمنبر اعلامي وطني في الدفاع عن القضية الوطنية والمرافعة عنها.

ما هي الآمال التي تعلقها انتفاضة الاستقلال على المؤتمر القادم؟

أعلي سالم التامك: بالنسبة لنا في الأرض المحتلة، المؤتمر باعتباره محطة تاريخية، ونضالية، وتنظيمية للشعب الصحراوي مهمة جدا بالنظر للمتغيرات العميقة المحيطة، على المستويات الوطنية و الإقليمية والجهوية والدولية، و في مقدمتها معطى استئناف الكفاح المسلح منذ أكثر من سنتين، الذي يفترض أن يخلق سياقا نفسيا وثوريا ونضاليا ووطنيا مغايرا، يمثل القطيعة مع تبعات مرحلة اللاسلم واللاحرب بما فيها القطع مع تدبير مرحلة معينة في هذا القطاع، وذلك من خلال خلق الشروط والظروف القادرة على تأهيل الأرض المحتلة وجعلها جبهة كفاحية صدامية متقدمة تكون في مستوى المرحلة الراهنة.

الصالحة بوتنكيزة: نحن كباقي مكونات الشعب الصحراوي، نأمل ما بعد 13 نوفمبر حيث حددت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب من خلال إعلان الكفاح حتى نيل الاستقلال وهذا ما يجسده شعار المؤتمر 16، تصعيد القتال لطرد الاحتلال وفرض السيادة ، وبالتالي كلنا آمال على أن تكون مخرجات المؤتمر القادم، تجسيدا لشعارها.

حمادي الناصري: إن الشعب الصحراوي بأكمله وليس فقط ابطال وبطلات انتفاضة الاستقلال من ينتظر من المؤتمر السادس عشر الإجابة على انتظاراته وطموحاته، خاصة انه يأتي في ظل التطورات الراهنة، والظروف الوطنية والدولية البالغة الدقة والحساسية، وفي واقع نشاهد فيه حجم المؤامرات والدسائس المبيتة، اذ بات واضحاً مدى استعداد بعض الدول العمل على تصفية ومسح قضيتنا الوطنية من خلال شرعنة الاحتلال والالتفاف على مثل وقيم الشرعية الدولية   في قضية الصحراء الغربية.

وفي هذا السياق نؤكد ان جبهة البوليساريو هي حركة تحرير، شعبية، وطنية ،واسعة، ورائدة، جسّدت الدولة الصحراوية التي اتسعت للكل. ومن هنا نأمل ولا يزال لدينا الكثير من الأمل أن يكون المؤتمر السادس عشر الجبهة محطة لاستنهاض الهمم وتوحيد الجهود بما تتطلبه المرحلة الراهنة، كما نتطلع ايضا ان يكون المؤتمر مراجعة شاملة للتجربة الوطنية من اجل استخلاص الدروس والعبر، وتسطير برنامج عمل وطني خصوصًا بعد اعلان الجبهة عن نهاية وقف إطلاق النار نتيجة اختراقه من طرف قوات الاحتلال المغربي الغاشم في 13 نوفمبر 2020.

ان الشعب الصحراوي وقبل اي وقت مضى بحاجة الى وحدة الصف الوطني، كون ان القضية الوطنية تواجه مخاطر كبرى محدقة، تتطلب عدم تضييع الوقت عبر وقفة مع الذات في ظل استئناف العمل العسكري الذي شق طريقاً جديداً للخلاص الوطني وصولاً لتحقيق اهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والدولة الصحراوية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها العيون .

وقد مثلت مبادئ جبهة البوليساريو وأهدافها حصانة للمشروع الوطني، تماما كما مثلت الدرع الواقي للشعب الصحراوي وحافظت عليه من الذوبان أو التصدع والتفكك في ظل التحديات التي باتت تعصف بالعديد من الدول القائمة الذات في التخوم وعلى كامل المعمورة.

 من هنا تبرز أهمية الفكر الوطني الجامع الذي استندت إليه الجبهة في أدبياتها ونضالها الدؤوب لمواجهة الهجمة العدوانية المتعددة الاطراف .

