وزير الاعلام لجريدة الصحراء الحرة:”نعمل على التغلب على نقص الكفاءات وتحسين المردود الفردي للموظفين”
الشهيد الحافظ، 31ديسمبر2024،( جريدة الصحراء الحرة)، غداة اليوم الوطني للإعلام الصحراوي ، المصادف لذكرى تأسيس الاذاعة الوطنية التاسعة والاربعين ، وفي حديث خص به جريدة الصحراء الحرة ، اعتبر وزير الاعلام الاخ حمادة سلمى أن سياسة تكوين الصحفي المتكامل شكلت تجربة غنية بعوامل تأهيل رجل الإعلام الصحراوي ليكون قادرا على التعامل مع مختلف الصنوف الإعلامية بكل اقتدار ومهنية ، منبها في السياق ذاته أنها سياسة اعطت اكلها خاصة على مستوى الإعلام الجواري ، مشيرا أن الوزارة ووضعت قطار هذه التجربة على سكته بالمديريات المركزية ، مما يؤشر على نجاح سياسة الصحفي المتكامل .
……………………………….
نص الحوار
في نظركم كيف تقيمون العمل الاعلامي منذ المؤتمر السادس عشر للجبهة الشعبية ، وما ابرز التحديات التي تواجهه ؟
في البداية نحن معتزون لجريدة الصحراء الحرة ولطاقمها المواظب والمصر على استمراريتها كوسيلة من وسائل كفاح ونضال الشعب الصحراوي، مثلما نحن ممتنون بهذه الفرصة للقاء قرائها الكرام، ولتناول واقع وافاق العمل الإعلامي الصحراوي خاصة على مستوى الجبهات الأساسية التي حددها المؤتمر السادس عشر للجبهة.
فخلال السنتين الفاصلتين عن انعقاد المؤتمر السادس عشر عملت وزارة الاعلام على تنفيذ برنامجها السنوي ضمن محاور ونقاط معالجة أساسية ودائمة يأتي على رأسها ضمان التغطية الإعلامية لكافة مناحي الفعل الوطني بالتركيز على الجبهة العسكرية وجبهة الأرض المحتلة والجبهة الخارجية ومختلف الأنشطة المنظمة على مستوى الولايات والمؤسسات الوطنية، حيث يستمر في هذا الإطار التنسيق مع الجهات الوطنية الشريكة في الخطاب الإعلامي ومعالجة مختلف الاختلالات التي تعترض التكاملية المطلوبة بين المؤسسات الوطنية، قصد تنشيط دور الآلية الوطنية للخطاب، وما يستدعي ذلك من تحديث صياغة الخطاب الوطني ليتماشى ومتطلبات المرحلة الحالية من كفاح شعبنا، عبر مراجعة ومركزة مختلف جوانب النشاط الوطني خاصة ما يتعلق بالمناسبات الوطنية واستحضار بقية البرامج الأخرى لدى الجهات الوطنية التي سيتم تنظيمها على المستوى الوطني، لجعل منها محطات للتعبئة والتحريض وتجنيد المجتمع ضد مختلف المظاهر التي تهدد صموده وكفاحه، ضمن برنامج وطني و رزنامة قابلة للتنفيذ والتغطية الإعلامية المناسبة، وتقييم برامج الجهات الوطنية الشريكة للوسائط الإعلامية الرسمية خاصة ما يتعلق بالبرامج المطلوبة على مستوى الإذاعة الوطنية والتلفزيون الوطني ومدى الالتزام بها.
كما تم عقد عدة اجتماعات مع وزارة الدفاع الوطني والمحافظة السياسية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي تركزت بالأساس حول التغطية المناسبة للأعمال القتالية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، وصيغ تقديم البلاغات العسكرية وتنويع البرامج التي تخدم أهدافنا الحربية، وفي هذا الإطار تمت صياغة وثيقة شراكة مع المحافظة السياسية للجيش الشعبي الصحراوي، تترجم مراجعة صيغ معالجة وتقديم البلاغات وتنشيط برنامج بطولات وامجاد على مستوى الإذاعة الوطنية وتضمن ديمومته واستمراريته ، فضلا عن البحث المستمر للرفع من مستوى المحافظة على الكيفية التي يتم بها تقديم برنامج مماثل على مستوى التلفزة في انتظار دراسة واستكمال باقي النقاط المدرجة في وثيقة الشراكة مع وزارة الدفاع الوطني.
