الأخبار

القضية الصحراوية تشهد زخما اعلاميا كبيرا في الصحافة الدولية

الشهيد الحافظ، 16 مارس 2023 (جريدة الصحراء الحرة) – تشهد القضية الصحراوية، الأشهر الأخيرة، زخما اعلاميا كبيرا في الصحافة الدولية، التي افردت لها مساحات كبيرة للحديث عن الكفاح المستميت الذي يخوضه الشعب الصحراوي من أجل حقه في تقرير المصير و انتزاع حريته واستقلاله، و ما يعانيه تحت وطأة الاحتلال المغربي الذي ينهب ثرواته ويقدم الرشاوى من أجل “شرعنة” احتلاله للصحراء الغربية.

و شكلت فضيحة “ماروك غايت”، التي يحقق فيها القضاء البلجيكي منذ شهر ديسمبر الماضي، نقطة تحول كبيرة في مسار القضية الصحراوية وفي كسر التعتيم الاعلامي الذي كان يفرضه الاحتلال المغربي عليها، من خلال منع الاعلاميين والمراقبين الدوليين من دخول المنطقة، للحيلولة دون توثيق جرائمه، وهذا بعد أن اكتشف الرأي العام الدولي من خلال ما تسرب للصحافة من التحقيقات، كيف كان يدفع المخزن بسخاء من أجل فرض “سيادته” المزعومة على الصحراء الغربية المحتلة.

وفي هذا الإطار، بث التلفزيون العمومي الايطالي، في فبراير الماضي، شريطا وثائقيا استقصائيا يفضح الجرائم البشعة للاحتلال المغربي في الصحراء الغربية، باستخدام الطائرات المسيرة، وكذا رشوته لبرلمانيين أوروبيين للتغطية على جرائمه، مشيرا الى أن المغرب قام بتشكيل شبكة اجرامية داخل البرلمان الاوروبي للتغطية على انتهاكات حقوق الانسان وتمرير اتفاقيات تجارية غير قانونية لنهب ثروات الشعب الصحراوي.

وتضمن الجزء الثاني من الوثائقي الايطالي، مقابلة مع الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد ابراهيم غالي، الذي تحدث بإسهاب عن جرائم الاحتلال المغربي والتعتيم الاعلامي عن الانتهاكات الجسيمة في الجزء المحتل من الأراضي الصحراوية المحتلة.

وبمناسبة الذكرى الـ 47 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية، خصصت وكالة الانباء البرتغالية، حوارا للرئيس إبراهيم غالي، الذي سلط الضوء على سنوات الكفاح الطويلة للشعب الصحراوي، والتي تكللت بقيام الجمهورية الصحراوية، كحقيقة اقليمية، قارية ودولية لا رجعة فيها.

من جهتها، سلطت هيئة الاذاعة والتلفزيون البلجيكية “ار تي بي اف” الضوء على مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية التي لم تكن يوما “اراضي مغربية” كما يدعي نظام الاحتلال، مبرزة مختلف الجوانب القانونية والتاريخية لهذه الحقيقة التي يحاول المخزن القفز عليها وانتهاك الشرعية الدولية.

 فضائح المغرب المتتالية، مادة خصبة للصحافة الدولية

ولم تتخلف الصحافة الفرنسية عن فضح الاحتلال المغربي، حيث نشر الموقع الاستقصائي Off-Investigation تحقيقا مطولا عن افساد المغرب للبرلمان الاوروبي من خلال دفع رشاوي، وقدم التحقيق ادلة حول خدمة برلمانيين اوروبيين للمصالح المغربية في اجتماعات البرلمان مقابل المال.

وفي هذا الإطار، اكدت الصحفية الفرنسية ماإليس خضر أنه من خلال المصادر التي اطلعت عليها خلال هذا التحقيق، فإن كل حيثيات قضية “ماروك غايت” تدور حول الصحراء الغربية.

وقالت ماإليس خضر عقب نشرها للتحقيق، أن “التحدي الأكبر الذي يراهن النظام المغربي عليه في قضايا الفساد التي هزت أروقة البرلمان الأوروبي هي قضية الصحراء الغربية”، مضيفة أن المخزن “ظل سخيا مع العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي للحصول على دعمهم فيما يخص الطرح المغربي المتعلق بقضية الصحراء الغربية”.

كما نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية مساهمة لمحامي جبهة البوليساريو، جيل ديفرس، التي أكد فيها أن الشعب الصحراوي يجب أن يمارس حقه في تقرير المصير بموجب القانون الدولي، وقدم في السياق كل الأدلة القانونية التي تؤكد أن القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار، ولا سيادة للمغرب على هذا الاقليم بموجب الأحكام القضائية.

كما كشف المحامي أن الاحتلال المغربي يمول احتلاله وحربه في الصحراء الغربية من عائدات الاتفاقيات التجارية التي يبرمها مع الاتحاد الاوروبي، في انتهاك صارخ للشرعية الدولية.

وبهذا الخصوص، بثت القناة الفرنسية-الألمانية “أرتي” روبورتاجا حول فضيحة الفساد بالبرلمان الأوروبي، وطرحت تساؤلات مشروعة حول اتفاقيات الصيد البحري المبرمة بين المغرب والاتحاد الاوروبي وشملت الصحراء الغربية المحتلة، والتي وصفتها ب “القضية المحرجة”، وعلى رأس هذه التساؤلات “لماذا وقعت أوروبا على هذه الاتفاقيات كونها لا تحترم التشريع الدولي سيما تقرير المصير في الصحراء الغربية؟”.

وفي سياق ذي صلة، نشرت صحيفة “لومانيتي” الفرنسية هي الأخرى تحقيقا حول فضيحة “ماروك غايت” المدوية بالبرلمان الأوروبي، عادت فيه إلى “سياسة النفوذ التي تعتمدها الرباط داخل المؤسسات الأوروبية” عن طريق رشوة أعضاء في البرلمان الأوروبي مقابل دعمهم لمصالح نظام المخزن.

.