الأخباردوليامقالات

قرار بعمى انتقائي(بقلم: عالي أحبابي)



ما تابعناه خلال هذا الشهر من أجندة مكشوفة ، وغير مكشوفة بأروقة الامم المتحدة ، ولا سيما ما أبانت عنه الادارة الامريكية من محاولات المساومة على حق شعبنا في الحرية وتقرير المصير ، وما عشناه من هبة عفوية حملت رسائل قوة الصحراويين وتماسكم حول رائدة كفاحهم الجبهة الشعبية ، وتمسكهم بالاستقلال الوطني مهما تطلب ذلك من جهد ووقت ، وما لمسناه من مرافعة الحق بأذرع الاصدقاء ضد باطل الادعاء ، تأكدنا أن المناورة لن تشق طريقها بسلام ، بل كنا على يقين بأن محاولة دحرجة الكرة خارج ملعب الامم المتحدة تضع هذه الاخيرة في حالة تلبس من العسير تجاهل ارتداداته .‏
فالمسألة التي حرص الصحراويون على التمسك بها ، هي الحرية والاستقلال التام ، وحذروا كم من مرة من مغبة ملامسة خطوطها الملتهبة ، التي تبدو اليوم على المحك ليس باعتبارات أممية كرست الفشل أمام التعنت المغربي ، أو سياسة عدوانية موثقة بمعايير الجرم والتورط في سفك الدماء ونهب الخيرات واستصغار المجتمع الدولي ، حين تكون أحد أخطر العوامل الملازمة لسياسة من يفترض أن يكونوا حريصين على حماية العدالة والدفاع عنها ، احترازا من مواقف تعتمد في خلاصتها لغة السلاح بدلا من السلم والامن والاستقرار والتنمية .‏
حين تبدأ الألسن الأممية ، ولو بوكالات معينة تلوك أو تراودها أحلام المساس من قدسية التراب الصحراوي ، تكون قد تجاوزت حدود الحياد الذي يعتصم به القانون الدولي في مواجهة سياسة الاحتلال المغربي والتي لم تكتف بالجلوس جنبا إلى جنب مع الطرف الصحراوي ، صاحب القلم والمفتاح ، قبل أن يكون صاحب الحق في تقرير المصير ، بل ارتضت أن تكون أحد أوجه الاستعمار الحديث من منطلق الدفاع عن شرعنة الاحتلال ، والدوس على كل الاعراف والقوانين الدولية ذات الصلة ، لكن خمسين عاما من الصمود والكفاح لم ولن تمنح المتطاولين متسعا من الوقت لالتقاط أنفاسهم في سباق مع زمن ضائع .‏
ما يهمنا فعلا كصحراويين أن الكرة ليست فقط في ملعب الشعب الصحراوي، بل هي في مرمى الامم المتحدة ومصداقيتها التي يجب أن تساهم وبجدية في مسح الببغائية السياسية التي تعكس وجه الإفلاس القانوني والعجز السياسي ، وهي تحاكي واقعا أسود تلطخت خلاله المحاولات بالتورط في البيع والشراء على حساب حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال ، فخمسون عاما من النضال والصمود والصبر والجلد لن تنال منها مسودة قرار حررت في غرفة مظلمة ، رامت تكريس الامر الواقع بنوع من البذج السياسي للتغطية على موسم طويل من الجلسات الفارغة ، لكن الثابت الوحيد هو حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير غير القابل لأي مناورة .

بقلم : عالي احبابي – مدير الاعلام المكتوب