وبخصوص المناطق المحتلة تمت مواصلة العمل بمقتضيات البروتوكول الموقع مع الوزارة المختصة ، حيث نسجل استمرار البرامج الموجهة لهذه الجبهة على مستوى الإذاعة والتلفزيون الوطنيين، والتغطية الإخبارية للفرق المعتمدة في الأرض المحتلة والتي شكلت سياسة الاحتلال الأخيرة الموجهة ضد جماهير شعبنا هناك جوهر اهتماماتها والمعتمدة على ما انتجته العبقرية الإسرائيلية من أساليب القمع والتنكيل بالأبرياء، وسياسة التضييق ومصادرة الأراضي والقمع المستمر لكل من يحاول أن يعبر عن رفضه للاحتلال وسياساته، كما تم التركيز كذلك على الحضور الدائم لموضوع المعتقلين السياسيين خاصة مع المناسبات الخاصة بموضوع الاعتقال سواء الدولية أو الوطنية التي تشكل سانحة للتذكير بهم وفي جميع اللقاءات والبرامج المقدمة عبر الإذاعة والتلفزيون كان دائما السؤال عنهم مركزيا مع كافة الضيوف.
اما بخصوص الجاليات فلازال التعاطي مستمرا من خلال مسؤولي قطاعاتها على مستوى البلدان المستضيفة والتغطية مستمرة لكل الأنشطة التي تقوم بها هذه الجاليات سواء من خلال مراسلاتها هي كفروع سياسية للجبهة أو من خلال بعثات وزارة الإعلام التي تحضر الأنشطة التي تستدعى لها.
نسجل أيضا في هذا الإطار عديد الاجتماعات التي عقدت مع الأمانة العامة للمجلس الوطني ووزارات التعليم والصحة والشؤون الدينية والثقافة والتي شكلت فرصة لمراجعة وتحديث اتفاقيات الشراكة مع هذه الجهات وإنجاز البرامج والتغطيات الإعلامية المقررة معها.
ما ذكرتم سابقا جبهات متعددة ومتباعدة ، كيف استطعتم ضمان شمولية التغطية والمواكبة ؟
- بالطبع ، ورغم كثافة النشاط المسجل طيلة السنتين الماضيتين وتعدده وتزامنه في الكثير من الاحيان إلا اننا نسجل كذلك تغطية كافة مناحي الفعل الوطني على مختلف الوسائط الإعلامية، وسيرورة طبيعية لكافة البرامج المقررة على مستوى الشبكة البرامجية للوسائط الإعلامية بالتركيز على البرامج ذات المحتوى السياسي والديني والثقافي والتاريخي، وتجديد اغلب الالحان المميزة (الجنيريكات ) والفواصل الإشهارية، وتنشيط المواقع الإلكترونية لمختلف الوسائط وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
من ناحية أخرى ساهمت مديريات الإعلام الجواري في تغطية كل الأنشطة المقامة على مستوى الولايات وتنشيط برامجها وصفحاتها على مستوى التواصل الاجتماعي لخلق التفاعل المطلوب مع القواعد الشعبية والمساهمة في محاربة الإشاعة والدعاية المعادية من خلال تفعيل برامجها الإذاعية مع الشركاء الجهويين والمحليين، وتنسيق إعدادها وتوجيه مواضعها مع الرؤية القائمة لدى المجالس الشعبية الجهوية والمنسقين المعينين من قبل هذه المجالس مع المديريات الإعلامية على المستوى الجهوي ، والمساهمة في إنتاج مقاطع إشهارية لمواقف ومساهمات للمواطنين ذات البعد والتأثير الكبير في تقوية اللحمة والصمود الأسطوري لشعبنا، كأنسب رد على الدعاية المضادة الموجهة لصمود شعبنا والتأثير على قناعاته.
كما واصلت المكاتب الإعلامية بالخارج تغطيتها للأنشطة الدبلوماسية المقام بها على مستوى تواجد هذه المكاتب، بالتركيز على النشاط الخارجي للدبلوماسية الصحراوية وملفات حقوق الإنسان والثروات الطبيعية والمعركة القانونية، مع المساهمة في إغناء البرامج الإعلامية بالتحاليل والمقابلات مع المتضامنين والمؤثرين من بلدان إقامتهم.
