“الدول الأعضاء”.. العبارة التي نسفت طموحات المغرب في تيكاد
في عالم السياسة، قد يكون لكلمة واحدة، فاصلة، أو حتى نقطة تأثيرٌ يعادل زلزالاً دبلوماسيًا. قد تبدو هذه التفاصيل صغيرة، لكنها مثل قنبلة موقوتة تنتظر اللحظة المناسبة لتفجير المعاني وتحويل الانتصارات المزعومة إلى هزائم محرجة. تمامًا كما فعل الدبلوماسي الجزائري الراحل محمد الصديق بن يحيى، المعروف بلقب “رجل الفاصلة”، الذي استطاع بفاصلة واحدة في اتفاقيات إيفيان أن يغير مصير أمة بأكملها. ولنتفق جميعًا، هذا ليس أمرًا يمكن أن يتجاهله أي سياسي طموح.
في هذا السياق، كانت العبارة البسيطة “الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي” في البيان الختامي لقمة تيكاد بطوكيو بمثابة صفعة دبلوماسية أزالت القناع عن محاولات الاحتلال المغربي. تخيلوا معي، Member States بالإنجليزية، États Membres بالفرنسية، Estados Miembros بالإسبانية، كيفما قُرأت، الرسالة واضحة: “سمحولي آ الدراري، هاد القمة مشات بالعضوية، وكلشي جايب معاه ورقة تأسيس الاتحاد، حتى الجمهورية الصحراوية!”
فما كان على المغرب، الذي راهن على بلطجية المواقف وشراء الذمم، إلا أن يواجه الحقيقة المرة. عبارة “الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي” لم تكن مجرد كلمات في بيان، بل كانت كمن ألقى ماءً باردًا على حماس الدبلوماسية المغربية. والآن، على الرباط أن تفتح قواميسها بكل اللغات لتقرأ العبارة من جديد وتدرك أن الالتفاف على حق الشعب الصحراوي أصبح كمن يحاول إقناع الشمس ألا تشرق. حق الدول الأعضاء، ببساطة، غير قابل للمساومة أو التلاعب، مهما كانت البلطجة.
بقلم:لحسن بولسان
