الأخبارمقالات

حول مزاعم البروباغندا المغربية(بقلم: النانة لبات الرشيد)

سكنت الصحراء الغربية روح نظام الاحتلال المغربي كالمارد، حتى باتت دعائم العرش المغربي مرهونة البقاء باستمرار القضية الصحراوية، والدعاية المغربية دائمة الجعجعة بالتضليل والتدليس حول تطورات القضية وما تعلق بها.
و احتلال الصحراء الغربية كان خطة خلاص الحسن الثاني من جيشه وانقلاباته، فالمدبوح وأوفقير هددا لعامين متتالين كرسي المُلك في المغرب، وكادا ينهيا أمره، ولولا إغراق الجيش في رمال الساقية الحمراء ووادي الذهب، وإلهائه في نهب خيراتها، لكانت الانقلابات توالت حتى الإطاحة بنظام الاستبداد.
ما سبق، مدخل لفهم موقع القضية الصحراوية من النظام المغربي، ولإدراك ما تقوم به أجهزة الاحتلال، وعلى مدار الساعة، من قمع وملاحقة للمناضلين الصحراويين وداعميهم، ومن شراء ذمم وإغراء لأنصار القضية المحتملين ومن وتدليس وزيف للأخبار والتقارير.
وعن زيف الأخبار وتأويل التصريحات الرسمية والتقارير الدولية، تأخذ القضية الصحراوية مساحة الاعلام المغربي المخزني إجمالا، وتطالعنا المواخير الدعائية المغربية يوميا، بأخبار لا أساس لها من الصحة، من قبيل فتح المعابر بين المغرب ودول إفريقية تجثم أرض الصحراء الغربية كاملة بينهم، ومرة تأتي بوابات للعبور نحو الأطلسي وأنابيب الغاز وأعمدة الكهرباء، في تجاهل أحمق لطبيعة الجغرافيا ومعطيات السياسة والأمن.
وتنطلي الدعاية المغربية بأذهان #العياشة، أولئك الذين يرددون دون هدى أسطوانة المغرب من طنجة إلى لكويرة، وتنطلي أسفا بأذهان عديد نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي من صحراويين وجوارهم.
بالنسبة للصحراويين، لا جدال من أن مطالعة إعلام العدو، مسألة محمودة وتنم عن الوعي والحذر، بيد أن التعامل مع ما يصدر عنه يجب تأسيسه على عدم مهنية هذا الإعلام وأهدافه الدائمة في المساس بمعنويات الصحراويين وقناعاتهم، وخلق الفتن والنعرات بينهم وجوارهم.
وعن تساؤل البعض عن عدم تعاطي الجهات الرسمية الصحراوية مع ما تهرطق به وسائل الإعلام المغربية، يمكن الجواب بأنه لا يجدر بعاقل مجارات جوقة من الأفاكين المسعورين، لا مهنية لهم ولا أخلاق، غاياتهم معلومة، التعاطي معهم يرفع حدة سعارهم وبه يخصب تضليلهم ويتناسل، والأهم من كل هذا، حقيقة بأن الحق أبلج وأن حبل الكذب قصير جدا.
بقلم: النانة لبات الرشيد