الأخبار

خطاب ملك المغرب الأجوف لن يجعل من الجزائر صديقا في وقت الضيق (!بقلم: محمد حسنة الطالب)

خطاب ملك المغرب الأجوف لن يجعل من الجزائر صديقا في وقت الضيق !(بقلم: محمد حسنة الطالب)

03 أغسطس2022

ما إقترب النظام المغربي من الهاوية إلا وعاد يخطب ود الجزائر الذي فرط فيه من خلال الأسباب التي أدت إلى حرب الرمال بين الطرفين عام 1963، هذا فضلا عن خيانته الكبرى لها وللأمة العربية التي تمثلت في افشاء أسرار إجتماعات الجامعة العربية لإسرائيل أيام عقدت العرب العزم على تحرير فلسطين ، وناهيك عن عمالته للغرب وخاصة فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية التي فرضت عليه تطبيع العلاقات مع أسرائيل في وضح النهار بعد أن كانت سارية المفعول منذ زمن في الخفاء ، تلك العلاقات التي تبلورت اليوم أكثر من أي وقت مضى وشملت مختلف المجالات والمستويات، ولم يستثن منها حتى حرمة الأوقاف وقيم الثقافية المغربية ذات الجذور العربية والإسلامية خاصة ، لا بل أن هذه العلاقات أخذت تتوسع أكثر فأكثر وقد تصل في المستقبل إلى “تهويد” العقيدة الإسلامية للمغرب ، و “أسرلة” الدولة المغربية بطريقة غير مباشرة لحاجة في نفس الملك وبطانته اليهودية والإسرائيلية الماسكة إلى حد كبير بتلابيب السلطة في المغرب.
إن علاج أي علة مرتبط بزوال أسبابها ، فإذا كانت الجزائر حسب المغرب هي التي بادرت بغلق الحدود البرية ، البحرية والجوية مع المغرب ، وهي من رفضت أي وساطة بعدما بلغ السيل الزبى ، وهي من تدعم حركات التحرر في العالم طبقا لمبادئ ثورتها ، فعلى المغرب في هذه الحالة أن يراجع خطابه وكل حساباته العدوانية تجاه جيرانه ، وأن يتأمل في كل ما إقترفه من ذنوب وخطايا في حق الجزائر بالضبط ، وأدى إلى ما آلت إليه الأمور بين البلدين الشقيقين في آخر المطاف ، هذا إذا أراد الملك المنافق حقا ، التكفير عن سيئاته وإنتشال نفسه من كل الأزمات السياسية ، الاقتصادية ، والاجتماعية التي يتخبط فيها بلده في ظل الوضع الدولي المتأزم اليوم بفعل الحرب الروسية الأوكرانية ، والتي أثرت بشكل مباشر على الغرب عموما وعلى أذنابه خصوصا من أمثال المغرب ، الذي أصبحت الملكية فيه على كف عفريت مل الظلم وسأدية الظالم على المظلوم .
الجزائر ليعلم ملك المغرب هي دولة عظيمة بقيمها ومبادئها ، قوية بتلاحم شعبها وجيشها ، وغنية بمواردها الطبيعية وبإزدهار إقتصادها ، وتنامي دورها السياسي والدبلوماسي على الساحة الدولية والعالمية .
أما عن النظام الملكي ونواياه الخبيثة تجاهها ، فمعروف أن الغبي هو من يكرر أخطاءه ولا يستفيد من تجارب الحياة ، فهذا النظام لا يملك غير العلاقات المشبوهة والخطابات الجوفاء والترهيب والترغيب والأوهام التي لا تمت للواقع بصلة ، والأزمات المستفحلة في مختلف المجالات وعلى مختلف الصعد ، ولذلك يحاول دائما تصدير مشاكله إلى الجزائر مكة الثوار وقبلة الاحرار ، محاولا بذلك إيهام الرأي العام المغربي والدولي وتغطية شمس الحقيقة بالغربال .
من الواضح أن النظام المغربي قد ضاقت به كل السبل بعد أن كذبت عليه مراته المتصدعة أصلا ولذلك تراه يستجدي الصفح من الجزائر ولكن بغير إخلاص وحسن نية ، فمد يده المسمومة للجزائر في كل مناسبة يخطب فيها الملك المغربي ، هو نفاق ما بعده نفاق وطلب مرفوض جملة وتفصيلا ما دام محمد السادس لا يتحمل مسؤوليته ومسؤولية أخطاء نظامه المارق وتهوراته الخطيرة تجاه الجزائر .
إن مثل هذه السياسة الرعناء التي ينتهجها الملك المغربي في تسوية العلاقات مع الجزائر يعتبر سذاجة وتناقضا واضحا في خطاب النفاق الملكي الأجوف ، الذي تكرر أكثر من مرة دون أن يحمل للجزائر في طياته بوادر الصدق بدلا من الاستمرار في المراوغة والاستماتة في الخديعة التي لن يغفرها التاريخ بقدر ما سببته من تعميق للخلافات بين البلدين إلى حد لا يمكن أن تستقيم معه روابط الود وأهمية التعاون بين سلطتيهما في المنظور القريب .