وامام كل ذلك نأمل أن يكون مؤتمر الجبهة، المقدمة والبادرة الحسنة لإعادة الروح، والفاعلية المتعلقة بالمؤسسات الوطنية خاصة من لدن كل ابناء شعبنا المكافح في كل نقاط تواجداتهم، كي يأخذ الجميع دوره في العمل الوطني على كافة المستويات، كإطار تمثيلي، يمثل كافة الشعب الصحراوي.

لذلك نطمح الى رؤية الجبهة التي قادت وتقود النضال شعلة مضيئة ومتقدة، وان يخرج مؤتمرها بقرارات مهمة على المستوى الوطني تقديرا لأرواح شهدائنا الابرار والأسرى وعائلاتهم الذين ضحوا بحياتهم وأجمل ايام شبابهم من اجل التحرير وتحقيق الحرية والاستقلال.

 وحتى تبقى الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاهله او القفز عليه، أصبح من الضروري إنجاح هذه المحطة السياسية الهامة التي تقع تحت محط أنظار الشعب الصحراوي من جهة والأشقاء والأصدقاء من جهة أخرى، لمواجهة صعوبات وتحديات المرحلة التي تمر بها قضيتنا الوطنية.

ما المطلوب من الشباب الصحراوي في الظرف الحالي الذي يتسم باستئناف الكفاح المسلح من جديد؟

أعلي سالم التامك: يجب أن نعلم أن الشباب فئة حيوية، قد تكون أكثر عنفوانا، وعطاء، خصوصا عندما تكون مدعومة بمرجعية سياسية وايديولوجية وطنية، وبالتالي فعملية التطوع تعكس هذا الاندفاع الضروري لهذه الشريحة والانخراط في اهم جبهة من جبهات الصراع مع العدو، وهي الجبهة العسكرية، وبالعودة للتاريخ الوطني للثورة فالشباب بقيادة مفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى السيد هم الذين قادوا الثورة، ووضعوا اسس المشروع الوطني التحرري، واختاروا بالنهاية سبيل الشهادة دفاعا عن معتقداتهم. انهم قدوة لنا ونموذج حي للشعب الصحراوي وخاصة الشباب الذي لا يعرف المستحيل أمام ما يصبوا إليه.

الصالحة بوتنكيزة: في نظري المتواضع جدا، فان عملية إعادة روح التطوع من جديد تكمن أساسا في تواصل روح الدفاع عن الوطن من جيل إلى جيل، كما ان تحمل المسؤولية لجيل لم يعش لحظات الحرب سابقا، هو شيء مطمئن على أن الثورة الصحراوية ممتدة عبر أبنائها .

كيف ترون عملية إعادة روح التطوع من جديد؟

أعلي سالم التامك: إن استئناف الكفاح المسلح خيار يعكس الإرادة الوطنية الصلبة، وتجاوزَ كل المطبات والإحباطات، ومظاهر الضعف التي طبعت المرحلة السابقة، وجواب وطني وثوري خالص على تملك النفس الطويل، والاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس من اجل تحرير الوطن، إذ يشكل انعطافة جديدة للقضية الوطنية مما يفرض على الشباب تحمل مسؤولياته النضالية، الثورية، والتاريخية في المساهمة في هذا التحول الوطني بالإخراط الواعي، الطوعي، والمسؤول ، واختيار الخندق الأمامي في الصراع والاشتباك مع العدو.

الصالحة بوتنكيزة: المطلوب من الشباب الصحراوي في الظرف الحالي الذي يتسم باستئناف الكفاح المسلح من جديد هو تكاثف الجهود والالتفاف حول رائدة الكفاح الوطني الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والحفاظ على الوحدة الوطنية، وأخذ الحيطة والحذر من مؤامرات الاحتلال ودسائسه، وخاصة ما بعد مكسب 13 نوفمبر .

حمادي الناصري: ان التطوع  في العمل الوطني هو  قوة لحركة نابعة من داخل الشعب الصحراوي  تدفعه وتستثيره نحو الاعتماد على جهود أفراده وجماعاته وموارده المتاحة لمواجهه احتياجات المرحلة وما تقتضيه من نكران الذات وعدم الرهان على وعود المجتمع الدولي الزائفة و يجب أن تكرس كل الموارد البشرية والمادية والاعلامية لمواجهه الاحتياجات الوطنية الأكثر إلحاحاً، ولابد ان ننوه إلى أن التطوع يعبر عن إرادة وطنية نابعة من تصميم المواطنين الصحراويين على النهوض لمواجهه الصعوبات والمخاطر التي تعترض طريق نصرهم لتحقيق اهداف ثورة العشرين ماي الخالدة.

