الافتتاحية

ثمن الانحدار نحو الهاوية(موقع صمود).

أصيب محمد السادس ملك المغرب بخوف شديد من تراجع بيدرو سانشيز عن قراره الداعم لما يسمى بالحكم الذاتي بالصحراء الغربية، ذلك القرار الذي ووجه بمعارضة غير مسبوقة من طرف الأحزاب السياسية الاسبانية داخل الأتلاف الحكومي وخارجه، ومن قواعدها بما في ذلك قواعد الحزب الاشتراكي نفسه.

الكل في اسبانيا المستعمر السابق للصحراء الغربية, مجمعين على ضرورة حفاظ  اسبانيا على موقفها التقليدي  من نزاع الصحراء الغربية, المتمثل في احترام الشرعية الدولية, والاقرار بحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير مصيره واختيار مستقبله بنفسه.

خوف محمد السادس من  تلك التطورات المتسارعة. دفعا به الى الاتصال برئيس الحكومة الاسبانية امس الخميس, لطلب تأجيل الزيارة المقررة لوزير خارجيته الى المغرب اليوم الجمعة, وتعجيل زيارته التي كانت مقررة ولم يحدد موعدها بعد,  حتى لا تكون سببا في تأجيلها الى ما لا نهاية, في وقت يراهن فيه القصر على سرعة ترسيم سانشيز لقراره قبل منتصف شهر ابريل الجاري .

ويسابق محمد السادس خطاه في درب الانحدار بنظامه نحو الهاوية، مدفوعا برغبة بلغت حد الجنون لتكريس احتلاله للصحراء الغربية باي ثمن، فبعد مقايضة اعتراف موهوم لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية، مقابل اخراج علاقاته مع الكيان الصهيوني من الخفى الى العلن، مستغلا موقعه كرئيس لما يسمى بلجنة القدس، هاهو اليوم  يقايض سبتة ومليلية بموقف اسباني يدعم ما يسمى بالحكم الذاتي للصحراء الغربية.

المقايضة الجديدة كشف عنها موقع ” كود” الذي تديره مخابرات القصر الملكي في المغرب, وتحدث عنها  بانتشاء  المنتصر تحت عنوان مكتوب بالبنط العريض :  “صفقة المغرب والصبليون: مغربية الصحراء مقابل اسبانية سبتة ومليلية. ها علاش رؤساء حكومات هاد المدن دافعو على قرار سانشيت”.

ورغم ان  المقايضة = الفضيحة, تذكرهم بمقايضات سبقتها, عندما قايض السلطان عبد العزيز احد ملوك العلويين بالمغرب اجزاء من التراب المغربي بدراجة هوائية, الا اننا لم  نسمع  من الشعب المغربي المغلوب على امره لا تصريحا ولا تلميحا  اية ادانة او استنكار !!.