الأخبار

سيدي ولد هيدالة “وجود دولة صحراوية قوية هو مسألة أمن قومي موريتاني”

ولاية الداخلة، 19يناير2023، (جريدة الصحراء الحرة)، تتشرف اسرة التحرير بجريدة الصحراء الحرة بإجراء حوار مع المناضل سيدي ولد هيدالة، وهو نجل  الرئيس الموريتاني الأسبق محمد خونة ولد هيدالة، تولى منصب الرئيس مابين (4 يناير 1980 –12 ديسمبر 1984)، وهو الذي كان له الفضل في إنهاء حرب الأشقاء، وتوقيع إتفاقية السلام بين جبهة البوليساريو والجمهورية الإسلامية الموريتانية 05 أوت 1979، وكذا إعتراف موريتانيا بالجمهورية الصحراوية.

1- وأنت تشارك في فعاليات المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو، ماهي إنطباعاتك خلال هذا الحدث الهام بالنسبة للشعب الصحراوي؟
– أولا أشكر جريدة الصحراء الحرة على إعطائي هذه الفرصة لأحيي الشعب الصحراوي وجيش التحرير الشعبي الصحراوي.

– ان إنطباعي كعاشق للثورة الصحراوية ومأثرها وأمجادها  لايمكن إختصاره في عدة كلمات، لأن العاشق لايرى مايراه الآخرون.

2- يشارك وفد موريتاني هام في أشغال المؤتمر السادس عشر للجبهة، فماهي رسالة المشاركة الموريتانية للشعب الصحراوي؟.
– مشاركة الوفد الموريتاني بجميع أطيافه السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ومن مختلف المناطق، يشكل تأكيدا لأواصر  الأخوة الموريتانية الصحراوية، وبادرة تثبت مدى الوعي الذي أكتسبه شعبنا، حول حتمية التعاون والتأزر بين الموريتانيين والصحراويين لمواجهة المصاعب والتحديات والمؤمرات التوسعية المحيطة بنا والمتربصة بأمننا ووجودنا، ذلك الوعي هو نتيجة لما يجمع الشعبين من ماضي ومستقبل مشترك، والتوجس من عدو يتربص بالبلدين على حد سواء.

3- كيف كان إستقبالكم من قبل المواطنين والمسؤوليين؟.
– على العموم نحن بين ظهراني أهلنا، وقد رأيت الإستقبال الذي خصه رئيس الجمهورية للوفد الموريتاني، ومنذ  مجيئنا الى حد الساعة مازالت الجماهير تحتفل بنا وتعبر عن ذلك بمختلف الطرق ومثلها جيش التحرير الشعبي الصحراوي وكذا القيادة، وسبحان الله، رغم الظروف الصعبة وما يعيشه الصحراويين، إلا أن الأسر والعائلات في مخيمات اللاجئين تتنافس على تكريمنا وإستقبالنا، وتدعونا إلى منازلها.

4- مثلت تصريحات الداعية المغربي الريسوني قمة الجبل، ضمن سياسات وتصورات مغربية رسمية وغير رسمية تدعي “السيادة”! على مناطق واسعة من الصحراء الغربية والجزائر وموريتانيا، فما هو مستوى الرد الرسمي والشعبي الموريتاني تجاه تلك الإستفزازت والادعاءات؟.

– بالنسبة لتصريحات الريسوني وغيره كحميد شباط، فإن هذه التصريحات المستفزة هي قناعة لدى النخب وكذا المواطن المغربي، من أبسط عامل إلى ملكهم محمد السادس، وتعبيراتهم عن النزعة التوسعية المغربية لا تخطئها العين، وعباراتهم معروفة عندما يعلم أحدهم أنك موريتاني بدون تردد يقول لك  “أنتم ديالنا”!، وهذه الأطماع هي التي جعلتنا نؤمن أنه لابد من وجود دولة صحراوية قوية تكون حاجزا ومصدا بيننا وبين المغرب، وهي الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية، لأننا مؤمنون بإن إحتلال الصحراء الغربية ماهو إلا تمهيد لإحتلال موريتانيا، وهو ما يجب أن تدركه النخب السياسية والخزبية والثقافية في بلاد شنقيط.

الرد علي التصريحات الإستفزازية رسميًا كان دون المستوى وشعبيا الله غالب، وذلك راجع لقوة النفوذ الذي يحظى به اللوبي الجزائر في موريتانيا للأسف.

5- يحظى تيار واسع في بلاد شنقيط موالي للمخزن المغربي بنفوذ واسع، فما هي أسباب ذلك؟.
– هذا اللوبي المقرب من دوائر الحكم بالمغرب كان يشتغل منذ عقود في بلادنا بدعم من الرباط، وقد مكن ذلك العمل المتواصل للرباط من نشر أذرعها داخل النسيج الإجتماعي والسياسي الموريتاني، حتى أن نفوذ (المخزن) وصل لجهات حساسة داخل مفاصل الدولة الموريتانية، وقد كان للغياب الجزائري الصحراوي وخوفهم من التعامل مع المجتمع والنخب السياسية والثقافية والفنية…، وإكتفائهم بالتعامل الرسمي فقط مع مؤسسات الدولة الموريتانية دورا بالغا في ذلك، وهو ما ساهم في فسح المجال أمام التغلغل المغربي في بلادنا، ونشره لأطروحاته الفكرية التوسعية وتوجهاته الإستدمارية المبنية على معلومات مزيفة.

– وللأسف فقد تمكن المخزن المغربي من بسط نفوذ واسع في المجال السياسي الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والفكري والفني…، حتى أن الرباط تمكنت من إختراق شركات الهاتف النقال.

6- شكلت الجرائم المغربية المتواصلة ضد المدنيين الموريتانيين المسالمين، من منقبين وبدو ومسافرين، شكلت صدمة للرأي العام الموريتاني، فكيف كان رد النخبة السياسية والثقافية تجاه تلك الجرائم والمذابح في حق الأبرياء العزل.

– تعلمون أن اللوبي المغربي يحظى بنفوذ في مجالات واسعة في الساحة الموريتانية من جهة ومن جهة أخرى فان الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني يعالج الأمور كلها بهدوء ويتفادى كل ما يمكنه أن يجر للإصطدام مع أي كان، ولكن الشعب الموريتاني مستاء جدًا من إستمرار الإعتداءات والجرائم المغربيه والمجازر التي يرتكبها الجيش المغربي في حق المواطنين العزل داخل الاراضي المحررة بطائرات مسيرة إسرائلية وتركية، وهو ما عبر عنه عدة مرات في مسيرات ووقفات إحتجاجية وكتب عنها بعض السياسيين المثقفين والنشطاء الموريتانيين.

– وبالمناسبة أريد من خلالكم أن أقول لأبواق الإحتلال المغربي أن “دروناتكم لاتخيفنا فلن يصيبنا الا ماكتبه الله لنا”، لان أتباع المخزن يبعثون لي برسائل تقول أنهم في إنتظاري عند رجوعي إلي موريتانيا، وأكد لهم أن “السلاح المسير المغربي الذي يستقوي به الإحتلال على المدنيين العزل سيكون في خبر كان قريبا إن شاء الله”.

حاوره: عالي محمدلمين

بعثة جريدة الصحراء الحرة إلى المؤتمر السادس عشر