الأخبار

الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية.. مدرسة للتكوين والتأهيل(بقلم:محمد السالك مقديلو)


إنطلقت بولاية بومرداس الجزائرية أشغال الجامعة الصيفية لأطر جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية في طبعتها الثانية عشر، تحت شعار ” كفاح وتضحية لفرض الإستقلال والحرية”، والتي تحمل اسم الشهيد “أبا عالي حمودي” بحضور اطر و سلطات رفيعة المستوى من الطرفين الصحراوي و الجزائري.
و دأبت الدولة الجزائرية على احتضان جملة من الاطر الصحراوية في مطلع كل صائفة من اجل اعادة التكوين والتثقيف إلى جانب العمل على تحديث المعلومات لمواكبة التطورات السياسية والإقتصادية والأمنية والثقافية في المنطقة والعالم، اضافة الى مجالات اخرى عبر مجموعة من التكوينات و المحاضرات المركزة من تقديم و تاطير اساتذة و دكاترة و مختصين من الجانبين الصحراوي و الجزائري.
و حسب المشاركين في عمليات التنسيق والتحضير لتنظيم هذه السنة السنوية، فان المحاضرات المقدمة في هذه الجامعة تصمم على أساس الاحتياج، بحيث تساهم امانة التنظيم السياسي و المؤسسات الشريكة في اقتراح العناوين الكبرى للمادة السياسية التكوينية المقدمة كاستراتيجية مهمة لبناء و تكوين و تأهيل الاطار الصحراوي حتى يصبح قادرا حل الاشكالات الحاصلة على المستوى المهني و السياسي خاصة.
و يرى بعض المشاركون في نسخ سابقة من الجامعة الصيفية للاطر الصحراوية، أن المواضيع المقدمة رغم اهميتها و قدرة الكوادر الجزائرية و الصحراوية المؤطرة لها، كانت متشابهة بشكل كبير و انها تعتمد على السرد و الالغاء المباشر دون تقديم أي وثائق تحتوي على المادة العلمية من اجل المراجعة وقت الحاجة و أن بعض المحاضرين لا يفتح باب النقاش بشكل واسع بسبب طول المحاضرة و ضيق الوقت المخصص لها.
و طالب بعض المشاركون في الجامعة الصيفية الى تخصيص مساحات كافية للتكوينات التطبيقية على اساس الاختصاص كالادارة و الاعلام الالي و ادارة الاعمال، بدل المحاضرات السياسية التي رغم اهميتها الا انها لا تستهوي بعض المشاركين بسسبب اختلاف الاهتمامات و الوظائف و الادوار التي يقوم بها كل اطار حسب نوعية و خصوصية العمل في كل مؤسسة صحراوية.
و يرى البعض ان الجلسات و العمل الجماعي المؤسس له اثر ايجابي كبير في تلاقح الافكار و تبادل الخبرات و صقل المواهب، كما ان له دور جوهري في معالجة الاشكالات المهنية الحاصلة على مستوى كل ادارة من خلال تنوير المشاركين بقصص نجاح ملهمة او خبرات وظيفية ناجحة او اختصاصات مهنية لها مردودية و فاعلية على ارض الواقع من اجل تغيير السلوك و توجيه المسارات المهنية نحو الانتاجية و تقديم الافضل على مستوى كل جهة.
و يفضل آخرون تزويد برنامج الجامعة الصيفية بفقرات ترفيهية متقدمة لفائدة المشاركون كزيارة المتاحف و المزارات الاثرية و المسارح و الشواطيء بالاضافة الى زيارات تخصصية للمؤسسات الجزائرية التي لها تقاطع مباشر في الاختصاص مع بعض المؤسسات الصحراوية من اجل تبادل الخبرات و ابرام اتفاقيات شراكة و تقديم تكوينات معمقة في مختلف مجالات العمل حسب الاختصاص و مجال الاهتمام.
و رغم ذلك تبقى الجامعة الصيفية أهم متنفس مؤسس للاطر الصحراوية التي تعمل على مدار سنة كاملة في ظروف مهنية و طبيعية صعبة جدا في مخيمات اللاجئين الصحراويين و بالتالي كان من الضروري جدا ايجاد وقت مقتطع للترفيه و التكوين و التاهيل و تجديد المعارف و المكتسبات من اجل تزويدهم بخبرات و مؤهلات استعدادا لسنة مهنية جديدة مليئة بالكثير من التحديات و العقبات في ظروف اللجوء التي تزداد قساوة سنة بعد اخرى.