بين “وني بيك” و”الناوي بيك” تكمن أفلام وأحلام الاحتلال (1)
“وني بيك” هو اسم فيلم مغربي للمخرجة غزلان أسيف عرضته القناة المغربية الثانية خلال شهر رمضان المنقضي، وتقوم حبكته على قصة شاب مغربي قدم من الدار البيضاء إلى مدينة العيون حيث يجد العمل والزوجة ثم يجلب أخته فتجد الزوج والعمل وتصبح العائلة المغربية المستوطنة جزء من نسيج العائلة الصحراوية التي احتضنتهم.
الرسالة الأساسية للفيلم تقوم على الدعوة إلى دمج المستوطنين المغاربة في النسيج الاجتماعي الصحراوي عبر مهاجمة العادات والتقاليد الصحراوية التي الفيلم ظالمة، في مقابل، دفع الفتاة الصحراوية الى التمرد على مجتمعها وعاداتها من خلال تمثل بعض العادات المغربية القائمة على التبرج والسفور والاختلاط و(السيبة) كصور للحداثة.
يرسل معدو وممولو الفيلم عدد من الرسائل تكشف الهدف من مثل هذا العمل "الفني" لعل من أبرزها:
- اعتبار الاستيطان حق للمحتلين مادام والد بطل الفيلم المغربي قد مات من أجل الصحراء ويصفه الفيلم ب"الشهيد".
- يركز الفيلم على اظهار مدينة العيون عبر صور جوية متكررة كمدينة عصرية جميلة تتوفر على فرص عمل لكل الراغبين ويتمتع سكانها بكل مميزات المدينة المعاصرة، وهي ومضات دعائية كاذبة، لأنه لايقول أن مرضى هذا المدينة لا يحصلون على الخدمات الطبية الاساسية ويبقى معظم شباب المدينة من حملة الشهادات الجامعية معطلون ويعيش أغلب سكانها الاصليون في واقع إجتماعي واقتصادي مريع، رغم النهب الذي يتواصل للثروات الطبيعية من حولها برا وبحرا، وجوا.
- يكرر الفيلم عدة مرات بطريقة اشهارية عرض صور لمشاريع الطاقات المتجددة في الاراضي الصحراوية المحتلة ولكنه يغيب حقيقة أنها مشاريع لا تعود على السكان الصحراويين المقامة على أراضيهم بأية فائدة بل تعود عائداتها إلى خزينة الاحتلال المغربي والشركات الاجنبية المتورطة معه في مثل هذه الانشطة غير القانونية.
- يدعو الفيلم إلى ذوبان العائلة الصحراوية وتخليها عن قيمها وعاداتها من خلال التماهي مع قيم غريبة عنها واندماج إجتماعي ليشكل مجتمع مختلط من الصحراويين والمستوطنين تكون فيه الثقافة الحسانية صورة ممسوخة على طريقة تحول "وني بيك" إلى "الناوي بيك".
غالي ازبير
…..
يتبع