الأخبار

جريدة الصحراء الحرة تحاور المناضلة الجسورة سلطانة خيا

ولاية الداخلة،16 يناير2023،(جريدة الصحراء الحرة)، أغتنمت جريدة الصحراء الحرة مشاركة المناضلة الصحراوية سلطانة خيا في أشغال المؤتمر السادس عشر للجبهة الشعبية المنعقد بولاية الداخلة لاجراء مقابلة صحفية حول الحصار البوليسي المغربي الذي تعرض له منزل أهل خيا لفترة قاربت السنتين، وما تعرضت له الأسرة من أشكال مختلفة من البطش والاغتصاب والضرب والحصار…
و خلال نزولها ضيفة على جريدة الصحراء الحرة أكدت سلطانة أنها تعرضت مع امها و شقيقتها لشتى أشكال التعذيب النفسي و الجسدي لغرض ثنيها عن مواصلة شكلها النضالي حتى تحقيق مطالبها المشروعة.

تلطيخ المنزل بمواد سائلة مشبوهة و سامة
في كل لحظة كانوا يفاجئوننا بعد كل اقتحام يقومون به بتلطيخ منزلنا المحاصر بمواد سائلة مشبوهة و سامة قد تكون ذات تركيبة كيمياوية او مشكلة من القاذورات و الازبال التي لها تأثير سلبي على حياة البشر.
و في حين الاقتحام كانت والدتي متو و اختي الواعرة يواجهن صعوبات كبيرة في التنفس و أحيانا قد يصبن بالغثيان بين الفينة و الاخرى بسبب قوة رائحة هذه المادة الكريهة التي تنقسم الى خمسة أنواع من حيث التركيبة و اللون و الرائحة.

للأسف لم نتمكن من الحفاظ على عينة من هذه المادة السامة من اجل تحليلها كيمياويا حتى نستغلها في محاكمة قوات الاحتلال الذي إستخدم مواد سامة و قاتلة لتصفية عائلتي التي بدأت تظهر عليها علامات مرضية و مضاعفات خطيرة على مستوى السيقان و الاذرع و أجهزة التنفس.

لم يسلم أي جزء من منزلنا من رشات هذه المادة بحيث تم تلطيخ كل غرف المنزل بما في ذلك الثياب و المخدات و الافرشة، حتى حاوية الماء الاسمنية هي الاخرى ما تزال ملوثة بهذه المواد السامة الكريهة الى يومنا هذا.

رسالة مشاركتي في أشغال المؤتمر السادس عشر

من خلال حضوري اليوم الى جانب باقي أفراد شعبي في مخيمات العزة و الكرامة، أريد أن أبرهن على أن إرادة المرأة الصحراوية لا تقهر و أن لكل منا قناعته الثابتة التي لا تتزعزع في الكفاح و ان الدفاع عن الحرية و الاستقلال حق مشروع تكفله كل الشرائع و القوانين و التضحية في سبيله أمر يلزمنا جميعا بما اوتينا من قوة ما دام أديم أرضنا تدنسها أقدام الغزاة.
رسالتي وصلت

أعتقد أن رسالتي قد وصلت إلى المحتل المغربي، تماما كما قد أبلغتهم رسائل أخرى قوية و مجلجلة من على سطح منزلي المحرر من خلال حمل أعلام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

في سبيل الوطن تسترخص الأعمار

و أنا أخوض معركتي مع السلطات الامنية المغربية كنت أنتظر بلهفة في كل لحظة أن تنتفض المدن المحتلة عن بكرة أبيها لرفض الاحتلال تزامنا مع استئناف الجيش الشعبي الصحراوي لإستئناف الكفاح المسلح كما كنت أحلم أن يدخل المقاتل الصحراوي من باب بيتي محررا لبوجدور و العيون و السمارة و الداخلة.
لن أنسى ما حييت حجم التضامن المادي و المعنوي الذي تلقيته من لدن الجانب الشعبي و الرسمي بالاضافة الى المرافعات الاعلامية و الحقوقية للجمعيات و الهيئات و المنظمات الانسانية المتضامنة خلال حصار منزلنا.