ونخص هنا بالذكر المواكبة الجيدة لوسائل الإعلام الجزائرية طيلة السنتين الماضيتين لمختلف تطورات ومستجدات القضية الصحراوية، وعلى كافة المستويات والرد على المناورات المغربية الرامية إلى النيل من زخم الانتصارات التي سجلتها القضية الصحراوية داخليا وخارجيا ، إضافة إلى التحالف المغربي الإسرائيلي والغربي المستهدف للقضية الصحراوية والجزائر والمنطقة المغاربية عموما، كما كانت الصحافة الجزائرية حاضرة وناقلة لكل الفعل الوطني الصحراوي والتضامني مع القضية الصحراوية ، مبرزة التضامن الجزائري مع الشعب الصحراوي والتمسك بثوابت الجزائر في الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، محذرة من مخاطر سياسات المخزن باعتباره أداة للاستعمار في المنطقة ومن عواقب مواصلة الاحتلال لسياسته التوسعية وتجاهله للحق والقانون وإرادة الشعوب في التحرر والاستقلال، كما كان لصمود الشعب الصحراوي ومقاومته وضربات جيش التحرير الشعبي الصحراوي المتواصلة على قواعد الجيش المغربي الحظ الأوفر من الاهتمام والمتابعة في الإعلام الجزائري، وذلك من خلال المعالجة الإخبارية والبرامج والحصص الخاصة والمقابلات مع الأساتذة والمحللين والمسؤولين الصحراويين.
وتمت مواكبة كذلك الفعل الدبلوماسي للدولة الصحراوية ومختلف مؤسساتها بالتغطيات الإخبارية للأحداث التي شهدتها عدة دول افريقية ومقر الاتحاد الإفريقي أو بعض سفاراتنا بالقارة الإفريقية، لتسليط الضوء على القضية الصحراوية من جوانب مختلفة خاصة الاجتماعات الدورية لسفراء دول الاتحاد الافريقي والمجلس التنفيذي على مستوى وزراء الخارجية والقمم الإفريقية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي، واجتماعات مجلس السلم والامن الافريقي ، ووزراء الدفاع وقيادات الاركان لدول الاتحاد الافريقي، وقمم الشراكة الافريقية وعديد الاجتماعات والمؤتمرات وندوات العمل المنظمة من قبل الاتحاد الافريقي، على مستوى الوزراء أو الخبراء أو أطياف المجتمع المدني والتي حضرتها الجمهورية الصحراوية كالتعليم والصحة والتجارة والزراعة والتنمية والشباب والادارة والشؤون المالية والاقتصادية وغيرها.
اما على مستوى أوربا واسبانيا بالخصوص فقد كان للإعلاميين والمؤسسات الدبلوماسية الصحراوية دورا كبيرا في تمكين وسائل الإعلام الإسبانية من متابعة مستجدات القضية الصحراوية مع تمكين الأصوات المعارضة لمواقف الحكومة الإسبانية الحالية من قضية شعبنا، من التعبير عن وجهة نظرها التي عكست حقيقة الموقف المتبنى من غالبية الشعوب الإسبانية وطبقتها السياسية كما كان للانتصار الصحراوي الكبير أمام محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، أو برنامج عطل في سلام أو الأنشطة الأكثر صلة بحركة التضامن، أو الجالية الصحراوية بأوربا نصيبها من التغطية والمتابعة الإعلامية من خلال التقارير الإخبارية المقابلات وآراء الخبراء الصحراويين والأجانب والمدافعين عن حقوق الإنسان، مما وفر وجهة نظر بديلة لتلك التي يتم الترويج لها على مستوى الحكومة حول موقفها من مثل هذه القضايا.
وبخصوص التسيير الميداني للقطاع فقد تواصلت من ناحية اخرى الزيارات والجولات الميدانية لمختلف امتدادات الوزارة ساعدت على على الوقوف الميداني لحالة الأطقم وسير البرامج والعمل اليومي والقيام بمراجعة تقنية شاملة لكل التجهيزات وجرود الوسائل العامة الثابتة والمنقولة على مستوى الوزارة والرفع من مستوى الضبط الإداري لترقية دور الإدارة في الرقابة وتقييم حالة الأطقم وادائها الوظيفي ونظام استفادتها وتسجيل الاحتياجات الناقصة من الوسائل التقنية ووضعية المقرات وهو ما خلق صدى إيجابي سواء من حيث أسلوب التقييم والمحاسبة أو حل الإشكالات التي تعترض سير القطاع.
وفيما يتعلق بالبحث في أساليب وصيغ تمكن من التغلب على موضوع نقص الكفاءات وعدم استقرارها فقد تواصل الجهد للبحث عن صيغ تحسن من المردود الفردي للموظفين وضبط الأداء بشكل دقيق في انتظار ما سيسفر عنه عمل اللجنة الحكومية المشكلة للقيام بالمعاينة والدراسة لوضعية الموظفين والوظائف بالوزارة.
