بيدرو سانتشيز، الصفعة على الخد الثاني أقسى(بقلم: السيد حمدي يحظيه)
بعد أن صفعه المخزن في المرة الماضية على الخد الأيمن، وهو في القصر الملكي، بقلب العلم الإسباني وجلوسه على كرسي قصير، وبعد فضح رسالة الخيانة السرية إلى الملك المغربي، مدَّ اليوم سانتشيز خدمه الأيسر للمخزن مستسلما ليصفعه صفعة أقسى من السابقة. منذ شهر وقصر مدريد يروج لزيارة سانتشيز للرباط ولقائه بالملك المغربي، ومنذ أكثر من شهرين ووزير الخارجية، المهرج الباريس، يرقص ويهرج ويشطح يمينا ويسارا فرحا بالزيارة ،ب”الانتصار”، وبالجار ” الموثوق”، وبالمرحلة الجديدة، لكن كل شيء تبخر في لحظة احتقار وشماته لن تنساها إسبانيا ابدا.
خرج سانتشيز من مدريد وفي اجندته لقاء مع ملك المخزن، لكن حين حل بالرباط تلقى الصفعة القاضية: احتقره ملك المخزن ورفض اللقاء به وهو في الرباط. هذه أكبر شماتة تلقاها رئيس دولة في التاريخ، وأكبر احتقار يحدث في تاريخ الدبلوماسية. فالجار الموثوق به، والجار المفضل هو عدو لكل العالم، ويحتقر كل المواثيق الدولية. في الحقيقة، يستحق الإمعة، سانتشيز، ما حصل له من إهانة واحتقار، ويستحق أكثر من ذلك، فهو شخص خائن لا اخلاق له ولا عهد ولا ثقة فيه.
ما الذي كان يطمح له ملك المخزن من الإمعة الضعيف سانتشيز؟ كان يريد منه تنازلين: الأول أن تتخلى إسبانيا عن المجال الجوي للصحراء الغربية لصالح الاحتلال المغربي، والثاني هو أن تضغط إسبانيا على الاتحاد الأوروبي حتى يتوقف عن متابعة المغرب في قضايا التجسس والرشاوي التي وصلت إلى مرحلة متقدمة.
لكن لا إسبانيا ولا سانتشيز بقادرين على لي ذراع الإتحاد الأوروبي فيما يخص رفض منح المغرب اجواء الصحراء الغربية، وفيما يخص متابعة المغرب على جرائمه ورشاويه.
ما وقع لسانتشيز في الرباط هو فعل يستحق أن يحصل له. فهذا الإمعة- سانتشيز-دخل مع المخزن في لعبته القذرة وخضع للإبتزاز والتعاطي غير المتوازن مع نظام من أسوأ الأنظمة في التاريخ.
المخزن لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يتعامل إلا بالأساليب القذرة ستزداد الشكوك الآن أكثر حول ما حصل لسانتشيز، وستوضع أكثر من علامة استفهام حول هذا التفريط في السيادة الإسبانية، وسيعود الحديث من جديد عن التلفون الذي تم التجسس عليه بواسطة ببغاسوس، وعن المعلومات التي تمت سرقتها منه.
حين يعود سانتشيز من رحلته الفضيحة سيجد المعارضة والاسبان الشرفاء ينتظرونه وهم يشحذون سكاكينهم وألسنتهم، ومن ثم سيكون من المنطقي أن يبدأ التحقيق في كل ما قام به سانتشيز وفي كل ما خضع له من ابتزاز غير طبيعي وغير مفهوم.
بقلم : السيد حمدي يحظيه