و كان للوفد الامريكي الذي رافقني في الحصار دور كبير في فكه و إنهائه بعد تنسيق مسبق و بطريقة سرية و دقيقة مع بعض الرفاق و الرفيقات من الارض المحتلة، بحيث جاءت روث و رفيقها كسواح للمنطقة بينما في حقيقة الامر كانوا نشطاء حقوقيين و ذو باع كبير في مجال الدفاع عن الحريات و حقوق الانسان و أثبتوا خلال إقامتهم معنا مدى تضامنهم معنا في محنتنا و نضالنا و أنهم كانوا مستعدون للموت معنا في حالة لم ينتهي السياج البوليسي و الامني للقوات المغربية حول منزل أهل خية في بوجدور المحتلة.

في كل يوم شكل مختلف من التعذيب

كان لكل يوم نصيبه من التعذيب النفسي او الجسدي، فبالاضافة الى نثر القاذورات الكريهة و السوائل السامة في أرجاء البيت، كانو يعنفوننا جسديا و لفظيا بأشكال مختلفة من التعذيب كالسحل و الضرب و الاقتصاب و الاقتحامات اليومية و وصفنا بأبشع الألفاظ النابية الحاطة من الكرامة الانسانية.

قطعوا الماء و الكهرباء و عجزوا عن قطع الارادة و التصميم

كل هذا لم يكن الا ليزيدني قوة و اصرارا و تصميما على مواصلة شكلي النضالي مع والدتي و اختي الواعرة امام عنجهية و قطرسة القوات الامنية المغربية التي قطعت الكهرباء و الماء عن المنزل و منعوا الاخوة و الجيران من تزويدنا بالغذاء و الماء الصالح للشرب.

أتذكر أنه مر علينا يومان بلا طعام و لا شراب، فأنهكنا الجوع و العطش و السهر و كنا ننتظر بفارق الصبر قطرة ماء او لقمة عيش بينما كنا نشاهد الوافدين من المتضامنين يحملون المؤونة و المساعدات فيتم منعهم بالقوة من الاقتراب من المنزل.

نفكر في الوطن أكثر من تفكيرنا في البطن

كانت القوات الامنية المغربية تريد تهديدنا بالجوع و العطش كسياسة لتركيعنا و ثنينا عن مواصلة أشكالنا النضالية السلمية في الوقت الذي يجهلون أننا كنا نفكر في الوطن أكثر من تفكيرنا في البطن و أننا كنا مشاريع شهيدات في سبيل تحرير هذه الارض الغالية.

العلم الوطني، الشبح الذي يرعبهم

كان سلاحنا الوحيد الذي نرعبهم به هو العلم الوطني و تسجيل الفيديو المباشر، فكانوا بعد كل اقتحام يصادرون الهواتف و الاعلام الوطنية بواسطة كلابهم المسعورة او عن طريق جرافاتهم التي نقاومها بشكل يومي من أعلى سطح المنزل.

كانت الشوارع محاصرة و المنازل مسيجرة بانواع السيارات الامنية و تلاوين الاجهزة القمعية بشكل لا يصدق، يمنعون المارة و السيارات من المرور من أمام المنزل، كما يوقفون اي شكل احتجاجي تضامني من لدن الجماهير الصحراوية مع المقاومة التي نخوضها بشكل يومي مع هذه القوات القمعية الغازية.

أنهكنا السهر بسبب المداومة على الحراسة الليلية

لم نكن نذق طعما للنوم، فكنا ننتظر اقتحام المنزل في اي لحظة، كنا نتبادل على الحراسة ليلا، لأن المنزل كان شبح يؤرق الاجهزة الامنية المغربية، فكلما انتزعوا علما نعوضه بعشرة أعلام اخرى من الحجم الكبير و كلما تحصلوا على هاتف نتحصل نحن كذلك على هواتف عبر التضامن الشعبي الصحراوي السخي.
لم يمر يوما الا زخرف منزل أهل خيا من الداخل و الخارج بالاعلام الوطنية و دوت في أرجاءه الاغاني الثورية و كان لتكرار الشعارات الوطنية على مسمع و مرأ من القوات القمعية المغربية الوقود التي جعلتنا نستمر حتى آخر لحظة من النصر.