حتى لا نغوص اكثر في التقييم ، ما ذا عن التحديات ؟ - كخلاصة واستنتاج للمجهود الذي تم بذله في هذا الميدان لابد أن نشير إلى أن هناك تحديات كبرى لازالت ماثلة امامنا فالإعلام جبهة هامة في ظل الأوضاع الحالية على المستوى الداخلي والخارجي ويستدعي تخصيص جهد خاص للنهوض به خاصة على مستوى الوسائط الإعلامية وما تتطلبه من طاقة بشرية وإمكانيات عمل، كما أن التنسيق والتكامل على مستوى الآلية الوطنية لتوجيه الخطاب يجب أن يرقى للمستوى المطلوب مما يحتم مراجعته والحرص مركزيا على تنفيذ ما يقرر على مستواها، خاصة من حيث توجيه وتنسيق الخطاب وضمان قيام كل مكون من مكونات الألية بما عليه من هذا الإنشغال الكبير المشترك والمتعلق بالخطاب عموما.
لا يفوتني هنا إلا أن أؤكد أنه دون الوصول إلى تكوين اقسام أو مصالح للإنتاج عموما والإنتاج الموجه لمواقع التواصل الاجتماعي والقابل للبث عبر الهواتف الذكية يبقى كل ما نقوم به من جهد قاصر عن البلوغ للجمهور الواسع المعني مما يستدعي العمل على تحقيق هذا الهدف بأسرع ما يمكن، لما لذلك من تأثير سلبي على مردود التلفزة والإذاعة ونسب المتابعين لهما، في ظل غياب التمويل اللازم للإنتاج وتغطية تكاليف البرامج والمبادرات المقدمة مما عطل التنويع المطلوب في البرامج والمعالجات الضرورية لملئ ساعات الفراغ في البرمجة على مستوى هاذين الوسيطين، فكصحراويين يجب أن ندرك جميعا أن التحول الحاصل في تكنولوجيا وسائل الإعلام والاتصال يشكل تحديا حقيقيا هو الأخر يعجل بضرورة أيجاد سياسة توفير مدروسة لمواكبة هذه الطفرة والتعجيل بها لاستثمار ما تتيحه من اقتصاد للجهد والبشر وحتى الإمكانيات .
تناغم الجبهة العسكرية مع الجبهة الاعلامية، حتمية تفرضها طبيعة التوجهات، كيف ترون ذلك ؟
الجبهة العسكرية إحدى الأولويات الرئيسية التي أوصى المؤتمر السادس عشر للجبهة بجعلها محور اهتمام كافة الجهات الوطنية حيث تشكل أبرز جبهات الفعل الإعلامي لدينا، مطلوب من كل وسيط إعلامي أن يضعها على رأس أولوياته من خلال التناول الدائم لها، ومن هذا المنطلق لدينا وثيقة شراكة مع وزارة الدفاع الوطني تجعل من المحافظة السياسية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي أداة الخطاب الأساسية الموجه لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي والمنفذ للبرامج الإعلامية والتعبوية داخل الوحدات المقاتلة، الشريك الأول للوزارة في كل ما هو متعلق بالعمل الإعلامي على مستوى الجبهة العسكرية، بما يضمن التغطية الجيدة للعمل القتالي اليومي على مستوى جبهات القتال، وتسطير البرامج التي تضمن استحضار تاريخ وإنجازات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، ومتابعة بناء هذه المؤسسة وجاهزيتها وفعلها القتالي الوطني اليومي، وإسهامها في حماية التراب الوطني المحرر ومحاربة الجريمة المنظمة.
من هذا المنطلق تعد الجبهة العسكرية بالنسبة لنا صاحبة الأولوية في أي تغطية إعلامية أو نشرات إخبارية وما يستوجب ذلك من مرافقة حسب صيرورة الزخم المطلوب في كل مرحلة، بما يعمق ويجذر قيم التضحية من اجل الوطن واحياء رمزية الشهادة والشهداء وتسليط الضوء على بطولاتهم كمثال ورمز ونبراس في تقديم الغالي والنفيس من اجل الشعب والقضية الوطنية.
