الأخبارالافتتاحيةمقالات

خطاب الثقب الاسود(بقلم:عالي أحبابي)


بعد مخاض عسير لمشروع المسودة الامريكية ، وفي غرفة العمليات القيصرية أعلن عن قرار مشوه خلقيا ، ليخرج ملك المغرب بخطاب نشوة تضاهي المولود الجديد في خلقته ، أين كانت المؤشرات تنحو نحو حالة من الاستعجال التي فرضت إلى حد بعيد نظرة قاصرة بخطاب خجول في مجمله للاستهلاك الداخلي بغية امتصاص غضب الشباب الذي يهز أركان العرش بشعارات رافضة لواقع يندى له الجبين .
خطاب ملك المغرب المعد مسبقا ، سخر من صمود ومقاومة الشعب الصحراوي ، فرامت نفسه الامارة بالسوء النيل من قناعة شعبنا المرابط على العهد بإخلاص ووفاء ، بل عادت حليمة لعادتها القديمة ، وهي تنزلق نحو ترسيم البعد الوظيفي في الخطوة التي أقدمت عليها مع الكيان الاسرائيلي، باعتبارها البعد الأكثر ضرورة في سياق البحث عن بدائل الفشل في شرعنة احتلال الصحراء الغربية ، بل بدت المملكة المغربية من وراء ذلك تقتات في دورها الوظيفي على مثل تلك المهمات، في إطار التموضع داخل المشروع الاستعماري البديل.‏
خطاب الثقب الاسود يفضح من جديد السلوك المغربي المعهود الرافض للاعتراف بالواقع الذي ارتسم على الأرض بدماء وتضحيات الصحراويين والذي أطاح بكل المعادلات ، وهذا ليس رأيا أو استنتاجا، بل هو اعتراف صريح من المجتمع الدولي ، فالجبهة الشعبية كانت واضحة وصريحة جدا حين أكدت أن العمى الانتقائي حيال حل القضية الصحراوية الذي أبانت عنه الادارة الامريكية تحول إلى ثقب أسود في مصداقية من يفترض فيهم حماية القانون والشرعية الدوليين .‏
خطاب ملك المغرب جاء ممزوجا بالتناقضات ، مصحوبا بجرعة من سوء الظن حيال الشعب الصحراوي من جهة ، والموقف الجزائري الممزوج بالنخوة والايباء من جهة ثانية ، مما قد يقود المنطقة الى مزيد من التعقد والتأزم , فالأمم المتحدة لازالت تراهن على أن هناك سبلا أخرى يتعين انتهاجها قبل الدخول في أزقة ودهاليز حرجة, ، والشرعية الدولية ستظل محكومة بالبحث عن حل يحترم ارادة الشعب الصحراوي ويضمن له حق تقرير المصير.
بقلم عالي احبابي – مدير جريدة الصحراء الحرة