الأخبار

إجماع الطليعة أساس الاجماع الوطني(بقلم: الدحة احمد محمود)


يكاد لا يختلف اثنان على أن التجربة الوطنية تميزت طيلة العقود الماضية من الكفاح بالعبقرية المبنية على ذكاء سياسي واجتماعي يكمن سر نجاحه في استحضار الخصوصية الوطنية في كل خطوة وموقف.
ولعله من المنطقي لمن يتقدم في السير ظهور تضاريس جديدة لم يعبرها من قبل (وهي الدليل على أنه لا يدور بنفسه، ولم يعد ادراجه)، ولعله من المسلمات أيضا أن كل تغيير في الأدوات أو الصيغ يستلزم التوقف ويكلف الوقت، مثلما يحدث تغييرات مهمة على مستوى التجربة.
لكنه ومن منطلق واقع الحال ندرك جميعا أنه طيلة هذه المسيرة ورغم كل ما تحقق من مكاسب وانتصارات، إلا اننا وبكل أسف لم نوفق في الوصول إلى البعد النظري الشامل للشهيد الولي في مفهوم (الشعب) والذي جعله شرط للنصر وأساس ربح الرهان، إنه” الشعب الموحد والمنظم والواعي”.
وهي أبعاد تعثرت جهود الوصول إليها نتيجة مرورنا بتضاريس وعرة صرفت هذا التنظيم إلى الآني بدل الإستراتيجي وحفزت ذاكرة الشعب القريبة بالعودة إلى تعاطي بعض (الممنوعات وفق أدبيات الثورة) بعد فطام عسير، وهو أمر وجدت فيه بعض الطلائع والأطر مستنقعا مناسبا لتحقيق ذواتهم، بالإضافة طبعا إلى تعقيدات موضوعية وأخرى ذاتية.
هذه الوضعية انتجت شعب منقاد غير مؤهل لمحاسبة الطلائع، بل، يحتاجها للتقرير عن نفسها وأن تنوب عنه في تحديد خياراته وصياغة احكامه وتقييماته على أدائها، ولعل هذه الصلاحيات الواسعة التي حازتها القيادة شغلتها عن ترتيب الأولويات وتحديد الأهداف وأن تنفخ صافرة انطلاق المسير وتحدد وجهته، وتجنيبه قدر المستطاع مطبات الطريق وهي مهام سامية في صلب اختصاصها.
ولأننا نعوض رسوبنا في امتحان (الشعب المنظم والواعي) بالثقة العمياء فيما تقرره هذه القيادة التي يفترض ألا تبرح مقدمة المسير وهي السمة المفقودة في المشهد السياسي الحالي للحركة.
وانطلاقا من الوقائع السابقة بات الرهان الوحيد الواقعي والمتاح حتى الآن لخلق انطلاقة تحاكي التحديات، هو أن تتحمل الهيئة القيادية مسؤولياتها التاريخية وتقدر الثقة التي منحها الشعب خلال عهدة كاملة وأن تعلموا أننا لو كنا على قدر تطلعات الولي ما تركناكم في مواقعكم كل هذا الوقت، ولكنا مع الأسف ما نزال حيث انصرفتم، فارحموا ضعفنا وقلة حيلتنا. وأوصدوا عليكم الأبواب وخذو وقتكم فلا ( عجلة ڨبل أصلاح).