نحن نعمل كذلك مع وزارة الدفاع على استحضار البعد التواصلي بين الاجيال ، وحماية أسرار الجيش والمعنويات العامة، وتوجيه الراي العام حول موضوع التطوع في صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي بما يضمن تأجيج العمل القتالي على مستوى الجبهة العسكرية وتوظيفه إعلاميا بما ينعكس على المعنويات العامة حتى يكون في مستوى الهبة التي رافقت قرار العودة للكفاح المسلح ويشكل رافعة لتجاوز كل مناحي الضعف والتردد والتقاعس عن التجاوب مع متطلبات المرحلة التاريخية التي يمر منها كفاح شعبنا، وهو الأمر الذي استلزم منا تنويع البرامج الإذاعية والتلفزية التي تخدم أهدافنا المرحلية والدائمة على مستوى الجبهة العسكرية، ومتابعة الخروقات التي يقوم بها طيران العدو في المناطق المحررة لفضح سياسته في استهداف المدنيين العزل، لذلك وفي إطار هذا التعاون وهذه الشراكة تلعب المحافظة السياسية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي دورا هاما في تحديد اهمية الخبر وتحديد أهدافه وتوجيه وسائل الاعلام الرسمية لخدمة ذلك مع العمل دائما على دعم الخبر بمقاطع فيديو وصور مفيدة للتلفزيون والأعلام المكتوب وتحديد من يصرح لوسائل الاعلام ليعكس الأبعاد المختلفة للحدث ويقدم تفاصيله، بالتركيز على الاحداث التي تستحق برامج خارج نشرات الاخبار للتوسع في استغلال الخبر بالإضافة إلى تزويد الوسائط الإعلامية بالدراسات والتحاليل العسكرية التي ترى وزارة الدفاع الوطني أهمية تناولها إعلاميا لتعميم فائدتها وأرشفتها كوثائق مهمة في التاريخ الصحراوي، خاصة ما ينشر منها في جريدة الصحراء الحرة.
الاعلام بالأرض المحتلة يواجه عديد التحديات، لكنه في كل مرة يبدع انتاجا جديدا من كسر الحصار، كيف تقيمون عمل الزملاء هناك ؟
- العمل الإعلامي بالأراضي المحتلة ضرورة يحتمها كفاح الشعب الصحراوي في سبيل نيل حريته واستقلاله من جهة وسياسة التنكيل والغطرسة المتبعة من طرف المحتل المغربي ضد شعبنا هناك، والتي أظهرت بما لا يدع مجالا للشك أن المغرب يريد الصحراء الغربية بالفعل دون سكان مثلما هو المغرب اليوم ملكا لطبقة حاكمة دون بقية المغاربة الذين يتم تهجيرهم بشتى الطرق يوميا أو تركهم للجهل والأمية والفقر المدقع دون سياسات تتكفل بحقوقهم وأوضاعهم المعيشية.
الصحراويون الموجودون في المناطق المحتلة يدركون بشكل جيد طبيعة الاحتلال المغربي ومازال التعبير عن رفضهم للاحتلال يمارس يوميا بمختلف الأشكال رغم ما جمعه المغرب من أساليب الغطرسة وما استفادة من تجارب العدو الصهيوني الذي تحالف معه فأصبحنا نرى نفس السياسات المطبقة من قبل الصهاينة ضد الفلسطينيين هي نفسها المطبقة من طرف المغرب ضد الصحراويين اليوم، كما فتح المنطقة امام المصالح الأجنبية لتوريطها في غزوه للصحراء الغربية رغم وضعها الدولي والقانوني.
لقد أغرق المغرب المناطق المحتلة في الكثير من الآفات الاجتماعية ولعبت الفرق الإعلامية هناك دورا كبيرا في تناولها إعلاميا كما شكلت من جهة أخرى مادة للبرامج والمقابلات على مستوى الوسائط الرسمية كقضايا المخدرات، الاستيطان، التسرب المدرسي، افراغ المنطقة من القوة الشابة، الهوية الثقافية، سياسات التضييق وحرمان الصحراويين من خيراتهم الطبيعية وارضهم مع ما يستجد من أوضاع جديدة وكل السياسات التي يستهدف بها العدو جماهير شعبنا في المناطق المحتلة.
