الأخباردوليامقالات

المسيرة الحمراء…تخطيط أمريكي وتعاون إسباني مغربي(بقلم: عالي محمدلمين)

بتخطيط وتوجيه أمريكي وتعاون إسباني مغربي، وعلى وقع الإجتياح العسكري الذي بدأ قبل ستة أيام (31 أكتوبر)، وتحت وطأة خطاب عنصري إلغائي وبروباغندا توسعية موجهة، زحف ما يقرب من ربع مليون مستوطن (مشردين، محكومين، مدمنيين، مهمشين) تحت حماية 50 ألف جندي مغربي الى الصحراء الغربية في مثل هذا يوم (06 نوفمبر) من سنة 1975، لسحق الشعب الصحراوي وطرده وتجريده من أرضه والسيطرة على ثرواته.

كانت المسيرة السواداء مناورة سياسية تهدف لحصول المخزن على الإعتماد من الحلف الغربي كذراع وظيفي لتنفيذ أجندة الهيمة والسيطرة والإمبرالية، كما سعت الرباط من خلال الزج بألاف الجنود والمستوطنيين قبل إكتمال الترتيبات مع مدريد، سعت للحصول على مزيد من التنازلات الاسبانية رغم التفاهمات السرية السابقة، كما عمد الحسن الثاني عبر المسيرة لتوجيه الرأي العام المغربي وإشغاله بقضايا خارجية شعبوية وإقحام الجيش الملكي في مستنقع يبعده عن السياسية والانقلابات، وكذا لتوفير الذرائع لقمع المطالب التي رفعتها بعض القوى والأحزاب الوطنية المغربية من أجل التحرر من الملكية المطلقة وبناء جمهورية أو ملكية دستورية.

ولدت الفكرة من مقترح أمريكي سري – قدمته الخارجية الأمريكية في عهد كسينجر – وفق تأثيرات الحرب الباردة، فأستقل الحسن الثاني ظهور نية لدى الإسبان لمغادرة البلاد بعد ثلاثة سنوات من مقاومة الشعب الصحراوي لوجودهم، فبدأ بترتيب لقاءات غير معلنة مع إسبانيا بوساطة أمريكية لتتوج تلك اللقاءات بإتفاقية مدريد المشؤومة 14 نوفمبر 1975، التي ضمنت لإسبانيا نفوذا واسعا وإمتيازات إقتصادية وتنازلات مغربية غير معلنة في سبتة ومليلة، فيما قسمت الصحراء الغربية بموجبها بين المغرب وموريتانيا.

وجه المقبور الحسن الثاني المستوطنيين بضرورة التعامل الجيد مع جنود الاحتلال الاسباني وتقاسم والمؤن والمأوى معهم قائلا” إذا ما لقيتم إسبانيا فتقاسموا معه المأكل والمشرب والخيمة”، أما غيرهم كما أسماهم في – إشارة للصحراويين – فقد تجاهل ذكرهم وكأنهم غير موجودين، وأكتفى بالتهديد بمحوهم من الوجود، حيث قال مخاطبا مستوطنينه “إذا لقيتم غير الاسبان فإن الجيش المغربي سيتولى أمرهم”.

عالي محمدلمين