الأخبار

شئ من التاريخ

شيء من التاريخ
…….

حدث روبير بورجي (Robert Bourgi) 14أغسطس2022 المحامي الفرنسي رجل لوبي فرنسا-افريقيا (france-Afrique) ذات يوم فقال : يوم 30 أغسطس 1983 حصل لقاء ثنائي في مراكش بغرفة مزركشة وعلى طاولة مستديرة بين الرئيس الفرنسي افرانسوا ميتران والعاهل المغربي الحسن الثاني. بث كل منهما الاخر شكواه حول صعوبات تنغص عليه يومياته. بدأ ميتران فقال: العدو الذي يواجه فرنسا في منطقة غرب افريقيا هو معمر القذافي والذي يحاول جاهدا احتلال انجامينا ودعم متمردي الشمال ضد الحكومة الموالية لفرنسا.

سرح الحسن الثاني ببصره وجذب نفسا من سيجارته وقال : فخامة الرئيس الأمر في منتهى البساطة، تململ ميتران في مقعده الوثير وقال : كيف يا جلالة الملك؟ رد الحسن الثاني قائلا: في جوارنا رجل من البوليزاريو يقود موريتانيا ويهرب السلاح إلى الصحراء. حاولنا إزاحته بشتى الوسائل ولم تجد إنه المقدم محمد خونا ولد هيداله، إذا كانت لديكم القدرة على إزاحته فاعتبر أن كابوس القذافي قد انتهى. ابتسم ميتران وقال : يمكنكم التعويل على فرنسا.

طار الحسن الثاني إلى طرابلس وفي باب العزيزية حيث يضرب القذافي خيمته تسامر الرجلان حول شجون الأمة العربية وأوجاعها، وإعرب الحسن الثاني لمضيفه عن استعداد المملكة للوحدة مع الجماهيرية انتشى القذافي لتتلاحق الأحداث ويتم إيداع مليارات من الدولار في الخزينة المغربية ليجرى استفتاء سريع فإعلان الوحدة يوم 1 سبتمبر 1984 وبعد شهر من التحالف أعاد الحسن الكرة ليقنعه القذافي بضرورة إدماج الجيشين وأن الجيش الليبي لا ينبغي أن يكون بمفرده في اتشاد فالمغرب وليبيا أصبحا دولة واحدة عرض القذافي سحب الجيش فرفض الحسن الثاني وقال : لا يمكن أن أرضى أن ينسحب الجيش الليبي إلا في إطار اتفاق مشرف مع فرنسا، فرح القذافي ووافق.

عاد الحسن الثاني أدراجه واتصل بميتران وهو يبتسم قال له : فخامة الرئيس لقد أنجز الأمر. كان ذلك يوم 17 سبتمبر 1984 وفرنسا قد أسقطت إحدى طائراتها “جاغوار” والقوات الليبية على مشارف العاصمة اتشادية انجامينا.

على الجانب الآخر تحركت فرنسا واتصلت برجلها في نواكشوط معاوية ولد سيدي أحمد الطايع لتتشاور معه حول لانقلاب على الرئيس محمد خونا ولد هيداله اشترط ولد الطايع تغييب ثلاثة رؤوس عن نواكشوط هم محمد خونا ولد هيداله ومحمد الامين ولد الزين قائد قوات الدرك. طلب ميتران من وزير خارجيته برمجة قمة (افريقيا ـ فرنسا) في بوجمبوره واتصل برئيس موريتانيا محمد خونا ولد هيداله ليطلب منه الحضور تمنع ولد هيداله في البداية لكن تحت إلحاح فرنسا غادر إلى القمة ليتم الانقلاب عليه وهو خارج نواكشوط. (انتهى الاستشهاد).

المصدر: الشروق ميديا