ركزت الفرق الإعلامية بالمناطق المحتلة كذلك مثلها مثل الوسائط الإعلامية الرسمية على شهادات حية و برامج ثائقية ترصد الوضع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي بالجزء المحتل بهدف إبراز معاناة الشعب الصحراوي في معركته مع العدو، اضافة الى إبراز مواقف بطولية لوطنيين ومناضلين بالجزء المحتل، بما يخلق برامج تعبوية للرأي العام تجاه المقاومة بالجزء المحتل، وقامت الفرق الإعلامية كذلك بإعداد وتقديم عديد الحصص خاصة ،ريبورتاجات ، تقارير إخبارية ، مقابلات ، طاولات مستديرة تتناول هذه القضايا وغيرها بالتركيز على النشطاء الحقوقيين وعائلات المعتقلين والمتضامنين والاستيطان والقمع والحصار الخانق الذي تعيشه جماهير شعبنا هناك، حسب ما تراه وزارة الأرض المحتلة ذا أولوية، وجعل ملف المعتقلين السياسيين والمحاكمات التي تقام لهم ملفا محوريا في الافتتاحيات والتعاليق والنداءات والبرامج، واعداد فواصل وجينيريكات خاصة بهم تستحضر واقعهم وصمودهم الأسطوري وترصد المعاناة و آثار الاعتقال على الوضع العائلي و الاجتماعي لكل معتقل على حدى.
كما شكل كذلك ملف ضحايا الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة من طرف النظام المغربي إهتماما دائما لدى هذه الفرق والوسائط الإعلامية مع ابراز ردود الفعل الدولية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية، بالتركيز على دور الشباب والطلبة في ريادة الفعل النضالي بالأرض المحتلة، و تنظيم طاولات مستديرة وحصص خاصة ، بمشاركة العديد من الاطر الوطنية، استكمالا للدور الذي تلعبه وزارة الأرض المحتلة والجاليات ووزارة الخارجية والجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان وباقي أطياف المجتمع المدني الصحراوي وما يقام به من ندوات إعلامية دورية عن الوضع بالجزء المحتل من الصحراء الغربية وما يتم تنظيمه كذلك بمناسبة الذكريات العالمية بالتركيز على الوضع بالجزء المحتل ( اليوم العالمي لحقوق الإنسان ـ عيد المرأة ـ اليوم العالمي لمناهضة التعذيب ـ اليوم الدولي للاختفاء القسري ـ اليوم الدولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية….. )، إلى غير ذلك.
وعليه فالعمل الإعلامي بالمناطق المحتلة معركة مستمرة وستبقى مستمرة مادام الاحتلال المغربي جاثما على وطننا وسيتطور ويتعمق وتتجدد اساليبه بتطور الكفاح الوطني ضد هذا المحتل وتصعيد العمل القتالي لجيش التحرير الشعبي الصحراوي ضد وحداته المرابطة في جدار الذل والعار حتى تحقيق اهداف شعبنا في الحرية والاستقلال واستكمال السيادة الوطنية.
عرفت المؤسسة الاعلامية خلال السنوات الاخيرة عملية فترات تكوينية، علام ركزت هذه التجربة، وهل من أهداف تحققت مركزيا وجهويا ؟
- يشكل التكوين حجر الزاوية في معالجة النقص في الكفاءات لتعزيز قدرات ومهارات العاملين في القطاع الإعلامي مما يتطلب الأخذ بجدية متطلبات هذا الميدان خاصة ما يتعلق بالتمويل المطلوب لضمان دورات التكوين المبرمجة سواء على مستوى الداخل أو الخارج، بالإضافة إلى مستلزمات التكوين من تجهيزات تقنية للتصوير والتركيب والبث والإخراج ونفقات التدريب والتأهيل وهي المسؤولية التي يتحملها معهد بصيري للتكوين الإعلامي.
وقد شهدت السنوات الماضية مواصلة الجهد في بناء هذا المعهد من حيث الإدارة والمقرر ونظام التدريس، وضبطه للاحتياج القائم في ميدان التكوين لدى مختلف مديريات ووسائط المؤسسة الإعلامية حيث تم خلال هذه السنة القيام بمراجعة شاملة لتجربة معهد بصيري في ميدان التكوين منذ تدشينه 2016 الى غاية 2024 والوقوف على حصائل هذه الفترة ونتائجها والخلاصات المحصلة من عملية التقييم المقام بها حيث تم تسجيل إيجاد مقرر دراسي لبرنامج سنوي يتضمن مواد دراسية اساسية (اللغة العربية, الخطاب الاعلامي , التحرير , الاخراج والتركيب والتصوير, الالقاء الإذاعي والتلفزي, الاعلام الالي, التاريخ الصحراوي , القانون الوظيفي والنظام الداخلي للمؤسسة الإعلامية، مدونة السلوك وميثاق شرف مهنة الصحافة … الخ)، ودخول عدة دفع تكوين بالمعهد بالإضافة لعديد دورات التربص والتدريب الميداني للمنتسبين للمؤسسة الإعلامية، خاصة للموظفين الملتحقين حديثا بالعمل الإعلامي في جميع الوسائط تم التركيز فيها على تأهيل المتكون ليكون صحفيا متكاملا.
