الأخبار

المجلس الأعلى للائمة الصحراويين ” تصريحات الريسوني مجانبة للحق والصواب”

الشهيد الحافظ، 18 أغسطس 2022 (جريدة الصحراء الحرة) – أعتبر المجلس الأعلى للأئمة الصحراويين تصريحات أحمد الريسوني مجانبة للحق والصواب.

المجلس وفي بيان له عبر عن إدانته لتلك التصريحات واعتبرها مجانبة للحق والصواب كما دانها الكثير من أحرار العالم وفي مقدمتهم جزائر المبادئ والثوابت، معربا عن أسفه لما تضمنه رد هيئة العلماء الموريتانيين التي خجلت عن قول الحق الذي لا ريب فيه، فجعلت المغرب جارا لها من الشمال نافية بذلك وجود الشعب الصحراوي المكافح، شقيقها في العروبة والإسلام والمصير المشترك.

نص البيان:   

الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية

المجلس الأعلى للائمة الصحراويين

بيان

الرد على مغالطات احمد الريسوني وفتواه الشاذة

بكثير من الاستغراب تلقينا التصريحات المثيرة لأحد “علماء” المغرب احمد الريسوني والذي القى الكلام على عواهنه، ولم يقيده بضوابط الحق والاحتكام للشرع، إقرارا للباطل والدعوة الصريحة الى الظلم والعدوان، والتصريح باستباحة دماء شعوب مسلمة ودول قائمة، مداراة لحكامه الظلمة، وتبريرا لعدوانهم الذي تسبب في تشريد الشعب الصحراوي وتهجيره من أرضه ظلما وعدوانا وإراقة دماء الآلاف من الصحراويين، وإثارة الفتنة مع دول مستقلة منذ عقود من الزمن.

وفي سقطة خطيرة وسابقة نادرة لا تصدر عن جاهل فضلا عن من ينتسب للعلم والعلماء ان يحث هذا الشخص بالجهاد ضد الصحراء الغربية و الجزائر وموريتانيا لإخضاعهم لحكم المغرب ارضاءا و تملقا لنظامه الاستعماري التوسعي وتجاهلا للعدو الحقيقي للامة الاسلامية ولشعوبها والذي ارتمى في احضانه النظام المغربي.

وفي الوقت الذي كنا ننتظر من علماء وفقهاء المغرب أن يصدعوا بالحق المبين فيما يتعرض له هذا البلد الاسلامي من مؤامرة مخزية لتهويده واستباحته امام الكيان الصهيوني في اتفاق التطبيع الذي رفضه الشعب المغربي بفطرته دون ان ينطق العلماء بكلمة حق في وجه سلطان جائر، والوقوف في وجه مظاهر الفساد والاستبداد والظلم والقهر ونشر المخدرات والخمور والشذوذ وتشريع الفجور والمثلية واسقاط ما هو معلوم من الدين بالضرورة من النظم والقوانين المغربية التي اصبحت مناقضة لأحكام الدين الاسلامي وعدله.

 وانطلاقا من واجبنا في بيان الحق، ودحض التلبيس الذي أورده الريسوني نؤكد على ما يلي:

ـ ان ما وقع فيه هذا الشخص المسمى احمد الريسوني هو دعوة صريحة للفتنة بين المسلمين وتحريضا على الظلم والعدوان وقد قال تبارك وتعالى في الحديث القدسي : ” يَا عِبَادي ، إنِّي حَرَّمْتُ الظُلْمَ عَلَى نَفْسي وَجَعَلْتُهُ بيْنَكم مُحَرَّماً فَلا تَظَالَمُوا”

ـ هذه التصريحات التمس فيها هذا الشخص إرضاء النظام المغربي على حساب رضى رب العباد وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)

