أمريكا والعمى الانتقائي(بقلم: عالي أحبابي)
لا يخفى على القاصي والداني أن موقف الولايات المتحدة الامريكية من قضية الصحراء الغربية ، ومنذ الوهلة الاولى للنزاع، ظل يدور في فلك التثاوب المر عبر دعم فاضح لرعاية الاحتلال ، فمن مشاركتها في المسيرة السوداء ، مرورا بدعمها العسكري، وصولا الى اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، تكون الولايات المتحدة الامريكية قد اتخذت موقفا باهتا تدرك حدود خطورته حين ينزلق بمصداقيتها كمهد لاحترام القانون الدولي نحو بعد أكثر ضرورة في سياق البحث عن بدائل الفشل ، وعدم المقدرة على اعتبار قرارات مجلس الامن الدولي كمرجعية تحتاج إلى منفذين .
نعم كان الشعب الصحراوي ولا زال وسيظل عرضة لمحاولات لي ذراعه على خشبة تصفية الاستعمار وحقه في الحرية والاستقلال، فقد تقاسمت الدول العظمى حينئذ الكعكة بأجندة واضحة ، فخرج الشعب الصحراوي منتصرا باعتراف دولي، وتزاحم فيما بعد التواطؤ المسكوت عنه في سياق نهب الثروات بعلاقات اقتصادية مفتوحة بين دولة الاحتلال والاتحاد الاوربي ، فكانت المحاكم تشي بأحقية استشارة الشعب الصحراوي كممر اجباري لا تنفع معه لغة المسح القانوني .
من حقنا كصحراويين مطالبة الولايات المتحدة الامريكية تقديم إيضاحات حول العمى الانتقائي حيال الحل العادل والنزيه، الذي يكرس حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير عبر استشارة ديمقراطية، لا انتهاج سلوك يشكل عقبة أساسية أمام جهود الأمم المتحدة لما سيكون له من ارتدادات ترفض الاعتراف بالواقع الذي ارتسم على الأرض بدماء وتضحيات الشعب الصحراوي والذي أطاح بكل المعادلات والقواعد الخارجة عن نطاق تكريس مقتضيات الشرعية الدولية .