إن سياسة تكوين الصحفي المتكامل هي تجربة تهدف بالأساس لتأهيل رجل الإعلام الصحراوي ليكون قادرا على التعامل مع مختلف الصنوف الإعلامية بكل إقتدار ومهنية من خلال تكوينه في مختلف هذه الصنوف وبالخصوص الجوانب الموضوعية المتعلقة بالتحرير واللغة وإعداد البرامج والأخبار والحصص الإعلامية وتقنيات تقديمها بالإضافة إلى التمرس والتكوين في الجوانب التقنية المتعلقة بالتصوير والتركيب وبرامج الإعلام الألي الموظفة في الإنتاج الإعلامي، وهي السياسة التي بدأت تعطي اكلها خاصة على مستوى الإعلام الجواري حيث أصبحت اطقم بعض المديريات الجهوية للإعلام تتمتع بهذه الصفة بنسبة 100% بينما الولايات المتبقية ما بين 50 إلى 70 % ، والمجهود متواصلة للوصول للنتيجة نفسها على المستوى المركزي رغم تباين نوعية عمل ومهام الوسائط الإعلامية، ولكن تبقى هذه السياسة في ميدان التكوين ضرورة لمعالجة النقص في الكفاءات وخلق التكامل المطلوب كلما اقتضت الضرورة ما بين الوسائط.
وفي هذا الإطار يواصل المعهد هذه السياسية كل سنة بإطلاق عملية التكوين مع افتتاح كل موسم دراسي سواء على المستوى المركزي أو على مستوى الولايات مرفقة باختبارات استدراكية وتحديد للمستوى خلال الفترة المتبقية من العام للتأكد من مدى الاستفادة من التكوينات المقام بها وفرز الصحفيين الحاصلين على صفة الصحفي المتكامل ومعرفة الحالات التي مازالت غير قابلة للتمكن من هذه الصفة.
معهد بصيري الذي هو مكون من المكونات البيداغوجية لجامعة التفاريتي لديه تعاونه الخارجي مع بعض الجامعات والمعاهد المختصة في التكوين الإعلامي وينظم من حين لأخر محاضرات لبعض الشخصيات الوطنية الصحراوية وأحيانا الأجنبية خاصة حول القضايا ذات الاهتمام الخاص على مستوى الصحفيين ومستجدات الوضع الراهن للقضية الصحراوية أو في ميادين إختصاص محددة تكون عادة مع متعاونين أجانب من دول صديقة أو الحركة التضامنية العالمية مع القضية الصحراوية.
مؤخرا كانت لكم زيارة للجزائر، ولقاء وزير الاتصال هناك، هل لكم أن تكشفوا للقراء الكرام فحوى اللقاء ؟
- اللقاء بوزير الاتصال الجزائري السابق محمد لعقاب شهر نوفمبر الماضي كان هاما وفي مستوى ما كنا نطمح له كونه يأتي في ظل ظروف دولية وإقليمية متغيرة ومعالم نظام عالمي جديد ترسم في الأفق مما يحتم استمرار التنسيق والتشاور بيننا ونظرائنا في الدول الصديقة والشقيقة عموما.
أجريت كذلك مكالمة هاتفية مع خلفه الوزير الحالي محمد مزيان هنأته فيها على الثقة التي وضعها فيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون وشكلت هاته المكالمة كذلك فرصة لتأكيد استمرار التعاون بيننا، فهو شخص من خيرة إطارات الدولة الجزائرية وعلى إطلاع جيد بالقضية الصحراوية وحيثياتها ويمتلك تجربة واسعة في العمل الإعلامي والدبلوماسي ولا يخامرنا أدنى شك في أن ما قدمه سلفه من تعهد والتزامات بالعمل الثنائي والمشترك معا ستستمر إن شاء الله معه.
