الأخبارالأرض المحتلةالافتتاحيةالصحافةمقالات

المسؤولية الأخلاقية لبعض المنابر الدولية، ام مسؤوليتنا الوطنية ؟(بقلم: حمادي الناصري)

في ظل الحملة الدعائية المغرضة التي يقودها اعلام المخزن و أدواته من الاعلاميين المأجورين ضمن استراتيجية تنوع المصادر والهدف واحد ، “هو تشويه جبهة البوليساريو ومحاصرتها ” والعمل على نشر الخبر الكاذب الذي يرغب المخزن تسويقه على صفحات منابر دولية وتحويله الى حقيقة لدى الرأي العام المستهدف ، وللاسف مازلنا إلى يومنا هذا نُعاني من الأخبار المضروبة والإشاعات التي لا تنتهي بين العديد من المنابر منها المغمورة ومنها الكبيرة كما حصل مؤخرا في مجلة واشنطن بوست ” Washington post ” الأمريكية من خلال مقال كتبته الاعلامية ذات الاصول المغربية “سعاد مخنت ” يتعلق ب”تهريب الأسلحة ودور حزب الله في سوريا” لا علاقة له بالقضية الصحراوية ،لتشير عنوة الى جبهة البوليساريو في عملية مقصودة يراد منها ان تخلق ضجة إعلامية يتم النفخ فيها ،و الغاية هي تضليل الرأي العام الايحاء ان الحديث على أن الإعلام الأمريكية اقر بعلاقة البوليساريو بالارهاب، لتهيئة المناخ امام التحرك الموازي الذي يقوده احد النواب في الكونغرس الأمريكي وتبنيه أليات الضغط التي تريدها المخزن ،لاجبار البوليساريو على قبول كذبة “الحكم الذاتي” او تصنيفها كحركة إرهابية .
،ونحن نعلم كيف تعمد ساسة الاحتلال المغربي إلى خلق سيناريوهات مضحكة لتبرير قطع علاقاته مع ايران ارضاءا للكيان والولايات المتحدة الأمريكية ،وهو الأمر الذي ذهبت اليه قناة ” bbc ” بعد نشرها خبر وجود” معتقلين من البوليساريو بسوريا” بعد الإطاحة بنظام بشار الاسد معتمدة في ذلك على الصحفي الموريتاني ” خليل ولد اجدود” الذي لم يخفي يوما ارتباطه بتوجهات المخزن .والأهم هو لماذا توافق قناة مثل “bbc” و ” Washington post “على نشر هكذا اخبار مناقضة لتاريخهما المهني ؟ هل هو دليل على إفلاس إعلامي وأخلاقي يعانون منه أم دليل على تحول في سياساتهما لتبني سياسات قنواة الإثارة والصحف الصفراء ؟

كيف توافق قناة بحجم “bbc “و مجلة” Washington post” على إعطاء منابرهما هدية بخسة صحافيين ماجورين ليكونا مرجعية في نشر الخبر ،وهما كل ما جاؤا به تم نسخه من قصاصات اعلام المخزن يهدف إلى تشويه نضال الشعب الصحراوي .

وفي ضوء ما سبق فإن التعاطي الرسمي لدينا بهذا الشكل يمكن ان يساعد الاحتلال في استراتيجيه الرامية إلى اختراق كبريات المنابر الدولية التي كانت مترددة ، ولا تعلم وما إذا كانت هذه الأقاويل فيها الجدية أو مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، خاصة ف ظل الصمت الرسمي والشعبي من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وغياب النخبة الإعلامية ،وعدم الرد بالوقت المناسب في حينها، ما يجعل الصحراويين في حيرة وتوتر دائم .

وما نريد قوله هنا إن الدعاية المغربية ستظل هاجساً يحوم حولنا على المستويين الداخلي و الخارجي .
✅ اما الداخلي : فإن المخزن يراهن على ادواته لنفث سمومهم في الجسم الوطني وتعميق الاحساس بعدم الثقة في نضال الشعب الصحراوي وتسويد الاوضاع وزرع الإحباط والتذمر في قلوب وعقول الصحراويين ،وهذا راجع إلى الصمت الرسمي والشعبي والنكوص في المنظومة القيمية والاخلاقية ،و. غياب استراتيجة قادرة على مواجهة الدعاية المغرضة و لاكتفاء فقط على ما يطلق البعض بالتجاهل و الاعتماد على قاعدة ( هذو ما يتگاد معاهم حد , ماهم مخصرين شي … حتى اصبح التعايش مع الخونة والعملاء امرا عاديا ،بل تقنية لدى البعض للاستقواء بهم عند الحاجة .

✅ الخارجي : لا تتوقف الآلة الدعاية المخزنية في حربها الدعاىية والنفسية ضد الشعب الصحراوي تجمع بين التعتيم وترويح الاخبار الزائفة ،بحيث ان الاعلام الدولي في مجمله يغض الطرف عن كل خبر قد يضر بصورة الاحتلال المغربي ومصالحه ،وفي احسن الاحوال يمر عليها مرور الكرام ( الانتكاسات السياسية ،قمع الصحراويبن بالمناطق المحتلة وغلقها امام الهيئات و المنظمات الحقوقية والاعلامبة الدولية – فضيحة بيغاسوس – ماروك غيت – تجارة المخدرات – الارهابيين المغاربة المتواجدين في أغلب التنظيمات الإرهابية الدولية …

في الوقت نفسه تعمل العديد من المنابر الدولية على ترويج كل ما يريده المخزن دون تمحيص ومهنية … (العلاقة مع ايران وحزب الله -مقاتلي البوليساريو بسوريا – العلاقة مع القاعدة .شبكات الجريمة…. واستغلال حتى الوقائع العرضية بمخيمات العزة والكرامة والنفخ فيها …

وبالتالي لاحظنا أننا تُعاني من انتشار الأخبار غير الصحيحة «الإشاعات» التي تستهدف صورة نضال شعبنا من دون وجود جهة رسمية ترد سريعاً عليها ومراسلتها ، لتضع حداً لانتشار هذه الإشاعات ، وأرى أن يتم الاعتماد على استراتيجية إعلامية تضم المنابر الإعلامية الرسمية وتلك التي يحب اصحابها ان يطلق عليها المستقلة الوطنية منها ، الاعلاميين الوطنيين …بالتحقق من الأخبار المتداولة والرد عليها في وقت قصير ..
فالأخبار المضروبة والإشاعات الكاذبة قد تنال من مكانة شعبنا ، وبالتالي سرعة الرد عليها واجبة حتى لا تتوسّع وتصبح حقيقة في نظر الاخرين ،كما أنها تعمل على سد الفراغ و تنوير الرأي العام الوطني والدولي.

بقلم: الأسير المدني السابق والناشط الحقوقي حمادي محمدلمين الجيد ( الناصري )