الأخبارمقالات

كرونولوجيا الرقصة البهلوانية المغربية في حرب اوكرانيا (بقلم: الدكتور غالي زبير)

  • 2 مارس 2022: المغرب يتغيب عن جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة المخصصة لادانة قرار موسكو باعلانة الحرب على أوكرانيا.

لم يكن قد مر سوى اسبوع واحد على بداية الحرب الروسية على اوكرانيا والمغرب لا يعرف من سينتصر، ولهذا فضل اللاموقف واعطى أوامره لبعثته في الامم المتحدة بعدم حضور جلسة التصويت.

  • 31 مارس 2022: الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يعزل سفيرة بلاده لدى الرباط “فاسيليفيا أوكسانا يوريفنا”، بسبب “تضييع الوقت على الجبهة الدبلوماسية” تعبيرا عن غضبه من موقف الرباط غير المتوقع في جلسة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة المكرسة لإدانة “الغزو” الروسي لاوكرانيا.
  • 07 أبريل 2022: المغرب يتغيب عن جلسة تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

الحرب على أشدها والروس يحشدون قوات أكبر وفي المقابل حلف الناتو وعدد كبير من حلفاء الولايات المتحدة يطلقون حملة دعم ومساندة لاوكرانيا واطلاق أكبر حزمة من العقوبات الاقتصادية في التاريخ موجهة ضد روسيا، المغرب مازال مترددا وعليه يطأخذ بقاعدة ” الذيب حلال؟ الذيب حرام؟ الترك أحسن؟”.

  • 26 ابريل 2022: بصورة مفاجئة، المغرب يشارك في مؤتمر عقد في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا ضم 40 دولة عرفت باسم “المجموعة التشاورية من أجل الدفاع عن أوكرانيا” وقد ترأس المؤتمر لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، الذي قال أمام الدول المشاركة : “إنه اجتماع تاريخي اجتمعت فيه أكثر من 40 دولة لمساعدة أوكرانيا على الفوز في المعركة ضد الغزو الروسي الظالم”.

يبدو أن عرافي النظام المغربي استنتجوا أن الغرب الواقف خلف اوكرانيا يوشك على الإنتصار بعد وقف تقدم القوات الروسية بل وطردها من محيط العاصمة كييف وإحداث خسائر معتبرة في القوة التدميرية الروسية، في ظل تضاعف الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا واتساع العقوبات على موسكو، مع التقاط اشارات عدم الرضا عن الموقف المغربي في الامم المتحدة من قبل كييف وباريس وواشنطن وتل أبيب فسارع المغرب إلى تغيير موقفه بزاوية منفرجة.

  • 12 يونيو 2022: ملك المغرب محمد السادس يوجه رسالة تهنئة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة الاحتفال بيوم روسيا يقدم فيها أطيب التهاني وأصدق التمنيات للشعب الروسي بموصول التقدم والرخاء ويعرب فيها عن تقديره لما يربط المغرب وروسيا من علاقات عريقة قائمة على الصداقة المتينة والتعاون البناء والتقدير المتبادل.

يبدو أنه بعد تدمير الجيش الروسي لجيوب المقاومة في ماريبول واسر حوالي ثلاثة ألاف من قوات النخبة الاوكرانية (كتائب أزوف) والمقاتلين الاجانب الذين تحصنوا طويلا في مصنع الفولاذ “أزوف ستال” وفشل جميع محاولات اجلائهم او تبادلهم بالاسرى الروس، من جهة ومن جهة أخرى، بداية تصدع الحلف الغربي الداعم لاوكرانيا، وخروج اصوات قوية في عدد من العواصم الاوروبية تطالب بانهاء الحرب لتكلفتها الباهظة على اقتصادياتها وعدم فعالية العقوبات على موسكو في ظل تشكل حلف اقتصادي يضم اكثر من نصف سكان الأرض يمتد من الصين الى فنزويلا مرورا بالهند وباكستان وإيران، قرأ صناع القرار في الرباط تطورات الوضع في اوكرانيا فسارع ملك المغرب إلى التقرب من القيصر برسالة التهنئة التي تمثل تحولا في الجهة المقابلة من موقف الرباط يوم 26 ابريل الماضي.

الأمر الذي غاب عن اذهان صناع السياسة وهواة الديبلوماسية في الرباط أن ساسة العالم ليسوا قطيعا من “المدوخين” خاصة إذا كان المعنى بالأمر رئيس سابق لواحد من أقوى أجهزة الاستخبارات العالمية.