حيث إن العمل التطوعي يختزن في واقعنا بعدين هو نظام التكافل الاجتماعي السياسي الذي يستند إلى قيم ومبادئ الجبهة الشعبية المتمثل في صورها المتعددة من الانخراط في الجيش الشعبي ومؤسسات الدولة الصحراوية ، والثاني يرتبط بنظام الفزعة وهو النظام الذي يعتمد على التراث الاجتماعي الذي ينحدر في أصوله الى التكافل بين ابناء الشعب الواحد .

علما أن العمل التطوعي يختلف عن السلوك التطوعي، فالسلوك التطوعي هو سلوك عفوي يظهر نتيجة لاستجابة الفرد لظرف طارئ، وهذا العمل يأتي تلبية لرغبات إنسانية وأخلاقية صرفة، حركتها ظروف معينة ولا يتوقع من قام بها أن يحصل على أي مقابل لعمله النبيل، أما العمل التطوعي فهو العمل المنظم والدائم والذي لا يرتبط بظرف معين، بل يرتبط بقناعة معينة نابعة من الايمان بالفكرة والأهداف وأهم ما يميزه أنه عمل وطني يقدمه الشخص وفاء لعهد الشهداء بانخراطه في الصفوف الامامية دفاعا عن كرامة شعبه وحقه في الوجود .

 ويعتبر التطوع أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دور الشباب في الحياة الوطنية والمساهمة في النهوض بمكانة الشعب الصحراوي في شتى جوانب الحياة، بحيث أن خير شريحة ممكن أن تُنجح العمل التطوعي وتعطي فيه باندفاع وحماس، بل وتصل به إلى حد الإبداع والتميّز هي فئة الشباب.

وهو ترجمة حقيقية لمشاعر الولاء والانتماء للوطن إلى واقع ملموس، واستثمار وقت الشباب في أعمال نبيلة، إضافة إلى تعزيز الروابط الوطنية الاجتماعية والإنسانية.

هل الخلل في الأداة أم في القرارات، إذا أردنا تقييم الأداء الوطني بين مؤتمرين؟

أعلي سالم التامك: يصعب أن نقدم تقييما موضوعيا وجامعا في جواب مختصر، ولكن اهم ما ميز الفترة الفاصلة بين المؤتمرين هو قرار استئناف الكفاح المسلح باعتباره أقسى درجات العنف الثوري المشروع، ولكن هذا الخيار لابد أن توازيه نقلة جوهرية بتساوي مع ذلك على كافة المستويات، تكون بمستوى هذا القرار التاريخي.

والخلل في اعتقادي المتواضع يتمثل في الأساس النظري متمظهرا في غموض أو التباس ما في الرؤية، وغياب عناصر الوضوح، وهو ما ينعكس بشكل من الاشكال على الأداة، والجانب الاجرائي هو جزء من التصور العام، إذا القصور وغياب العمق المطلوب في الرؤية الفكرية يعيق القوة الاقتراحية والقدرة على انتاج البدائل والخيارات، وخطاب وطني مقنع ومتماسك.

الصالحة بوتنكيزة: المعروف أن العالم شهد في مطلع سنة 2020، انتشار جائحة وباء كورونا الذي شل سيرورة عجلة العالم بأسره، ضف إلى ذلك ما شهده العالم من تغيير سياسي خاصة أفغانستان والحرب الدائرة اليوم بين روسيا وأوكرانيا، ونحن بطبيعة الحال لسنا بمعزل عن السياق الدولي. وطنيا نسجل مواقف دول أمريكا اللاتينية ، حضور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الشراكة الأوروفريقية، وتبقى الخطوة الأبرز في هذه المرحلة هو استئناف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب لكفاحها المسلح مع القوة المغربية الغازية.

