الأخبار

الباحث الموريتاني عبد الله ولد بونا يكتب…

بقلم: الباحث الموريتاني عبد الله ولد بونا
11نوفمبر 2023
كلما أوجع جيش التحرير الصحراوي المغرب؛ انطلق ذباب الرباط في حملته ضد قيادتنا وضد بلادنا ؛ وكأننا نحن هم من يتولى مسؤولية حراسة جيش الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية!
الرباط تنكر أصلا أن هناك حربا تشنها البوليساريو ضدها!لكنها تكذب نفسها بالعويل والصراخ والنباح كلما أصابات صواريخ الصحراويين أهدفاها .
العالم يدرك أن نسبة تناهز 25%من الصحراء الغربية هي تحت سيطرة البوليساريو ؛ ومنها ينظمون هجماتهم النوعية ضد جيش الاحتلال المغربي ؛ وينشرون بها مناطقهم العسكرية .
بعد اختراق المغرب لملحق اتفاقية وقف إطلاق النار عام 91 وزحفه باتجاه بعض المناطق الصحراوية العازلة بين موريتانيا وجنوب الصحراء الغربية المحتلة ؛ خلق حالة عدم استقرار هو من تسبب فيها وهو من يتحمل تبعاتها وليس موريتانيا ؛ فلسنا طرفا في الحرب المحتدمة بين المغرب والبوليساريو ؛ ولن نلعب دور الدركي للاحتلال المغربي.
لكن المغرب يريد منا ذلك ؛ ويسعى دائما لجرنا إلى نزاع خرجنا منه بشرف .صحيح أن حدودنا طويلة مع الصحراء الغربية المحتلة إذ تبلغ 1570كيلومتر ؛ لكن جيشنا وقواتنا الخاصة تغطيها بمناطق تحكم وسيطرة ومسح راداري وجوي وبري دائم ؛ ولم يسجل جيشنا أي عبور صحراوي مقاتل من بلادنا باتجاه الأراضي الصحراوية المحتلة؛ والجيوب الصحراوية في أقصى الجنوب هي هي جيوب تتموضع في أراضي صحراوية وليست موريتانية ؛ وقد أدى تقدم المغرب باتجاه حدودنا حتى قضم بعض أراضينا قرب بئر أم اكرين ؛ قد أدى إلى قطع سبل التواصل البري بين شمال الشريط الصحراوي المحرر وجنوبه.
لأن بلدنا يعترف بالحمهورية العربية الصحراوية ويرتبط معها باتفاقيات عديدة منها حرية الحركة دخولا وخروجا للمواطنين الصحراويين ؛ فإن الصحراويين الذين يمرون عبر بلدنا إلى مناطقهم الجنوبية في الشريط الصحراوي يتم بصورة مدنية عادية ؛ ولاوجود لعبور آليات مسلحة ولا سرايا قتالية عبر أراضينا.
ولن نلعب دور الحارس الأمني للرباط عبر اعتقال كل صحراوي يدخل كمدني يدرك المغرب ذلك ويدرك أن جيش التحرير الصحراوي ينفذ عملياته من أراضي صحراوية؛ لكن الرباط تصر على جر بلدنا لنزاع لم نخرج منه لنعود له.
الحقيقة التي يخفيها المغرب عن نفسه وعن شعبه هي أن جبهة بطول 2750كيلومتر بينه مع البوليساريو جبهة لايمكن تحصينها من حرب العصابات النوعية التي يشنها الصحراويون من أجل تحرير بلدهم ؛ وبحتاج المغرب لمليوني جندي ليحد من هجمات الصحراويين عبر تلك الجبهة ؛ في الوقت الذي يهرب شباب المغرب منه وتنخفض معنويات الجيش الملكي والدرك في الجدار الحدودي وتتعاظم معاناتهم ؛ وينخر الفساد عمق الجيش المغربي ؛ وينشغل ضباطه وضباط صفه وأفراده بتهريب المخدرات ؛ فقد أثبتت جهات محايدة دولية ذلك ؛ كما يتورطون في بيع الأسلحة والذخيرة للبوليساريو ذاتها ولجماعات مسلحة عديدة.
