الأخبارالافتتاحيةمقالات

الجبهة الشعبية ممثلنا الشرعي والوحيد..(بقلم: عالي أحبابي)

الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في عيدها الخمسين ، وما يحمله من دلالة يؤكد الأسلوب والنهج الأنجع لبناء تنظيم أطر الجماهير الصحراوية ووحد طاقاتها وتبنى مطالبها المشروعة في مواجهة الاستعمار وتصفيته من الصحراء الغربية , في الذكرى نستحصر تلك العطاءات التي طغت فظلت الساحة حراكا لها انبرى فيها الشهيد الولي مصطفى السيد بلقاءاته السياسية والتي كان يجريها مع بعض الطلبة الوطنيين الصحراويين رفقة الرعيل الأول ممن وشحهم التاريخ بحمل أمانة التحرير ، فتمخضت تلك التحركات عن ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في العاشر ماي 1973، كنتاج سياسي للمؤتمر التأسيسي الذي حمل اسم محمد سيد إبراهيم بصيري وشعار “بالبندقية ننال الحرية”، وحلل البيان السياسي لذلك المؤتمر الوضع والأسباب العميقة التي دفعت الشعب الصحراوي إلى امتشاق البندقية وإعلان الكفاح المسلح ضد الإدارة الاستعمارية الإسبانية , بعد فشل كل أساليب النضال السلمي التي قمعت بعنف وهمجية وعنجهية خلال ملحمة الزملة التاريخية 17 يونيو 1970. وأتخذ البيان خطا تحريريا واضحا أدى إلى اعتماد هذا الخيار مؤكدا على أنه لم يكن هناك غيره: “إزاء تشبث الاستعمار بالبقاء مسيطراً على شعبنا ومحاولة تحطيمه بالجهل والفقر والتمزق وفصله عن هويته المتميزة, وإزاء فشل كل المحاولات السلمية.. تتأسس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، كتعبير جماهيري, ينشد تطلعات الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال .
في الذكرى نستحضر وبإجلال سرعة نجاح الجبهة الشعبية في تأطير الجماهير الصحراوية عبر خط تحريري ينشد الاستقلال الوطني ، مثلما نستحضر اندلاع الكفاح المسلح بعد ميلادها بعشرة أيام ، وكيف أجبرت الانتصارات العسكرية المتتالية التي حققها المقاتلون الصحراويون إدارة اسبانيا أولا والقوات الملكية المغربية ثانيا على الاعتراف بقوة عريكة الصحراويين .
في الذكرى الخمسين لميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ( البوليساريو ) تطوف بخيالنا بل تشخص أمامنا صور الملاحم العسكرية والسياسية الدبلوماسية التي خاضتها الجبهة وكيف استطاعت إحراز النصر فيها بوسائل أقل من إمكانيات العدو ، ولعل ورقة الإيمان بعدالة القضية هي الفيصل الذي أكسب الجبهة سترة المصداقية ومنحها انضواء وطنيا واحتضانا شعبيا ظلت من خلاله ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الصحراوي ، مخولة قانونيا بتمثيله واتخاذ القرارات باسمه ، بل هي آمره وناهيه ، ولعل صمود هذا التنظيم واحتفاظه بمعدل عال من الانتماء الوطني هو ما جعله رمزا للشموخ والإيباء, فبات في منأى من محاولات الاحتلال اليائسة والرامية إلى المس من شرعيته التي يعتبرها الصحراويون في سماء القدسية الشاهقة.
إننا في جبهة البوليساريو لا نريد من المجتمع الدولي أكثر مما هو مخول له قانونيا , ولا نريد منه أن يمنحنا ما ليس لنا ، بل نريده أن يستوفي شروط القرار الصائب من خلال محاولات اختراق المحظور لدى طرفي النزاع والدخول إلى التفاصيل المحيطة بالمشكلة ،لتوفير بيئة سياسية وأمنية وإجرائية مناسبة للصحراويين كي يعبروا عن قناعتهم السياسية في تحديد بوصلة المنطقة عبر جدول زمني يفضي إلى معالجة الجوانب الجوهرية ويوفر المزيد من فرص الأمن والاستقرار بالمنطقة، قبل استفحال معطيات أخرى قد تجر المنطقة إلى مزيد من التعقيد ، والتوتر.