الأخبار

إتحاد المغرب العربي.. ورقة المخزن للخروج من العزلة؟(الشروق)

أصدر الأمین العام لاتحاد المغرب العربي أ. د. الطیب البكوش بيانا يدعو فيه وزراء خارجية دول الاتحاد المغرب العربي الى عقد إجتماع خاص بالوضع في ليبيا، حيث جاء في البيان :” نغتنم فرصة استجابة لیبیا وموریتانیا أخیرا لدعوتنا إلى عقد خلوة مغاربية لوزراء الخارجية مع الأمين العام خاصة بالأزمة اللیبیة لنوجّه نداء في العلن إلى الدول المغاربیة لاستكمال الاستجابة لعقد الخلوة الخماسیة وإنجاحھا…”، كما يهدف الاجتماع إلى “عقد لقاءات ثنائیة على ھامش الخلوة لحل المشاكل الثنائیة”.

في قراءة أولية للبيان، يتجلى ان دعوة الطيب البكوش”منطقية”، لكن الظروف التي تمر بها المنطقة، منطقيا أيضا، تدفع الى طرح تساؤلات بخصوص دعوة الأمين العام الى إجتماع خاص بوزراء الخارجية للدول المغاربية.

اذا كانت ” الازمة الليبية، غطاء هذه الدعوة، فهذه الدولة الجارة تعيش منذ اكثر من 10 سنوات على واقع الفوضى و الأزمة و لم يلعب إتحاد المغرب العربي، -بكل أسف-، أي دور لحلحتها و التي ذهب ضحيتها الالاف من الشعب الليبي بالإضافة إلى الخسائر المادية المعتبرة.

“صياغة خطة سلام” في ليبيا كما يريدها البكوش تزامنت مع الازمة الدبلوماسية الاخيرة التي فتحها المغرب مع تونس، و هذا ما أثار استغراب المتبعين للعلاقات المغاربية، و هذا ما يفسر النقطة الثانية التي جاءت في بيان الامانة العامة و الخاصة بعقد “لقاءات ثنائیة على ھامش الخلوة لحل المشاكل الثنائیة”.

يجدر الذكر أن التدخل في العلاقات الثنائية ليست من مهام الاتحاد الذي تبقى مهمته الاساسية بناء اتحاد مغاربي قوي يدافع عن مصالح دول الأعضاء كباقي التكتلات الإقليمية و لا نصوصه لا تفوض الامين العام بالتدخل في العلاقات الثنائية و عقد اجتماعات لحل المشاكل الثنائية، علما أن نفس الاتحاد لم يقوم بهذا الدور في بداية الازمة المغربية-الجزائرية و لم يبادر بأي وساطة جادة تذكر لتجاوز المشاكل الثنائية كما جاء في بيان الامانة العامة.

الدكتور الطيب البكوش و محيطه، يعلمون ان مصير هذه “المبادرة” الفشل قبل الإعلان عنها نظرا لإتساع دائرة العداوة التي تشنها المملكة المغربية على جيرانها المغاربة، هذا ما يدفع الى طرح تساؤلات حول هذه المبادرة التي في الواقع ماهي الا طوق نجاة من البكوش، الذي دخل في صراع كبير مع الرئيس التونسي قيس السعيد، للملكة المغربية للخروج من العزلة التي تعيشها في المدة الاخيرة و مثابة جرعة اوكسحين لناصر يوريطة وزير خارحية المملكة المغربية الذي أصبح محل سخط الاعلام المغربي و الاحزاب السياسية بسبب النكسات المتتالية للدبلوماسية المغربية.

تجدر الاشارة الى ان الامانة العامة للاتحاد المغرب العربي لم تصدر اي بيان و لم تقول و لا كلمة بعد التصريحات التي أدلى بها أحمد الريسوني في حق الجزائر و موريتانيا، و بالرغم من السخط الاعلامي و الشعبي الذي تسببت فيه التصريحات و ردود الافعال التي اثارتها في الجزائر و موريتانيا و حتى داخل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، إلا أن الاتحاد المغرب العربي لم يصدر منه أي موقف، إيمانا منه، أن مهمته كتكل جهوي لا تفوضه النصوص في الخوض في العلاقات الثنائية بين دول الأعضاء.