حمادي الناصري: خمسة عقود من الصمود والدفاع عن المشروع الوطني منها ثلاثة عقود من السلام بينما تجلت النتيجة في انكشاف المؤامرة الدولية التي لبست قناع السلام، بالرغم من التضحيات الجسام للشعب الصحراوي ومعاناته وتحمله لوحده اوهام السلام الذي كان يراد له ان يكون استسلام، فأين يكمن الخلل؟

من المؤكد أن الخلل ليس في الشعب الصحراوي، كما لا يمكن تحميل المسؤولية للحلفاء والأصدقاء، ولا يمكن تبرير ذلك باختلال موازين القوى العسكرية مع الاحتلال، لان المقارنة من ناحية الترسانة العسكرية بين الشعب الخاضع للاحتلال ودولة الاحتلال دائما ما يميل لصالح الاحتلال.

وحتى وإن تم تحميل المسؤولية لهذا الأطراف، فالمسؤولية الأكبر تقع على عاتق جميع الصحراويين وبنسبة أكبر القيادة الثورية، لهذا السبب اصبحت المراجعة النقدية للاستراتيجية الوطنية ضرورة وطنية . ملحة

في رأيي يمكن ملامسة الأخطاء أو مواطن الخلل أو أسباب عدم استثمار هذه الجهود والمعاناة والتضحيات في غياب أو عدم وضوح الاستراتيجية الوطنية، وأمور أخرى لها علاقة بخصوصية مكونات المشروع الوطني كما تم التعبير عنه في انطلاقته الأولى وما طرأ على هذه الاهداف من متغيرات لم نوفق في استثمارها او استغلالها لصالحنا.

وهناك أسباب ذات علاقة بالإستراتيجية الوطنية ما بعد الاعلان عن استئناف الكفاح المسلح .

ونذكر انه من المجحف والظلم أن نحاكِم ونقَّيم العمل الوطني وقيادته اليوم من خلال المقارنة مع الأهداف والأدبيات الأولى للمشروع الوطني فقط، فإن الرجوع لتلك المرحلة مهم في سياق أية مراجعة للعمل الوطني، وذلك لاستلهام التجربة واستخلاص الدروس والعبر للقضاء على العديد من الظواهر الدخيلة على شعبنا وهو الذي يمكن اعتباره تقصير غير مبرر وفي مقدمة  ذلك تغلغل المال والريع السياسي مما أنتج أشكالا من الفساد، وغياب المحاسبة للفاسدين، وترهل بنية شعبنا واصبح الفرد يبحث عن ذاته ولو على حساب شعبه وقضيته، بالإضافة إلى عدم حدوث مراجعات استراتيجية بعد كل أزمة يمر بها شعبنا.

في نظركم، كيف يتم تجنيد كل الطاقات الوطنية لربح المعركة المصيرية؟

أعلي سالم التامك: علينا أن نعي أن الفعل الوطني الثوري ليس فعلا جامدا ثابتا، بل فعلا متحركا يتأثر في علاقة جدلية بالواقع المحيط اقليميا وقاريا ودوليا، وهو ما يفرض تطوير وتنوير الخطاب الوطني الثوري، بما يتلائم مع خصوصيات وسمات كل حركة، وما تفرضه من سياقات معينة، وأظن أنه آن الأوان لتأسيس مدرسة فكرية أكاديمية للتنظيم الوطني تقدم دراسات واستشارات، وتخلق فضاءا للنقاش الفكري، والفلسفي للمساهمة في انارة الطريق للحركة على ضوء كل التحولات القائمة والممكنة تساعدنا على استشراف الافاق.

وأظن أن مراجعة ممارسة الطليعة النضالية بجعلها طليعة ثورية بدرجة من المثالية، يشكل مدخلا من مداخيل التغيير، ويساهم في صهر كل الطاقات في بوتقة الفعل الوطني، وهنا استشهد بمقولة احد المفكرين والمنظرين الكبار: (عندما تقولون للناس كونوا هكذا فيجب أن تكونوا كذلك)، ومفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى السيد حين قال: (الاتكال سيعمل على فرز الاطارات، من منهم اصبح يميل الى الانتهازية، يركب الجماهير، ويستغل مكاسبها ثم يختبئ وراءها …اي أن الجماهير اصبحت تجره خلفها ومن سيبقى بطبيعة الحال طلائعيا بالفعل بالنسبة للقاعدة الشعبية، يعطي ولا يأخذ).

