ليمام، أول شهيد في عملية نواقشوط الأولى(بقلم: السيد حمدي يحظيه)

لمام، أول شهيد في عملية نواقشوط الأولى
بقلم: السيد حمدي يحظيه

الشهيد لمام، رامي هاون ب10، في معركة نواقشوط، كان أحد بطال تلك الملحمة الخالدة، وهو أول من أطلق قذيفة هزت انواقشوط. اطلق تسع أو عشر قذائف من ذلك الهاون المدمر على القصر الرئاسي ليتحول إلى بطل خالد من مَنْ أصبحنا نسميهم، فيما بعد، “أصحاب عملية نواقشوط”. ولا تتوقف بطولة ذلك الشاب الشهيد عند قصف القصر الرئاسي الموريتاني، لكن تعدته إلى موقف آخر عظيم في نفس العملية. ذلك الموقف البطولي والرجولي هو الذي أدى الى استشهاده ليكون أول شهيد في عملية نواقشوط التاريخية. بعد قصف نواقشوط، انسحبت تلك الدورية بدون تعقيدات، لكن في الطريق اشتبكت مع قوة موريتانية كانت في وضعية كمين. حدث اشتباك شرس، وحدث تبادل كثيف لإطلاق النار. اصيب سائق سيارة هاون ب10 ، احمد موسى، بجروح فانحرفت السيارة. قفز الشاب الرائع لمام، وبدل أن ينجو بنفسه ويلتحق بإحدى السيارات الصديقة التي كانت تحاول انقاذهم، التفت نحو صديقه وحاول انقاذه وانقاذ السيارة، لكنه اصيب واستشهد. اسمه لمام بريكة، حسب ما افادني به إثنان من المجموعة، لكن مع ذلك لا بد من التأكد. بحثت عن اسمه في كل ارشيفات ذاكرتنا المثقوبة، لكن بدون نتيجة!! هل فعلا اسمه لمام بريكة؟ الذين كانوا معه في تلك الدورية البطلة يقولون أنه التحق بهم مع اطقم ب10 قبل الرحلة بأيام. يتذكره قائد الفصيلة حمادي البايفو قائلا، أنه كان شابا وسيما لونه اسمر قليلا، وكان شعره “اسبطا”، وكان أول شهيد في معركة نواقشوط الأولى، واستشهد يوم 8 يونيو 1976م على الساعة الواحدة ظهرا تقريبا.
قصة ” مدفع لا يعرف له شئيا الا وزير الدفاع”.

المدفع الذي شاعت حوله القصة الشهيرة أنه مدفع ” لا يعرف له شيئا إلا وزير الدفاع” هو هاون ب10، الذي كان يرمي عليه الشهيد لمام بريكة- مرة اخرى نحتاج التأكد أن الاسم هكذا-. الهاون المذكور وقع في يد الجيش الموريتاني، وهو الذي قصف قصر الرئاسة الموريتانية، وراميه هو الشهيد لمام، وكان في السيارة التي أصيب سائقها واستولى عليها الموريتانيون يوم 8 يونيو 1976م. بعض الشهود يقولون(1) أن الإذاعة الموريتانية اذاعت يوم 8 يونيو 1976م على الساعة الثامنة مساء بيانا يتحدث عن الهجوم على نواقشوط، وقالت فيه أن الجيش الموريتاني غَنَمَ سيارة تحمل مدفعا ” لا يعرف له شيئا إلا وزير الدفاع”، وأن ذلك الخبر اصبح نكتة عند الصحراويين فيما بعد. رحم الله الشهداء وجزاءهم عنا كريم جزاء.

الحلقة القادمة: دورية أولى للهجوم على نواقشوط