الأخبار

اخر ما يباع في المغرب(بقلم: عالي أحبابي)


ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تدشن فيها المملكة المغربية منظومة نفايات للمسحوقين من شعبها ، هجرة جماعية من وطن يفترض أن تكون فيه كرامة ، الى سيناريوهات هوليوودية ومسرحيات هزلية يكتنفها المجهول ، تنم عن فشل ذريع لمشاريع مخزنية لم يشهد لها تاريخ المغرب الحديث بعهد محمد السادس مثيلا من حيث تعدد أشكالها وأدواتها مع استخدام أكثر من 800 وسيلة إعلامية خصصت للترويج الفارغ ، وأزيد من 30 بنكا دوليا للاستدانة .
قد يسأل سائل سواء أكان دارسا أم متخصصا ، لمَ كل هذا الحقد المغربي على شعبه حتى يعاقب بهذه الطريقة البربرية ؟ ولماذا يستخدم المخزن سيناريوهات الكذب على شعبه بالخداع واستطالة مشاريع وهم التنمية والسكن والشغل ورفع المعاشات والتطبيب وخفض اسعار المحروقات ودعم المواد الاولية ، فضلا عن معضلة حرية التعبير وتكميم الافواه وأزمة التعليم ورمي الاساتذة خارج حقل اختصاصهم ؟.
فبدا واضحا أن فصلا من فصول الابتزاز التي تنتهجها الرباط كلما ضاقت بها النوائب ، قد تم ترسيخه كعقيدة لدى منظومة الاستهتار بالشعب المغربي المغلوب على أمره الذي وجدت من يشتريه بسعر بخس ولو على حساب وطنه دون كرامة .
هجرة ابناء المغرب من مهمشين وفقراء صوب المجهول تدخل ضمن صفقات الابتزاز المخزني بمكان متقدم يعرف من يديرها أنهم يطحنون الشعب المغربي بماء البحر حتى لا يكلفهم عناء الدفن وشواهد القبور ، فخرجت صورهم للعالم لتؤكد زيف الدعاية المغربية أمام مواطنين وصل بهم الحال الى وضع أعضائهم الجسدية في مزادات للبيع من أمثال المرأة التي نشرت خبر بيع كليتيها لتطعم ابناءها ، ثم تموت ، انها لحظة تتجاوز حدود المعاناة التي أصبح فيها جسد الانسان هو أخر ما يمكن أن يبيعه كي يعيش ابناؤه لحظات بعده .
ايها الشعب المغربي الشقيق نحن في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وبنخوة الايباء نشفق عليك ، ولكننا في النهاية لن نقول إلا أنك ترضى لنفسك ما لا يرضاه الله لك ولا ترضاه الحياة التي خلقت من اجلها ، ونحن كذاك لا نرضى لك أن تظل مهانا محشورا بين نفايات مخزن جائر ، تباع بثمن بخس ، لن نرضى لك صناعة تاريخ مظلم لأجيال تتوق للحرية والكرامة والعيش الرغيد ولم لا ؟ لن نرضى لك الخنوع لمن يبيعك كالخرفان ويتاجر بمعاناتك ، انه المخزن المغربي الذي وصل إلى مرحلة الإفلاس الحقيقي، ولم يعد يعرف كيف يقنعك بوعود من ورق لامست ماء البحر فاندثرت ، وتبخرت على ايقاعها كل احلام المهمشين والمسحوقين من ابناء الشعب المغربي الشقيق .
بقلم عالي احبابي