المرأة الصحراوية ،صمود وإرادة وبناء(بقلم: عالي أحبابي)
تحتفل المرأة الصحراوية هذا العام بمرور خمسين عاما على ميلاد الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية كرافد من روافد الجبهة الشعبية ، وكمؤطر ومنظم لمسيرة حافلة بصور العطاء والتضحية والايثار ، فمنذ انطلاق الثورة ظلت المرأة الصحراوية رمزا ، بل عنوانا عريضا للصمود والإرادة القوية، متحدية الظروف القاسية والاضطرابات العنيفة كتبعات من تبعات الاستعمار والاحتلال ، فعلى الرغم من القمع والاعتقال والعنف من قبل قوات الظلم والجور كانت المرأة حاضرة بقوة في كل الميادين، متحملة مسؤوليات كبيرة فرضتها الأوضاع المتغيرة، فمن مربية وطبيبة ومؤطرة سياسية ، الى قائدة ميدانية ترتكز عليها جوانب عديدة من حياة اللجوء .
لقد كانت الام والاخت الصحراوية حاضرة بقوة في المشهد السياسي والاجتماعي، بل لم يكن دورها مقتصرا على الحضور فقط، بل ظلت وباتت منظمة وفاعلة في التعبئة والتحريض ، تساهم في نقل صوت الشعب الصحراوي للعالم، حين امتد نشاطها ليشمل تأمين الرعاية الصحية والتعليمية للأطفال ولجرحى الحرب ، وهي التي انتظرها وتنتظرها مسؤوليات جسيمة في ساحات الوغى بالجزء المحتل من ترابنا الوطني .
ورغم كل التحديات، لم تتوقف المرأة الصحراوية عن النضال من أجل حقوقها وحقوق مجتمعها ، فواجهت ولا تزال تواجه العديد من الصعوبات والتحديات، بما في ذلك العنف الجسدي والسحل والمضايقات والمنع من زيارة فلذات الاكباد القابعين في سجون الاحتلال المغربي ، إلا أنها واصلت كفاحها بعزيمة لا تلين ، فأبانت شجاعة استثنائية في مواجهة الظلم، واستمرت في المطالبة بالمساواة والعدالة الاجتماعية، والعمل على تحقيق امال وتطلعات شعبها في الحرية والاستقلال .
ولعل الحديث عن المرأة الصحراوية يقود الى فتح سجل الاعتزاز والافتخار وتصفح ملاحم اسطورية أظهرت خلالها النساء الصحراويات قوة لا تقهر، مجسدات بذلك روح الثورة والإصرار على بناء مستقبل أفضل لبلادهن ، ملاحم تلهم الأجيال القادمة وتؤكد أن النضال من أجل الحرية والكرامة هو نضال مستمر، إن قصص الصمود والتضحية للمرأة الصحراوية ليست مجرد روايات عن الألم والمعاناة، بل هي دروس في الشجاعة والإصرار وأن إرادة المرأة الصحراوية وصمودها هما ركيزتان أساسيتان في هذا الطريق الطويل نحو الحرية والاستقلال.
بقلم : الاستاذ عالي احبابي