الأخبارالافتتاحيةمقالات

المساومة على التقسيم ، افلاس أممي(بقلم: عالي أحبابي)



المساومة على الارض الصحراوية لن تشق طريقها بسلام ، وحين يتحول التسجيل إلى اعتراف، والاعتراف إلى قرينة وبينهما تتعدد الأدلة والإثباتات وصولا إلى حالة التلبس الاممي بالعجز أمام فرض الشرعية الدولية ، ترسم كرة الثلج مسارا قصيرا قبل أن تدركها شمس الحقيقة ، فاسحة المجال أمام سيل لا ينتهي من الاحتمالات ، التي بات من الصعب نفيها، كما أنه من العسير تجاهل ارتداداتها وهي تسجل فصلا جديدا من فصول مقاومة وكفاح الشعب الصحراوي .‏
فالمسألة التي حرص الصحراويون على التمسك بها ، هي الحرية والاستقلال التام ، وحذروا كم من مرة من مغبة ملامسة خطوطها الملتهبة ، التي تبدو اليوم على المحك ليس باعتبارات أممية كرست الفشل أما سياسة عدوانية موثقة قانونيا ، وبمعايير الجرم والتورط في سفك الدماء ونهب الخيرات واستصغار المجتمع الدولي ، نعم نحن الصحراويين وبحكم طبيعتنا وجينات مقاومتنا لم نعول يوما الا على سواعد رجال من صنع محلي يعضون بالنواجد على حق شعبهم في الاستقلال التام على كامل ربوع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية .
ان محاولات النيل من قدسية الارض الصحراوية ، هو ضرب من المحال ، وتجاهل لما ينطوي عليه ذلك من تداعيات تقتضي في حدها الأدنى تعديل الكثير من المعادلات القائمة على مساحة التعاطي مع العملية السلمية ، بل تمتد إلى عمق خلق مزيد من التوتر حين تكون أحد أخطر العوامل الملازمة لسياسة من يفترض أن يكونوا حريصين على حماية العدالة والدفاع عنها ، احترازا من مواقف تعتمد في خلاصتها لغة السلاح بدلا من السلم والامن والاستقرار والتنمية .‏
وحين تبدأ الألسن الأممية تلوك أو تراودها أحلام المساس من قدسية التراب الصحراوي ، تكون قد تجاوزت حدود الحياد الذي يعتصم به القانون الدولي في مواجهة سياسة الاحتلال المغربي والتي لم تكتف بالجلوس جنبا إلى جنب مع الطرف الصحراوي ، صاحب الحق في مقطورة مفاوضات ماراطونية لم تفض الى أية نتيجة ، بل ارتضت أن تكون أحد أوجه الاستعمار الحديث من منطلق الدفاع عن التورط والغرق في المستنقع الذي لم ولن يمنحهم متسعا من الوقت لالتقاط الأنفاس، خصوصا أن كرة الثلج المتدحرجة أمام أعينهم تنقلهم من موقف إلى آخر، وكلما بان وجه تلعثمت الألسن أكثر مما هي عليه.‏
ما يهمنا فعلا كصحراويين أن الكرة ليست فقط في ملعب الشعب الصحراوي، بل هي في مرمى الامم المتحدة ومصداقيتها التي يجب أن تساهم وبجدية في مسح الببغائية السياسية التي تعكس وجه الإفلاس القانوني والعجز السياسي ، وهي تحاكي واقعا أسود تلطخت خلاله المحاولات بالتورط في البيع والشراء على حساب حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال .‏
بقلم : عالي احبابي