ـ لقد تحدث الريسوني عن تزكية نفسه وانه يتكلم من منطلق الشرع والتاريخ وانه لا يمثل هيئة سياسية وان ما تكلم عنه صناعات استعمارية، ثم بعد ذلك ينصب نفسه صاحب قرار في المملكة المغربية، ويبدي استعداده للحوار مع الصحراويين والجزائريين والموريتانيين، الا يكون في كلامك أيها الفقيه كما تدعي تناقضا يدركه الغبي وان تصريحاتك هاته أخرجتك من دائرة ما تدعي من العلم والتاريخ، فالحق بريء من كلامك وما أنت بصدده ولقد أظهرت بما لا يدع مجالا للشك انك تسبح في صناعة صهيونية بامتياز تريد تشتيت الإسلام وأهله وزرع الفتن والصراعات بينهم، ثم إننا نسألك أين كان هذا الحق الذي تتكلم عنه ومن الذي حملك على كتمانه طيلة العقود الماضية، أم أنها أباطيل تبدونها تارة وتخفونها أخرى، كما فعلتم مع أية الملوك التي لا تستطيعون قراءتها، قال تعالى : (( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون)).

الا تعلم أيها الريسوني ما فعل مخزنك أثناء غزوه الهمجي للصحراء الغربية، بأطفال ونساء وشيوخ الصحراويين الذين يحرم الشرع الذي تدعي معرفته قتلهم وتعذيبهم في الحروب، أين أنت عن قصف الطيران المغربي لهم بالنابالم والفوسفور، وأين أنت عن تعذيب النساء وسحلهن على الطرقات بالمدن الصحراوية المحتلة، أين أنت عن الاعتداء الظالم الهمجي طيلة خمسة عقود من الزمن، فيا علماء المغرب اليس منكم رجل رشيد؟ لقد أساءت أيها الريسوني إلى نفسك والى هيئتك التي ترأس، ولقد أخرجت نفسك من دائرة العلم والعلماء، إلى حظيرة جلادي المخزن، وأضفت لهم غرفة جديدة تجلد بها إخوانك وجيرانك بلسان لا ينضبط بأي ضابط شرعي فصدق فيك قول الله تبارك وتعالى : (( واتل عليهم نبأ الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين))

ـ إننا ندين تصريحاتك المجانبة للحق والصواب كما دانها الكثير من أحرار العالم وفي مقدمتهم جزائر المبادئ والثوابت، ثم إننا نأسف لما تضمنه رد هيئة العلماء الموريتانيين التي خجلت عن قول الحق الذي لا ريب فيه، فجعلت المغرب جارا لها من الشمال نافية بذلك وجود الشعب الصحراوي المكافح، شقيقها في العروبة والإسلام والمصير المشترك.

ثم إنها بخلت حتى بالدعاء للصحراويين فاكتفت بالشقيقتين توددا وتزلفا.

إننا يا من تتكلمون باسم العلماء الموريتانيين ولا نعتقد أن ما قيل كلامهم لنأمل فيكم أن تلزموا الحياد إذا لم تستطيعوا قول الحق فتحفظون بذلك ماء وجوهكم وتبقون للمودة والإخاء ميدانا.

أيها الفقيه الريسوني يا من تطالب بمسيرة إلى تندوف والى ضم موريتانيا عليك أن ترفض التطبيع أولا مع الكيان الصهيوني كما فعل أحرار المغاربة، ثم تدعو إلى ترك الركوع لمن تسمونه أمير المؤمنين وتركعون لملك الملوك جلا جلاله، ثم إن عليك أن تقول الحق في اهلك قبل أن تقوله لغيرهم كما قال تعالى : (( وانذر عشيرتك الأقربين )).

ثم إن المجلس الأعلى للأئمة الصحراويين لينبه إلى أن العلماء ورثة الأنبياء وان عليهم الانضباط بضوابط الشرع ولا تأخذهم في الله لومة لائم وان الحرب على الشعب الصحراوي هي حرب ظالمة بكل المقاييس ولذلك فالصحراويون يجاهدون جهاد الدفع أي دفع الصائل الذي هو احد أبواب الجهاد الشرعي، فعلى علماء المغرب ان يرجعوا إلى قراءة أحكام الجهاد من جديد بعيدا عن حكام المخزن المغربي وأعوانهم من الصهاينة والظلمة لعلهم يرجعون عن غيهم ويهتدون إلى رشدهم فيصدعون بالحق الذي لا ريب فيه.

والله ولي التوفيق.

17 أغسطس 2022م الموافق 19 محرم 1444 هـ . (واص)

090/105/500.