إن طول هذا النزاع واليأس من حسمه عسكريا قضى على الروح القتالية لدى الجيش المغربي ؛ وكذلك سوء تعامل المخزن مع الأسرى المغاربة والمعاقين بسبب الحرب ؛ وذاكرة مغربية تختزن سلسلة هزائم مدوية أمام البوليساريو.
ويبدو الوضع الراهن أشد إرعابا للمغرب وجيشه ؛ فالصواريخ الصحراوية والمسيرات توشك على إدخال المغرب في نفق مظلم ؛ ويأتي قصف السماره وقصف مطار عسكري مغربي كمؤشر متقدم على احتمال دخول النزاع مرحلة أشد خطرا على المغرب من حرب 16 عاما التي أرغمته على طلب وقف النار.
حملات الذباب المغربي على موريتانيا لم تتوقف ؛ وهي بتوجيه استخباراتي مغربي دون شك ؛ خاصة ما تمارسه هسبرس من بغي إعلامي يسخر من رئيس بلدنا دون سبب .
فماذا لو أطلق الموريتانيون حملة كاريكاتير تسخر من الملك وتبرز وضعه كما في الصور الفرنسية المشهورة في شوارع باريس وكما هو الحال في هزيمة الرباط المتكررة في الملف الصحراوي
إن لدى النخب الإعلامية ماتقوله عن عرش مغربي هش تتقاذفه صراعات الداخل وهزائم الخارج السياسية والعسكرية والاقتصادية ؛ وشعب المغرب الجائع والمستعبد والذي يتعرض للصهينة بالإكراه
نحن في موريتانيا خبراء في زريبة المخزن ؛ ونتحاشى دائما كشف غسيل أسوإ نظام مخزني عرفه كوكب الأرض ؛ وإنما نضطر للدفاع عن أنفسنا في وجه حملة مغربية تافهة تستهدف بلدنا دون توقف.
الرئيس ولد الغزواني الذي سخرت منه هسبرس في كاركتير وقح هو الرئيس الموريتاني الأكثر حكمة وحنكة وصرامة وثباتا في مواقفه الوطنية السيادية ومواقفه العربية والإسلامية والإفريقية وفي رؤيته الاستراتيجية لعلاقات موريتانيا الإقليمية والدولية.
ويمد يد الأخوة والصداقة للجميع ؛ لكن في درجه الرئاسي إن شاء أوراقا حاسمة لورفعها في وجه الرباط لتهاوى كلما بنته من دعاية وأكاذيب.
فالأمم المتحدة لديها اتفاقية مدريد عام 1975التي يقر فيها المغرب أن إقليم الداخله أرض موريتانية خالصة ؛ ولدى الأمم المتحدة وثيقة تؤكد خروجنا من الحرب واعترافنا بالجمهورية العربية الصحراوية.
ونحن في موريتانيا ندرك تماما أن الرباط مغتاظة من التكامل الاتستراتيجي بين موريتانيا والجزائر وأنها تعمل بكل الوسائل على إفشاله بما ذلك قتل الموريتانيين المدنيين بالمسيرات في الأراضي الصحراوية المحررة.

وليس من مصلحة المغرب دفع موريتانيا إلى إغلاق البوابة 55وطرد السفير المغربي وتفكيك شبكات المغرب التجسسية المكسوفة تماما للأمن الموريتاني ؛ ومطالبة الرباط بسحب جيشها من المنطقة العازلة لأنه مخالف للاتفاقيات الأممية التي أوقفت إطلاق النار مع البوليساريو عام 1991
إن على الرباط أن تحسم قرارها بخصوص العلاقات مع موريتانيا؟
هل تريد علاقات طبيعية يحترم فيها المغرب بلدنا وسيادته أم يريد علاقات مضطربة تقود إلى مواجهة سياسية ودبلوماسية مع المغرب لارجعة فيها.
أعتقد أن الرباط تصر على القطيعة الرسمية معها ؛ وذلك ما سيحدث إذا استمرت هذه الحملات المغربية التافهة ضد بلدنا رئيسا وجيشا وحكومة وشعبا ؛ وموريتانيا متخصصة في إذلال الرباط إذا اضطرت لذلك
وعلى الباغي تدور الدوائر..