الأخباردوليامقالات

طوفان الاقصى يحرر المغرب الشعبي من فضيحة التطبيع(د.غالي ازبير )

عقب اتفاقيات ابراهام انخرط النظام المغربي بصورة واسعة في تطبيع شامل مع الدولة العبرية بصورة لم تحدث مع الدول العربية المطبعة، فشمل التطبيع معظم القطاعات العسكرية والامنية والاقتصادية، وحتى الثقافية والرياضية واندفع مئات السواح الاسرائيليون الى زيارة المغرب عبر رحلات مباشرة بين البلدين، وضخت استثمارات اسرائيلية كبيرة في قطاعات السياحة والعقارات والزراعة والبنية التحتية والتمويل وغيرها، وسط ترحيب رسمي وصمت شعبي في المغرب.

وجاء السابع من أكتوبر فألغى بورقة التطبيع في مزبلة التاريخ، وتحركت المظاهرات الشعبية المنددة بجرائم الاحتلال الاسرائيلي والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني، مما أحرج النظام المغربي وخلق حالة من الترقب لدى السلطات الاسرائيلية، فاستدعى الكيان القائم بأعمال مكتبه في المغرب لما وصفه بدواعي أمنية وتوقفت الرحلات الجوية بين البلدين واختفى مئات السواح الاسرائيليين من مدن المغرب بسبب شعورهم بالخوف وعدم الامان وأغلق 11 مطعما اسرائيليا في مدينة مراكش وحدها.

ورغم كل البطش والغطرسة الاسرائيلية مازال النظام المغربي محافظا على صلاته بالكيان رغم الدعوات الشعبية والرسمية المتعددة لاستغلال الفرصة والتخلص من فضيحة التطبيع نصرة للقضية الفلسطينية، الامر الذي ألح عليه بصورة لا مواربة فيها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في خطاب مباشر إلى السلطات المغربية.