الأخبارمقالات

على نفسها جنت براقش(بقلم: لبيهي لولاد)


هل العلاقات الاسبانية المغربية أتت أكلها بعد تغيير الموقف الاسباني التاريخي من قضية الصحراء الغربية؟ أم ان بيذرو سانتشيث بدأ يجني ثمار حصاد هذه العلاقات شوكا و محنة؟
غيرت الحكومة الاسبانية ؛​منذ الثامن عشر من مارس/ ٱذار الفارط؛ من موقفها التاريخي تجاه قضية الصحراء الغربية. و منذ ذلك التاريخ و لعنة هذا التغيير الخادع تلاحقها وتجني ثمارها اشواكا على مختلف الاصعدة.
تلقى ببذرو سانتشيث ضربة صدر موجعة من محاوريه من مختلف احزاب الطيف السياسي الاسباني؛ اليوم الأربعاء 2022/06/08؛ بيد أن هذا الاخير عجر ان يقنع الساسة الاسبان والبرلمانيين و حتى الشارع الاسباني بتغيير موقف اسبانيا التاريخي من قضية الصحراء الغربية القائم اصلا على احترام المشروعية الدولية لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره؛ طبقا لقرارات الامم المتحدة.
تبين للجميع ان سانتشيث المغازل للمغرب ما دفعه الى ذلك التغيير المخزي في موقف حكومته إلا سرا دفينا مازال يتستر عليه؛ و الدليل عدم إتيانه بحجة مقنعة. و بهذا القرار الانفرادي الناجم عن الهيمنة السلطوية بات سانتشيث وحيدا يغرد خارج السرب على سمفونية مغربية متجاهلا المسوؤليات التاريخية والاخلاقية لاسبانيا تجاه الشعب الصحراوي وضاربا عرض الحائط مصلحة اسبانيا العليا المتعلقة بالجزائر.
معلوم ان علاقات اية دولة كانت تبنى على اساس الصداقة وحسن الجوار والتعاون المشترك؛ انطلاقا من مبدأ مصلحة البلد. لكن ما عمد إليه بيذرو سانتشيث من مبالغة في العلاقات مع المغرب على حساب شعب الصحراء الغربية وعلى حساب جارته المتوسطية الجزائر يدعو الى تساؤلات محيرة؛ بحيث أنه مال كل الميل الى المغرب وترك علاقاته مع الجزائر كالمعلقة؛ ظنا منه ان الجزائر عاجزة عن الرد؛ بيد أن هذه الاخيرة تنتظر الوقت المناسب و تتحين ساعة الحسم.
سارعت الجزائر مباشرة بعد تغيير الموقف الاسباني التاريخي المفاجيء من قضية الصحراء الغربية؛ الى استدعاء سفيرها وسحبه من مدريد. بعدها أعلنت شركة سوناطراك الجزائرية على انها بصدد مراجعة تسعرة الغاز المصدر الى اسبانيا عقب الحرب الروسية الاوكرانية وما نجم عنها من ارتفاع في اسعار المصادر الطاقية.
الرد الجزائري المفاجيء
بعد مسألة سانتشث اليوم و تشبثه بموقفه الداعم للاطروحة المغربية و عدم تفهمه لبقية مصالح اسبانيا والتي تربطها بالصحراء الغربية والجزائر.؛ بعد نهاية اجتماع المسألة اعلنت الرئاسة الجزائرية مباشرة تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي تربطها بالمملكة الاسبانية منذ 2002 وذلك إثر تغيير الحكومة الاسبانية من موقفها تجاه فضية الصحراء الغربية؛ ودعمها لمقاربة الحكم الذاتي المغربية؛ ولم تتوقف الاجراءات الاولية عند هذا الحد بل بعد هذا الاجراء الحازم بقليل؛ صدرت تعلمة تمنع توطين اموال الشركات الاسبانية والمستثمرين الاسبان في المؤسسات البنكية الجزائرية وقطع علاقات الاستراد والتصدير من و الى اسبانيا.
من المؤكد ان الايام القادمة حبلى بمزيد من الاجراءات العقابية في حق اسبانيا؛ سيما من بلد كالجزائر و التي تعتبر اكبر بلد مصدر للغاز الى اسبانيا.
الخبر نزل على مدريد كالصاعقة.
اتوقع ان المشهد الاسباني بات مفتوحا على خياران احلاهما مر؛ تحت ضغط حزمة الاجراءات العقابية الجزائرية التي ستجعل سانتشيث يعض اصابعه ألما وحسرة على وجبة الافطار التي جمعته بملك المغرب في ذلك اليوم الغادر؛ وعلى حساب حق تقرير مصير الشعب الصحراوي هذا من جهة. ومن جهة اخرى ستجعل الساسة الاسبان في حيرة من امرهم امام ازمة عميقة مع بلد يعتبر اكبر مصدر للغاز الى اسبانيا؛ لكن في الاخير لا الساسة الاسبان ولا حتى المواطنين الاسبان بقادرين على دفع فاتورة غلطة سانتشيث ! مما قد يعصف بهذا الاخير الى العزل في اقرب الٱجال من اجل صيرورة الامور كما كانت من ذي قبل مع الجزائر و لعودة جريان المياه الى مجاريها الطبيعية الخيار الوحيد الذي يلوح في الافق ؛ هو عزل سانتشيث طبقا للقول القائل: الباب الذي تأتيك منه الريح سده و استريح..؛ هذا الخيار التصحيحي يستدعي الرجوع الى جادة الحق والصواب بخصوص قضية الصحراء الغربية والشروع في علاقات جدية مع الجزائر مراعاة للمصالح العليا لاسبانيا سيما فيما يتعلق بمستقبل الامن الطاقي خاصة الغاز.مما يعني القطيعة التامة مع المغرب كما ترى الجزائر .واذا ما استمرت الحال على ماهي عليه من سياسة سانتشيث الداعمة للمغرب فالوضع ٱخذ في التأزم اكثر فأكثر مع الجزائر.
فعلى اسبانيا ان تختار بين يد الجزائر السخية الممتلئة بمصادر الطاقة و بين يد المغرب الفارغة وأكاذيبه المزخرفة واحلامه الوهمية بغاز تارة في باطن الارض و تارة اخرى في جوف المحيط الاطلسي؛ قرب جزر الكناري و اخير مستورد من نجيريا.
عن مركز تيرس للدراسات و الابحاث.
أ.لبيهي لولاد