13 نوفمبر ، ميلاد جريدة واستئناف كفاح(بقلم: عالي أحبابي)
لم تكن المراحل التي مرت بها جريدة الصحراء الحرة خلال خمسين عاما مضت ، مفروشة بالورود ، بل هي جزء من كل لتجربة لم تكن خالية من انتقادات تتناسب طرديا في تفاوتها ، وان كانت تحاول تجريدها من سياقها كجريدة اخبارية في زمن ما ، أو كأرشيف وثائقي في مرحلة اخرى ، باعتبارها الحامل الموضوعي لأي فعل نضالي مكتوب ، فضلا عن كونها صرحا من معالم البناء الحكومي في الدولة الصحراوية ، ولا يمكن تجاوزها تحت أي مبرر ، لما له من رمزية حين يتعانق تاريخ ميلادها مع استئناف الكفاح المسلح في الثالث عشر من نوفمبر .
فجريدة الصحراء الحرة المولودة بتاريخ 13 نوفمبر 1975 م كانت وستبقى موضع مراجعة وتقييم سواء كانت في شقها الاخباري أم التحليلي الموضوعي، ولعل ذكراها الخمسين تحظى باهتمام خارج من رحم العطاء النضالي لشعبنا المكافح ، حين حملت جملة من المعطيات التي أطرت أبعادا تتجاوز المنحى الاخباري في استعراض ما يجري على أنه حصيلة واقعية للبلاغات العسكرية في بعديها الاول والثاني ، تنفيذا لبرنامج العمل الوطني ، سواء امتزج ذلك بحالة الحرب ،أم حاول أن ينحى جانبا بالتبعات الناتجة عنها .
قد تكون حالة العزوف عن القراءة ، خلط في النقد الموجه لجريدة الصحراء الحرة ، وفي المسؤولية الملقاة على عاتق تجربتها وتحميلها تبعات ذلك ، لكن له ما يبرره في سياق التعبير عن نقد بناء ينشد التصحيح والتقويم معا ، ونحن نستقرئ طالع تلك التجربة الغنية بمآثرها ، لا بد من التعريج ولو قليلا على أولئك الصحفيين الذين خدموا هذا الصرح كحائط سد من القناعة الثورية ، والابداع النضالي المتواصل .
ولعل تجربة الاعلام المكتوب التي أملتها السنوات الخمسين الماضية تضع الأوراق كاملة في كفة المرافعة عن حياض القضية الوطنية ، وربما كانت في مرحلة من المراحل مقدمة لفهم أسباب وخلفيات ذلك الانبعاث ، مما يدفع إلى الجزم بأن الاعلام الوطني منصة وطنية أزالت القناع عن تورط نظام الاحتلال المغربي في دناءة التجسس وشراء الذمم ، وفي المقابل فتحت عيون متتبعيها على حجم المؤامرات والدسائس التي تحيكها الرباط ومن يجاريها من رعاة الاستعمار واستصغار الشعوب ، الذين خربوا كل خطوات السلام في مناطق النزاع والحروب، وبشهادة التاريخ ، ومن خبروا دسائس ومؤامرات الظلم والجور والقهر الاستعماري .