الصالحة بوتنكيزة: في نظري من أجل تجنيد كل الطاقات الوطنية لربح المعركة المصيرية، يجب انصهار كافة أطياف الشعب الصحراوي، للدفاع عن قضيته كل من موقعه ، وتقديم المزيد من التضحيات .

معركة حقوق الانسان، ما الجديد فيها وكيف يمكن استثمارها لصالح القضية الوطنية؟

أعلي سالم التامك: إن حقوق الإنسان تشكل المشترك الإنساني، وتحتل مساحة واسعة بل محدد في العلاقات الدولية بالرغم من توظيفها وادلجتها، وهذا طبيعي لأنه لا يوجد شيء لا يحمل رائحة السياسة في هذا الكون، وبالنسبة لنا في الارض المحتلة هي واجهة اساسية للصراع مع الاحتلال المغربي، لأنه يحاول أن يمرر سيناريوهاته ومخططاته تحت غطاء حقوق الإنسان، ويزعم ان حركة البوليساريو نتيجة ما يسميه اخطاء وتجاوزات لحقوق الإنسان، وتحسين وضعية حقوق الانسان سيطوي هذه الصفحة، ولذلك نحن نشتغل على إزالة القناع عن جرائمه التي تجسد بشاعة احتلاله العسكري وفضحها، ومناهضتها عبر صيغ نضالية عديدة بالرغم من الحصار العسكري والاعلامي والبوليسي المضروب على الجزء المحتل من الصحراء الغربية.

إذن، انتزاع هامش للتعبير، ووجود الية دولية لمراقبة حقوق الانسان وحماية المدنيين الصحراويين بالجزء المحتل من الصحراء الغربية سينقلنا لمرحلة حاسمة من الصراع مع العدو.

الصالحة بوتنكيزة: الجديد في معركة حقوق الإنسان في الأرض المحتلة مستمرة في إطار استئناف الكفاح المسلح من جديد، وهي ساحة نضالية لمواجهة الاحتلال وفضح ممارساته الإجرامية ضد الشعب الصحراوي، واستنزاف ثرواته الطبيعية ، والمعركة تغطي جميع جوانب الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية بدءا من الحق في تقرير المصير، والمرافعة عن المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين بسجون الاحتلال الرهيبة، وإلى غير ذلك .

فكل هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تتم إدانتها من طرف المنظمات الدولية الوازنة .

الفلسفة الثورية بين النضال السلمي والكفاح المسلح، أيهم الاجدر في نظركم لربح المعركة المصيرية؟ أم المزاوجة بين الاثنين!؟

أعلي سالم التامك: الكفاح المسلح حق مشروع تضمنه المواثيق الدولية في إطار مقاومة الشعوب المحتلة ضد إي عدوان او احتلال لها، وحركة تحرر في غياب الكفاح المسلح تفقد هويتها ووجودها، لذلك فضرورة المزاوجة بين كل الخيارات وجبهات النضال المشتعلة في كل مواقع النضال هو الخيار الأصح، لأنه يجسد صفة الشمولية في النضال الوطني.

الصالحة بوتنكيزة: كل الوسائل متاحة ومشروعة لربح المعركة المصيرية، وبالتالي فإن جبهة الكفاح المسلح هي وسيلة للدفاع ، كما هي جبهة المقاومة السلمية في المناطق المحتلة، يعني هما جبهتان متناغمتان، لفرض الاستقلال والسيادة.

