الأخبارالبلاغات العسكرية

في رحاب الشعب الصحراوي(بقلم: مولاي ابراهيم مولاي امحمد)

أينما حللتُ منذ أن وطأتْ قدمايَ مخيمات العزة والكرامة الصحراوية، يسبقني الترحاب والتبجيل وعبارات التقدير والتكريم والاحتفاء، هنا في كل بيت تجد الكرم الصحراوي الحاتمي ذاته الذي ألفته وعشته كلما زرت المخيمات.
الأهل الطيبون الأكارم، الضيافة الأصيلة، الود التقدير، البشاشة هي ذاتها التي أنا موضع لها وكل من زار هذه المخيمات يشهد بها ويعيشها.
البيوت تتلقفك بالكرم والسخاء مثلما تستقبلك بالبخور والعطور ليجعلك في أجواء من الدافئ والاحتضان الذي يناسب المناخ الشتوي الصحراوي الجميل.
هي أصول الضيافة الصحراوية والمودة التي ترستم على الوجوه التي تستقبلك في كل بيت صحراوي، كجزء من العادات والتقاليد الراسخة في النفوس ستظل موضعا لا تتغير ولن تتغير لأنها أصيلة وليست تطبعا.
رغم الجراح ومكابدة عقود من اللجوء في مخيمات العزة والكرامة رفضا للذل ورفضا للخنوع وتمسكا بالحق الذي لا يسقط ولا يتقادم بتقرير المصير والاستقلال.
ورغم سنتين أو أكثر من التعبئة الشاملة وشد الأحزمة والصمود والاستبسال في المعركة الثانية للكفاح المسلح التي بدأت بعد خرق المحتل لوقف إطلاق النار نهاية سنة 2020.
ورغم الظروف الدولية الاستثنائية الصحية منها وغيرها….رغم كل هذا، لا تزال هي العادات الصحراوية الأصيلة ذاتها في كرم الضيافة والأخلاق الحميدة تجعل الزائر في حبور وفرح وسرور وارتياح وأريحية في كنف الأسرة الصحراوية.
هي الأخلاق والقيم ذاتها والود والترحيب الذي يستقبلك به بيت الشهيد وبيت المقاتل وبيت الوزير وبيت المسؤول وبيت المواطن العادي..
ففي بيت الشهيد وبين ذويه تلاحظ العزيمة والإصرار على المضي قدما على درب الشهداء لتحرير الأرض واسترجاع الحق، وتلك قصة واقعية وقفت على تفاصيلها خلال زيارة بيت أول شهيد صحراوي يسقط على جبهة القتال خلال معركة الكفاح المسلح الثانية الدائرة هذه الأيام.
هذا جزء من المشهد هذه الأيام في مخيمات العزة والكرامة على أبواب المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو، الذي حتما سيكون فرصة تتجدد معها الإرادة بقوة وعزم لا يلين نحو الاستقلال الذي من أجله توحدت همم الصحراويين قيادات وشعوب.. هدف بات أقرب بحكم عوامل التاريخ ووقائع الجغرافيا الآن..
عاشت الجمهورية العربية الصحراوية
ولا بديل لا بديل عن تقرير المصير.
مولاي ابراهيم مولاي امحمد