الأخبار

خطاب محمد السادس: تأكيد لدعوة شيخه الريسوني(بقلم: ماء العينين لكحل)

خطاب محمد السادس: تأكيد لدعوة شيخه الريسوني
ليس في خطاب ملك المغرب، بمناسبة ثورة الملك والشعب (التي لم تقع يوما إلا في خيال النظام وبعض العياشة) أي جديد يذكر، ولكن من باب التفاعل، لابد من التسطير تحت بعض الملاحظات الطفيفة.

كان الخطاب مليئا بنفس نبرة التعنت والاصرار على مواصلة الاحتلال غير الشرعي والدموي للصحراء الغربية، ونفس العنجهية في ممارسة الابتزاز والتهديد والوعيد ضد الجميع هذه المرة، بعد أن كان التهديد يخص دول الجوار فقط سابقا، ونفس الاستهتار بعقول الناس، ومحاولة تلفيق الأراجيف، والكذب بألسنة الآخرين كما اعتاد نظام المخزن، حين قال كذبا أن دولا مثل المانيا أو البرتغال قد أعلنتا دعمهما الحكم الذاتي وهو ما ينفيه البلدان، ومثل ذلك قوله بأن الولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا اعترفتا بسيادته على الصحراء الغربية، في الوقت الذي يعرف الجميع أن الاعتراف ليس قرارا بيد رئيس الولايات المتحدة مالم يعتمده الكونغرس، وهو ما لم يحصل أبدا، ونفس الشيء بالنسبة لإسبانيا، التي لا يمكن القول باعترافها بهذا الاحتلال ما لم يوافق البرلمان على سقطة سانشيز الخيانية.

المريب في الأمر، ليست هي كل هذه الأكاذيب، بل هو التوجه نفسه نحو تهديد بلدان العالم بالويل والثبور وعظائم الأمور ما لم تخضع لإرادة الرباط في فرض الاحتلال، وما يريب حقا هو صدور هذا الخطاب التصعيدي والتهديدي أياما قلائل بعد دعوة رجل الدين المغربي، أحمد الريسوني، المغاربة للخروج في زحف وغزو إرهابي أو “جهادي” كما قال ضد الجزائر وموريتانيا. فهل تتبع الرباط حاليا أجندة خارجية تريد إشعال نار حرب جهوية شاملة وقودها فقراء المغرب ضد الجميع في المنطقة، وخاصة ضد الجزائر؟ وهذا أمر غير مستبعد، خاصة منذ خضوع القصر الملكي وارتمائه في أحضان الخطيئة الدينية، والسياسية، والاجتماعية والاقتصادية، ورهنه مصير ومستقبل المغرب بأيدي الصهيونية العالمية طمعا في جزاء لن يلقى منه إلا ما لقي سنمار قديما. أم هل بات المغرب يائسا إلى درجة ربط علاقاته الدولية بمساندة الدول لانتهاكه الشرعية الدولية؟ وهل سنعيش مرحلة سقوط الملكية وفشلها التام الذي بات وشيكا؟

الخطاب هو إذا من جملة خطابات الإفلاس السياسي المغربي، فالتهديدات المغربية للجميع بضرورة دعم المغامرة الاستعمارية، تأكيد من محمد السادس بأن النزاع لا زال قائما عكس ادعاءاته السابقة بأن الملف انتهى وطوي. وبالفعل، مازالت الصحراء الغربية بلدا محتلا وخاضعا لمسلسل تصفية الاستعمار، مسجلا في لوائح اللجنة الأممية الرابعة لتصفية الاستعمار، ولا أحد يستطيع إنهاء هذا الأمر إلا الشعب الصحراوي المالك الوحيد للسيادة، وليس لا اسبانيا، ولا أمريكا ولا حتى الأمم المتحدة.

لذلك كله، ندعو عقلاء المغرب للعودة إلى جادة الصواب، ووضع حد لمغامرة بلادهم في احتلالها غير الشرعي للصحراء الغربية، والاعتراف بخطاياها وخطايا زبانية الحكم فيها المشينة ضد الصحراويين، وضد المنطقة برمتها، والتعويض عنها بالشكل الذي يرضي ضحايا هذا النظام الفاسد المتساقط المطبع. وأنا متأكد أن الشعب الصحراوي ساعتها، سيسامح إخوته المغاربة بمجرد مغادرتهم البلاد منسحبين، ليفسح المجال أمام فتح صفحة جديدة لعلاقات سليمة طيبة مع جميع الجيران، مبنية على الاحترام المتبادل، والعدل، والتعاون، واحترام القانون الدولي. أما أي حل آخر فلن ينهي النزاع مهما حاول نظام الاحتلال ومن يقف وراءه ذلك، لأن الشعب الصحراوي الذي قاوم الاستعمار الأجنبي منذ القرون الوسطى ولم يلن يوما، لن يستسلم الآن والنصر قاب قوسين أو ادنى من ذلك، ولو كره المتساقطون.