الأخبار

الجبهة الشعبية بوصلة الاستقلال افتتاحية(بقلم: عالي أحبابي)


الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في عيدها الثاني والخمسين , وما يحمله من دلالة في ظرف يطبعه تسارع وتيرة الانتصارات التي حققتها عبر خط تحريري ظل مفتاحا لكل الحلول والاقتراحات المعروضة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية , فضلا عن استئناف الكفاح المسلح بعد عجز المجتمع الدولي عن فرض ارادة الشرعية الدولية ، وظهور طفيليات تقتات على تأزيم التور بالمنطقة ، فيما تعيش المملكة المغربية أصعب فتراتها على مر تاريخها السياسي المعاصر, وهي بذلك تحصد ثمار أخطائها نتيجة التورط في أتون الاستعمار أمام رغبة جامحة ترنو صوب نهب ثروات الجيران , واستفزاز الامن والاستقرار والتنمية بالمنطقة .
بعد اثنين وخمسين عاما من عمر رائدة الكفاح ومؤطرة الجماهير تطوف بخيالنا بل تشخص أمامنا صور الملاحم العسكرية والسياسية والدبلوماسية التي خاضتها الجبهة وكيف استطاعت إحراز النصر فيها بوسائل أقل من إمكانيات الخصم ,متسلحة بالإيمان بعدالة القضية ، مما أكسبها سترة المصداقية الدولية وشرعية تمثيل كل الصحراويين ، ومنحها انضواء وطنيا واحتضانا شعبيا ظلت من خلاله المخول قانونيا بتمثيله واتخاذ القرارات باسم الشعب الصحراوي , بل هي آمره وناهيه , ولعل صمود هذا التنظيم واحتفاظه بمعدل عال من الانتماء الوطني والالتفاف الشعبي حول الجبهة الشعبية هو ما جعلها في منأى من محاولات الاحتلال اليائسة والرامية الى المس من شرعيتها التي يعتبرها الصحراويون في سماء القدسية الشاهقة.
بالمناسبة لا بد من وقفة تستقرئ خطوات الدبلوماسية المغربية التي رشقتها سهام الازدواجية , فتعثرت منظومتها في حفظ التوازن بين المصالح الخاصة بالقصر الملكي , وتلك المحسوبة على الشعب المغربي نفسه , تاركة خطر إرهابها يمزق أشلاء ها, وليت الأمر وقف عند هذا الحد, بل اتسمت بعض مواقفها غير المحسوبة العواقب , فأصبحت الهزيمة في قاموسها انتصارا, مستغبية شعبها ، ومستهترة بحياة ومستقبل ابناء الشعب المغربي ، يحدث هذا في زحمة انتقادات دولية انفردت الدبلوماسية المغربية بابتلاعها تحت الاكراه .
نعم ونحن نحتفي بذكرى ميلاد الجبهة الشعبية الثانية والخمسين نؤكد للعالم من جديد أننا واقفون عند قناعتنا بأن الاستقلال الوطني الذي غازله ويغازله المتطاولون ، يظل موشحا بوسام القدسية ، وينبغي على هؤلاء التخلص من الوهم بشأن هناك أو هنا حلول غيره ، فهو الحل الصائب لرسم بوصلة بيئة سياسية وأمنية وإجرائية مناسبة للمنطقة ولأمنها واستقرارها وتنميتها .