الأخبار

نحدثك عن الجزائر(بقلم: لبيهي لولاد لخليفة)

نحدثك عن الجزائر(بقلم: لبيهي لولاد لخليفة)
و نحدثك عن جزائر المواقف و قدسية القضية الصحراوية.
عندما تصل قضية في الجزائر الى درجة “النيف و رأس أما” فاعلم أنها لا تراجع فيها فهي خط أحمر؛ تلك هي حال القضية الصحراوية في الجزائر (براس أما ما نتراجع عنها المبدأ نتاعنا نتاع نيف) ذلك هو موقف أي مواطن جزائري حر؛ منذ عهد الرئيس الراحل بومدين, و الى يومنا هذا من القضية الصحراوية؛ قناعة شخصية جزائرية راسخة في الاذهان بقدسية هذه القضية  باعتبارها قضية حق و نصرة للمظلوم.
عندما تمتلك دولة النيف والثروات الباطنية من بترول وغاز؛ فأعلم انك في وطن عز و كرامة ومواقفه لا تباع ولا تشترى و لاتزول بزوال الرجال؛ بل راسخة رسوخ جبال الاوراس تلك هي جزائر الشهداء بلد الاحرار و الكرماء.
يحدثونك عن رد اسبانيا_سانتشيث على الجزائر بخصوص تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون؛ لا يهم؛ لكن نحدثك أن على اسبانيا ان لا تلعب بالنار ؛ فمن يمتلك الغاز السريع الإلتهاب  بيده قوة القرار؛ فمن المؤكد انه في قادم الأيام ستجري الرياح كما تشتهي الجزائر؛ لا كما تشتهي سفن سانتشيث والمخزن المغربي فرويدا رويدا. و بين هذا وذاك الجزائر لبست شرطيا لاسبانيا كما تظن هذه الاخيرة و ليست مسوؤلة عن سفن الهجرة السرية الجارية في عباب المتوسط تجاه الضفة  الاسبانية.
يحدثوننا عن هرولة الباريس وزير خارجية اسبانيا الى مقر الاتحاد الاوربي ببروكسيل اليوم؛ في محاولة لتدخل الاتحاد الاوربي لإقناع الجزائر وثنيها عن قراراتها. لكن بالمقابل نحدثهم ان ما جعل الباريس يهرول هكذا  لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ في محاولة يائسة لتصحيح غلطة سانتشيث وخطئته بتغيير موقف حكومته التاريخي من قضية الصحراء الغربية؛ ما هو إلا لمصلحة إقتصادية صرفة و لمليء جيوب السياسيين. نحدثهم في هذا الشأن أن كل هذه الهرولة و هذا التخاذل في المواقف لا يعني شيئا للجزائر؛ فمن يهرول لمصلحة اقتصادية محورها مليء البطون والجيوب على حساب عرق الابرياء و المظلومين من ابناء الشعب الصحراوي؛ ونحدثهم ايضا ان الجزائر لاتهمها المصالح الاقتصادية مع بلد مواقفه هشة غير ثابتة بقدر ما تهمها المواقف الانسانية المشرفة لنصرة المظلوم والقضايا العادلة.
الجزائر لها موقف مبدئي ثابت من القضية الصحراوية؛ لن يتغير و قادرة ان تقطع حتى علاقاتها مع اوربا كلها وامريكا؛ في سبيل قضية تعتبرها بالاساس خطا احمرا والمساس منها يعتبر مساس من الأمن القومي للجزائر سيما ان المغرب الذي استنجد بإسرائيل واستقوى بها وجلبها الى المنطقة تناصره في ذلك اوربا و أمريكا.
يحدثوننا عن الحجم  الهائل للواردات الاسبانية من المواد الخام من الجزائر من بترول وغاز لحاجة اسبانيا الماسة لذلك لبعث الروح في اقتصادها؛ ونحدثهم أن الجزائر تتربع على ثروة باطنية هائلة نعمة من رب العالمين؛ تغنيها وتغني شعبها مرفوعي الرأس؛ وليست بحاجة الى اسبانيا بالقدر الذي تحتاج اسبانيا الجزائر دون غيرها. واذا تكلمنا بمنطق لغة الاقتصاد؛ كيف لسانتشيث ان يغير موقف اسبانيا التاريخي من قضية الصحراء الغربية مقابل علاقات صداقة وحسن جوار مع المغرب ومقابل تبادلات تجارية جلها على مستوى مدينتي سبتة ومليلية و يتناسى حجم العلاقات التجارية الاقتصادية بين اسبانيا والجزائر؟
حدثنا الباريس وسانتشيث أن الجزائر شريك اقتصادي ذات ثقة ومصداقية ويعول عليه؛ لكن بالمقابل نحدث الباريس وسانتشيث ومن يدور في فلك تفكيرهما أن المغرب شريك لا يوثق به و الدليل صحافته اليومية التي تكتب وتنشر ان سبته ومليلية مدينتين محتلتين في حين يخدع سانتشيث الشعب الاسباني انه  حسم هذا الجدل مع ملك المغرب يوم وجبة الافطار تلك و لا ننسى كيف تعرض العلم الاسباني للإهانة وهو يرفرف مقلوبا جنب سانتشيث دون ان يعترض هذا الاخير.
والسؤال الختام: هل اسبانيا شريك موثوق بالنسبة للجزائر؟
بالقطع ان ما قامت به اسبانيا يقلب معادلة العلاقات بين البلدين؛ سيما فيما يتعلق بالموقف من قضية الصحراء الغربية. فالجزائر  و هي ترى عن كثب و بصيرة تطورات الاحداث؛ لاتعول على ثقة اسبانيا كشريك بل تجاوزتها الى التطبيق الفعلي طبقا للمثل القائل من استبدلك بالبصل استبداله بقشوره.
عن مركز تيرس للدراسات والابحاث.