الأخبار

مخاوف الانفلات تلغي احتفاليات المخزن بعيد العرش(الشروق الجزائرية)

في تبريرها لقرار إلغاء احتفالات عيد العرش، الذي يصادف 30 جويلية، الذكرى 23 لتربع العاهل المغربي على العرش، أرجعت وزارة الأسرة الملكية والبروتوكول، الإلغاء إلى الوضع الصحي المرتبط بوباء كوفيد – 19، غير أن تقارير إعلامية شككت في هذا المبرر، وأرجعته إلى الوضع الداخلي غير المستقر، الذي خلفه مرض العاهل المغربي، وكذا الغضب الشعبي المتنامي من تسارع وتيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وعلى الرغم من الغضب الشعبي العارم من التطبيع، إلا أن زيارات كبار المسؤولين في النظام الصهيوني متواصلة وبشكل مثير، في تحد سافر لإرادة الشعب المغربي الرافض لأية علاقة مع الكيان الصهيوني. فبعد زيارة رئيس أركان جيش الاحتلال الأسبوع المنصرم، أفيف كوخافي، جاء الدور على وزيري العدل والتعاون الإقليمي في نظام الكيان، في استفزاز سافر للجزائر التي لطالما حذرت من تلك الممارسات على الاستقرار في المنطقة.

حالة غليان شعبي بسبب العربدة الصهيونية في المغرب

وقال مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط في بيان إن وزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج، سيصل الأحد 24 جويلية إلى المملكة في زيارة تستمر حتى الخميس المقبل، فيما يبدأ وزير العدل جدعون ساعر زيارة أخرى بداية من الإثنين 25 جويلية، حتى الخميس، وسيلتقون مع وزراء ومسؤولين مغاربة كبار، وفق المصدر.

ويرافق وزير التعاون الصهيوني وفد من الصحافيات الإسرائيليات الأعضاء في منتدى يسعى إلى “دعم الحوار بين النساء الصحافيات في المنطقة”، في محاولة لامتصاص غضب الشعب المغربي من تصفية جيش الاحتلال للصحفية بقناة “الجزيرة”، شيرين أبو عاقلة. وتأتي هذه الزيارات في سياق تكثيف الرباط وتل أبيب علاقاتهما العلنية بعد ما ظلت لسنوات تحت الطاولة.

وفي ظل هذا المعطى، جاء الإعلان عن إلغاء الاحتفاليات المخلدة لعيد العرش، بداعي الاحتراس من تفشي فيروس كورونا، وهو الأمر الذي وإن بدا للبعض مبررا بعض الشيء، إلا أن الخلفيات الحقيقية تبدو غير ذلك تماما، وهي مرتبطة أساسا بتدهور صحة الملك المتواجد في فرنسا من أجل العلاج، وكذا الصراع الدائر في أروقة العرش حول من يخلف الملك المريض، في حال استمر تدهور وضعه الصحي.

ويتخوف صناع القرار في نظام المخزن المغربي من أن يؤدي الاحتفال بعيد العرش، في وقت أصبح الصهاينة يتجولون وكأنهم أسياد في المملكة المغربية، عكس إرادة الشعب المغربي الرافض للتطبيع والمحذر من بيع القضية المحورية للأمة العربية والإسلامية، قضية فلسطين، مقابل تطبيع لم يجلب للمغاربة غير الذل والمهانة والخيانة، أن يؤدي إلى ثورة شعبية تأتي على النظام الملكي الذي لم يعد يشكل إجماعا لدى الشعب المغربي، بسبب تحوله إلى عقبة أمام طموحات النخب وعوام الشعب.

وبلغ النفوذ الصهيوني في المملكة المغربية مدى لم يكن يتصوره أشد المتشائمين، بإدراج اللغة العبرية (لغة الكيان) في منظومة التدريس المغربية، بعد ما كانت وزيرة الداخلية الصهيونية، أيليت شاكيد، قد أبرمت خلال زيارتها الأخيرة إلى المغرب، اتفاقية تقضي بنقل عمال مغربيين إلى فلسطين المحتلة، لبناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المغتصبة، وهو المبرر الذي قد يوظفه شقيق الملك، الأمير رشيد، في صراعه مع محيط ولي العهد، الأمير محمد، الذي يعتبر في نظر الكثير غير مؤهل لتولي العرش بسبب صغر سنه.