اللقاء شكل فرصة لرفع آيات التقدير والاحترام والشكر للجزائر حكومة وشعبا، ولوسائل الإعلام الجزائرية على المتابعة والتغطية الدائمة للقضية الصحراوية، وسمح لنا بتقديم عرض عن واقع القضية الصحراوية في ظل الأوضاع الدولية والإقليمية المتغيرة والحرب الإعلامية التي يستهدف بها الاحتلال المغربي شعبنا وما وظف لها من وسائل ومؤسسات إعلامية وما صاغ من استراتيجيات معتمدا فيها بالأساس على شراء الذمم ، إنشاء اللوبيات، والتعاقد مع المؤسسات الإعلامية للبلدان المتحالفة معه، كما تطرقنا كذلك للمجهود الوطني المبذول في مواجهة هجمة العدو سواء على مستوى التكامل المطلوب ما بين المؤسسات الإعلامية الصحراوية والجزائرية أو ما يتعلق بالخطاب وتعزيز استراتيجية التعاون الوثيق بما يمكن من تبادل الأدوار والمعلومات وتنسيق الجهود لمواجهة الدعاية والحرب الإعلامية المغربية وليعمل الإعلام الصحراوي والاعلام الجزائري جنبا إلى جنب للتصدي للتضليل المغربي وتسهيل التنسيق الثنائي بين الوسائط الإعلامية المتماثلة.
اللقاء شكل فرصة كذلك لتناول أوجه التعاون في الميدان الإعلامي والتي أبدى فيها الوزير مشكورا استعداد وزارته لبذل الجهد في التكفل بالانشغالات المسجلة لدينا وتعميق التعاون لجعله ميدانيا وعمليا بالتركيز بالخصوص على ميدان تكوين الكفاءات وتبادل الخبرات كضرورة ملحة في ظل عالم متجدد في ميدان البرمجة والتكنولوجية الإلكترونية والوسائل التقنية، والرفع من مستوى المهنية للعاملين بالميدان الإعلامي لتعويض النقض الحاصل في الكم وفي الوسائل بالنوع والكيف والمساعدة بتنظيم تربصات وتكوينات ميدانية للصحفيين والتقنيين الصحراويين لاكتساب الخبرة الميدانية ونقل التجربة خاصة ما يتعلق بإدخال التقنيات الحديثة في مجال الذكاء الصناعي ورصد الأخبار وحفظ الأرشيف الإعلامي وغيره من جوانب العمل الإعلامي، ونحن نتطلع لأن نلمس نتائج هذه الزيارة في الأيام القليلة القادمة بحول الله.
الاسرة الاعلامية تحتفي بيومها الوطني المصادف للثامن والعشرين من ديسمبر، ذكرى تأسيس الاذاعة الوطنية، هل من رسالة بالمناسبة ؟ - الثامن والعشرون من ديسمبر شكل على الدوام مناسبة للصحفيين والإعلاميين الصحراويين سواء منهم الذين مازالوا يمارسون مهنة الصحافة في الوسائط الرسمية أو أولئك الذين انتقلوا للعمل في مؤسسات وطنية أخرى، ليقفوا على مسيرة زاخرة بالعطاء والدفاع عن الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، لقد تركت فيهم جميعا مهنة المتاعب شغف تبني كفاح الشعب الصحراوي بكل تجلياته فلازالوا يمتشقون القلم والكلمة حيثما حلوا وارتحلوا حتى أولئك الذين شاخوا مازال وجدانهم وفكرهم شغله الشاغل هو الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال واستكمال السيادة على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
لكل هؤلاء نرفع القبعة تحية وإجلالا على مسيرتهم النضالية الزاخرة بالبذل والعطاء والتضحية، ونهنئهم بمناسبة يومهم الوطني الذي يصادف يوم تأسيس الإذاعة الوطنية الصحراوية 28 ديسمبر 1975 الصوت الذي صدح بحق الصحراويين في إقامة دولتهم المستقلة ورافق مراحل كفاحهم البطولي وشكل منصة للتعبير عن امالهم وطموحاتهم ورسالتهم التي أرادوها أن تصل لباقي اصقاع العالم.
إنها فرصة كذلك لنترحم على شهداء المهنة الذين رحلوا للرفيق الأعلى وهم على درب الشهداء سائرون فقدموا ما عاهدوا عليه بصدق وامانة وما بدلوا تبديلا، ونقول لمن مازال يواصل عمله الصحفي بكل صدق وإيمان وأين ما كان دفاعا عن الشعب الصحراوي وقضيته العادلة واصل على هذا الدرب فالثابت في أديباتنا كمناضلين في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب أن مسؤولية التحرير وأداء الواجب الوطني اتجاه شعبنا وقضيتنا الوطنية لا تسقط إلا بالشهادة أو تحقيق اهداف شعبنا في الحرية والاستقلال واستكمال السيادة على كامل التراب الوطني للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.