الأخبارالصحافةدوليا

إعدام لأم وجنينها.. قصة مروعة للإستهداف الممنهج للمدنيين الفلسطينيين بالضفة الغربية

الشهيد الحافظ، 13 فبراير 2025،(جريدة الصحراء الحرة)، رصاصة واحدة أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي كانت كفيلة بأن تقعِد الشاب يزن أبو شعلة وتجعله طريح الفراش يصارع الموت في قسم العناية الفائقة بالمستشفى العربي في نابلس، و3 رصاصات أخرى زادت أوجاعه وحطمت آماله وأحلامه بعد أن قتلت زوجته سندس شلبي وطفله الذي كانت تحمل به في شهرها التاسع.

لم يطلق الجنود الإسرائيليون رصاصهم عبثا تجاه يزن أبو شعلة وزوجته وشقيقه الذي كان يرافقهم في المركبة خلال نزوحهم من مخيم نور شمس بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، بل جاء ضمن سياسة الاستهداف المباشر وإطلاق النار ضد أي فلسطيني يُشتبه به أم لا، خاصة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتصاعد أكثر في عملية “السور الحديدي” التي تشنها إسرائيل ضد مدن شمال الضفة الغربية ومخيماتها منذ 22 يوما.

وعلى الأرض تشير معطيات وشواهد كثيرة لتصاعد النهج الإسرائيلي بالقتل، خاصة بعد أوامر “فتح النار” الجديدة تلقاها التي الجيش الإسرائيلي من اللواء آفي بلوط قائد المنطقة الوسطى، وتنص على إطلاق النار بقصد القتل على “أي شخص يتعامل مع الأرض”، مستلقيا أو يحفر بها، دون الحاجة لاعتقاله، وذلك بهدف منع زرع عبوات ناسفة.

كما أصدر العميد يكي دولف قائد منطقة الضفة الغربية، تعليمات لجنوده بإطلاق النار على أي مركبة تقترب من مناطق القتال لإيقافها وتفتيشها، وهذا ما يفنده ما جرى مع يزن أبو شعلة (26 عاما) وزوجته سندس شلبي (23 عاما)، وأكدت الجريمة أن جيش الاحتلال يمارس القتل فعلا قبل هذا القرار وبعده، ولا يحتاج لما يبرر أفعاله.

وروى محمد أبو شعلة، والد المصاب يزن، للجزيرة نت ما حدث مع نجله قائلا إنه وفي فجر يوم الأحد التاسع من فبراير/شباط الجاري وبعد وقت قصير من اقتحام جيش الاحتلال لمخيم نور شمس معلنا توسيع عمليته العسكرية، توجه يزن وزوجته وشقيقه بلال، عبر مركبته الخاصة من المخيم قاصدا ضاحية ذنَّابة القريبة، حيث تقطن عائلة زوجته، بحثا عن شيء من الأمن والخدمة الطبية التي قد تحتاجها زوجته في أيام حملها الأخيرة.

في حي المدارس بالمخيم، قام أحد جنود الاحتلال وعلى بعد أمتار قليلة، بإطلاق النار فأصاب نجله يزن برصاصة في رأسه، مما أدى لانزلاق مركبته.

وحسب والده “بعد ذلك خرجت زوجته هائمة على وجهها وبحالة ذعر شديد، وراحت تطرق أبواب المنازل المحيطة بحثا عمن ينقذهم، لتتفاجأ بمجموعة أخرى من الجنود الإسرائيليين بالقرب منها ويطلقون النار عليها، فأصابوها بـ3 رصاصات، في الرأس والقلب والبطن”.

ويواصل الأب المكلوم “ظلت سندس مضرجة بدمائها على الأرض وتنزف، لنحو 5 ساعات ودون إسعاف حتى استشهدت، أما نجلي يزن فتمكنت الأطقم الطبية من انتشاله، حيث وصفت إصابته ببالغة الخطورة”.

وفي الأثناء، لم يكتف الجنود بإصابة الزوج وزوجته بل اعتقلوا شقيقه بلال من داخل المركبة، وقيدوه بعد ضربه بشكل مبرح، واستخدموه درعا بشرية خلال اقتحام منازل المواطنين المحيطة. ويقول “رأى ابني كيف وضع الجنود قنبلة بباب منزل عائلة الفتاة رهف الأشقر لتفجيره، والتي قُتلت أيضا عندما حاولت فتح الباب المفخخ”.

ليس ما واجهته عائلتا أبو شعلة والأشقر فقط، فما حدث مع الطفل صدام رجب (10 أعوام) يؤكد أن القتل لا سواه هو ما يبحث عنه جنود الاحتلال، ولا يحتاجون لقرارات جديدة لذلك.

حيث قتلت دورية عسكرية إسرائيلية كانت تمر بالقرب من منزل بمدينة طولكرم، الطفل رجب، بعد أن أطلق أحد الجنود النار صوبه دون أي ذنب، كما أظهرت كاميرا المنزل ذلك، ومنعوا إسعافه واعتدوا على والده بالضرب، كما قال في تعليق صحفي له.

المصدر: الجزيرة نت