القنديل ..من ذاكرة الأماكن(بقلم: غالي زبير)
أقيمت المنارات البحرية منذ أزمنة موغلة في القدم في سواحل بلدان عديدة لمساعدة البحارة في معرفة المواقع ولتنبيههم إلى مخاطر الإقتراب من الشواطىء التي تشكل خطرا على السفن في ظلمات الليل في زمن لم تُعرف فيه أجهزة تحديد المواقع ولا التجهيزات الالكترونية بعد.
وقد شكل القنديل (الإسم المتداول في الصحراء الغربية للمنارة البحرية) منذ عقود معلما عمرانيا بارزا في السواحل الصحراوية، التي طالما مثلت مصدر رعب للبحارة الأوروبيين ومقبرة للسفن و البواخر الأجنبية التي كانت تجد نفسها محشورة في الرمال الشاطئية أو تتكسر على الجزر الصخرية الواقعة تحت سطح الماء قرب الشاطىء، تساعد في ذلك كثافة الضباب في هذا الجزء من الصحراء من جهة، وعدم وجود معالم مميزة نهاراً وحلكة الظلام ليلاً لعدم وجود أضواء اصطناعية، من جهة أخرى.
وقد أقيم على شواطىء الصحراء الغربية عدداّ من المنارات البحرية المختلفة التصميم والمتباينة الارتفاع ولعل من أهمها المنارة الواقعة شمال بوجدور بالموقع المعروف باسم (كابو كابينو) ومنارة الطارف لزرگ (الداخلة) ومنارة الركيز (جنوب المحاريات) قرب خليج سنترا الذي يحمل اسم “غونسالو دي سينترا” أحد قادة الحملات البرتغالية على سواحل الصحراء الغربية والذي قتل في هذا الموضع سنة 1444م في معركة مع سكان الساحل الصحراوي.
يقول محمد فاضل محمد أسماعيل (أوبريرو) أن أرتفاع المنارة الواقعة شمال بوجدور 40 مترا وأرتفاع منارتي الداخلة والركيز هو 50 متراً وقد بنيت هذه المنارات- التي شارك بنفسه في بنائها- في صورتها الحالية مابين 1970 و1972، فضلا عن منارة الرأس الأبيض الواقعة جنوب شرق لكويرة.
وهناك منارات عديدة أقل طولا، من بينها تلك الواقعة عند ساحل بوجدور، و راس لخيام والنخيلة وبويرتو ريكو (جنوب العرقوب) وغيرها.
……
الصورة لمنارة الداخلة