لتأجيج الانتفاضات الشعبية داخل المناطق المحتلة من جديد؛ الى ماذا نحتاج!؟

أعلي سالم التامك: لجعل الفعل الوطني بالأرض المحتلة في مستوى وتطلعات المرحلة الراهنة، لا بد من ضرورة توفر الإرادة السياسية القوية لدى التنظيم الوطني بكل مستوياته ودرجاته ” كافة المتدخلين”، لتظافر كل الجهود والإمكانيات من أجل تأهيل جبهة الأرض المحتلة، والتخلص من الـتّـرِكة السلبية نتيجة لسنوات الركود السابقة، وجعلها خيارا رئيسيا وإستراتيجيا قائما يمكن أن يلعب دوره الطلائعي ضمن معركة التحرير الوطني وفي القضايا الأساسية والمفصلية،باعتباره عاملا ضاغطا ومؤثرا كلما دعت الضرورة لتوظيفه إيجابيا في إطار تنويع مساحات الفعل والضغط النضالي المستمر (استئناف الكفاح المسلح، قضية حقوق الإنسان، الثروات، احتلال الكركرات، المفاوضات، أزمة المينورسو، استمرار جدار التقسيم العسكري للاحتلال المغربي، تدمير البيئة …).

الصالحة بوتنكيزة: تشهد المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ما بعد 13 نوفمبر، تضييقا وحصارا قمعيا مكثف لكل الصحراويين، وخاصة الحصار الإعلامي الذي تفرضه دولة الاحتلال، ومنع المراقبين والملاحظين من دخول المناطق المحتلة، والأحكام الجائرة في حق الشباب الصحراوي، كل هذه الانتهاكات جعلت الصحراويين في الجزء المحتل من وطننا في سجن كبير، لذلك نحتاج إلى ضغط من المنتظم الدولي على دولة الاحتلال المغربية، لفتح المنطقة أمام الإعلام الدولي الحر والمراقبين الحقوقيين، ليتسنى للصحراويين التعبير عن حقهم في الحرية والاستقلال.

ماهي رسالة أهل الارض المحتلة الى المؤتمر؟

أعلي سالم التامك: يشكل المؤتمر محطة مفصلية في الحياة الثورية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب فهو أعلى هيئة تقريرية للتنظيم، وهو بمثابة ماكينة لإنتاج القرارات المصيرية مما يستوجب جعله وقفة حقيقية للمراجعة والتقييم العميقين، ووضع الاصبع على الجرح ، والبحث عن مكامن الخلل، والاعوجاج بغية تقويمه بتصورات ومقترحات ، وتصورنا هو خلق الادوات المناسبة للقطع مع الحالة التقليدانية التي تميز قطاع الارض المحتلة منذ سنوات عديدة ، والتي ترتب عنها نزيف في الطاقات الشبانية ، ومنه تراجع نسبي للعمل النضالي، وبالتالي العمل على خلق مناخ ملائم لإستنبات طاقات ثورية جديدة، والحيلولة دون هدر امكانياتها البشرية والمادية.

الصالحة بوتنكيزة: رسالة أهل الأرض المحتلة إلى المؤتمر الشعبي العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، تجسيد شعار المؤتمر على أرض الواقع ، والالتفاف حول رائدة الكفاح الوطني الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي، ومواصلة الوفاء لعهد الشهداء.

حمادي الناصري: على القيادة الوطنية ان تأخذ بعين الاعتبار أنها تعيش في لحظة تاريخية لا يمكن لها أن تكون فوقها،  وعليها ان تتخذ قرارات تكون فيها أكثر مصارحة وانتباها لشعبها لان المحتل المغربي عمليا، يستخف بكل شيء، يستخف بالقانون الدولي، والحقوق العامة، في ظل تواطئ بعض القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في المنطقة.

 لذلك على القيادة ان تهيب بشعبها أن يكون الرد متكاملا بين القيادة والشعب في كل مكان وان تخرج من عنق الخطاب العاطفي الذي رافق الشعب الصحراوي وان تفهم جيدا ان العقود الاخيرة التي اعقبت وقف إطلاق النار قد كشفت اللثام عن المؤامرة التي كان يراد لها تآكل الصحراويين في القدرة على إدارة الصراع، ووصوله إلى مرحلة الاستجداء في الساحة الدولية من اجل السلام .

كلمة أخيرة

أعلي سالم التامك: في الاخير أود أن أحيي تحية المجد والخلود شهداء ثورة 20 ماي الخالدة، ومقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي العظيم وتضحيات شعبنا الثائر في كل مواقع الفعل والنضال.

الصالحة بوتنكيزة: كل الوطن أو الشهادة.

حمادي الناصري: شكرا