الأخبار

التناقضات المغربية(بقلم:البشير محمدلحسن)


إذا كانت حركة “صحراويون من أجل السلام”، التي أكدت المخابرات الإسبانية في تقريرها الشهر الماضي أن المغرب هو من أنشأها، حريصة على مصلحة الصحراويين أو البحث عن شرعية لتمثيلهم؛ فلماذا لم تعقد ندوتها الأخيرة بالمناطق المحتلة حتى يتسى للشعب الذي تريد تمثيله المشاركة فيها وطرح أفكاره والاستماع إليه؟ لماذا يعقد في إسبانيا حيث لن يستطيع المشاركة سوى من تختارهم المخابرات المغربية بدقة بعد التأكد من دفاعهم عن مصالحها؟
من جهة أخرى، ترى الحركة في بيانها أن “الفكر الثوري” الذي لا تزال تنتهجه البوليساريو قديم وعفى عليه الزمن، مطالبة بالبحث عن حلول جديدة، لكنها في المقابل استعدت لندوة جزر الكناري شيوخ القبائل الموالون للاحتلال المغربي والذي يستفيدون من عطاياه السخية من عائدات نهب ثروات الشعب الصحراوي.. أليس في ذلك تناقض فاضح؟ أليس الاحتكام للقبلية وسلطة شيوخ القبائل مظهر من الماضي وجب تجاوزه؟
بعد أيام، ستصبح هذه الندوة نسياً منسياً، وسيعود كلُّ من حيث أتى ويواصل الشعب الصحراوي مسيرته التحررية حتى تحقيق الاستقلال الوطني على كامل تراب الجمهورية الصحراوية.