الأخبار

يقظة الاعلام ، رهان المرحلة(بقلم: عالي أحبابي)



غداة اليوم الوطني للإعلام ، الذي يصادف الثامن والعشرين من ديسمبر كل عام ، تاريخ ميلاد الاذاعة الوطنية ، حري بنا استنفار كل طاقاتنا بإحساس عالي الدقة وبمسؤولية وطنية وأخلاقية ، لترميم وجع الواقع وجروحه المفتوحة جراء احتلال ارضنا واستباحة خيراتنا ، فالرهان على وعينا كصحفيين يلزمنا استحضار أن العدوان الذي لم يتوقف يوما على بلدنا أكان عسكريا أم سياسيا أم اقتصاديا أم اجتماعيا، حاصره شعبنا الأبي بوعيه وصبره وتحمله لكل أشكال الضيق والمعاناة، أين ظل المناضلون رديفا للمقاتل الصحراوي الذي يخوض أشرس المعارك للحفاظ على السيادة والكرامة والأمان.
يقظة الاسرة الاعلامية مدعاة لترسيم الالتزام بأداء الواجب الوطني ، فالكل قادر على أن يكون ايجابيا ويستطيع أن يقدم من القول والفعل والسلوك الشيء الكثير، ما يعكس نضجه وعمق انتمائه لوطنه بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وكسر شوكة الطامعين الذين راهنوا على النيل من وحدة شعبنا ، لكنهم خسروا توقعاتهم وطموحاتهم بتغيير منطق التاريخ والجغرافية وعقيدة الشعب الصحراوي المتجذرة في كينونته وتراثه وقيمه وأصالته ، فكان وعيه وحرسه على مواصلة المعرك بوصلة النصر .
فلا أحد اليوم يمكنه أن يراهن على صبر شعبنا وعزيمته بعد أن تجاوز عواصف على طريق التحديات الكبرى التي لم يملك فيها إلا خيارا واحدا، هو خيار الصمود والمواجهة والنصر الحتمي كنتيجة أكيدة لتماسك وصلابة الجبهة الداخلية التي يجب أن تكون في ظروف الاستهداف والحرب أقوى من أي وقت مضى، وسلاحها الأقوى في ذلك، هو الوعي الوطني الذي يحصنها ويمنع وقوعها في شَراك إعلام العدو بحربه النفسية ومغالطاته التضليلية .
لذلك وانطلاقا من أهمية الاعلام الوطني ودوره في صنع الفارق في الميدان، تتصدر رسالة الصحفي الاعلامي على الدوام أقوى الأسلحة المدافعة عن الوطن والمحصنة لكل قيمه ورموزه وحوامله، لاسيما حق شعبنا في الحرية والاستقلال ، خاصة بعد الثالث عشر من نوفمبر حين غدا الوطن بأكمله في دائرة الاستهداف والغزو المتواصل لكل ما يخص حالته الوطنية الاستثنائية والمتميزة في المنطقة بشكل عام، والتي بدت متماسكة جدا خلال سنوات الحرب الماضية، برغم كل المحاولات المحمومة لضربها واستهدافها وتشويه ركائزها ومقوماتها.
علمتنا التجارب كصحفيين خلال سنين الحرب الماضية، أن ملاذنا الوحيد عند الخطوب والمحن هم رجالات جيشنا الباسل الذين يخوضون اليوم معركة من معارك التحرير، وهو ما يتطلب منا وعيا استثنائيا في مواجهة أبواق الفتنة والجهل التي لم تتوقف ماكينتها لحظة واحدة عن بث واختلاق الأكاذيب والفتن والسموم.
بقلم : عالي احبابي