إلى النخب المغربية..(بقلم: النانة لبات الرشيد)
أما أنا، فبعد على يقين من حتمية الوصول يوما ما، لنخب مغربية عقلانية، متزنة الرأي بشأن قضية الصحراء الغربية، مؤهلة لتقبل الحقيقة، وبعده الأكاديمي المغربي محمد الشرقاوي، أقرب تلك النخب المأمولة للعقلانية.
لا يخاطبنا الشرقاوي إلا تلميحا، ذلك أن مخاطبة الصحراويين محظورة، ولعنة المخزن تحيق بكل مغربي تسول له نفسه اعتبار الصحراويين طرفا في قضيتهم، وفي نزاع يستعر بأرضهم ويلتهب بأرواحهم، فالطرف المعني بالخطاب دائما في نظر المغرب هو الجزائر.
وقبل العودة لموقف الجزائر من قضية الشعب الصحراوي، وردا على ما تفضل به الأستاذ الشرقاوي من تساؤلات تثبت لديه تسلل الجمهورية الصحراوية لقمة التيكاد بدعم جزائري، يمكنني تقديم بعض الحقائق التي قد غابت عنه بقصد أو بدونه، فالمغرب الذي عاد للأروقة الأفريقية، عمل جاهدا منذ يومه الأول على تحييد الدولة الصحراوية، متبعا في ذلك طرقا غير مشروعة بالمرة، ما حتم ضرب وزرائه مثل ما حدث لبوريطة في مابوتو 2018، وللسفير المغربي في جنوب افريقيا 2020.
الرغبة الجامحة لدى المغرب في تغييب الدولة الصحراوية من أي اجتماع للشراكة، جعلته يتواطأ مع حلفائه لتحقيق تلك الغاية التي تبرر لدى المغرب كل الوسائل، فكانت قمة الشراكة #الاتحادالافريقي و #الاتحادالأوروبي المقرر عقدها بأبيدجان عاصمة الكوديفوار 2017، أين تلكأ رئيس البلد المضيف في دعوة الرئيس #ابراهيمغالي ، حينها اتخذ الاتحاد الأفريقي قراره النهائي القاضي بأن تتولى مفوضية الاتحاد الدعوة الجامعة الخاصة بالدول الأعضاء، ملزما البلدان المضيفة والشريكة باحترام قرارته.
من هنا، أستاذ Mohammed Cherkaoui تجد أن اليابان بالفعل لم توجه أي دعوة للدولة الصحراوية، ذلك أن كل أعضاء المنظمة القارية قد استلموا دعواتهم للتيكاد من المفوضية. والشيئ نفسه حدث في التيكاد8 في تونس وفي قمة الاتحادين الأفريقي والأوروبي في بروكسل 2022، وبسبب تعنت السعودية لم تعقد قمة الشراكة العربية الأفريقية.
وبخصوص اللافتة التي تحمل اسم الدولة الصحراوية ، وكونها محمولة ومنقولة، فهذا عيب تنظيمي يتحمل وزره البلد المضيف، وتعودنا كصحراويين أن نتفقد لافتاتنا وأعلامنا في القمم المنعقدة بدول حليفة للمغرب، فكثيرا ما تتلاعب بها أيدي أشباه #بشيرباطال، صاحب السقطة المدوية بطوكيو، فيحرفون موقعها أو يوقعوها أرضا، وكثيرا ما أخفوها عن الأنظار، فربح المعركة بالنسبة للدبلوماسية المغربية أقصاه أن يتم تصوير اجتماع إفريقي ما بدون لافتة أو علم صحراويين. ولعلك، أستاذ #الشرقاوي تعترف للدبلوماسية الصحراوية بروح الكفاح المتأصلة، ذلك أن شجاعة السفير #لمنأباعلي، جعلته يفرض وجود لافتة تحمل وسم بلده، في بلد يرفضه، متواطئ مع عدوه، وفطنته وتحسبه لردة فعل خصمه، التي فوتت فرصة النيل من يافطته.
وعن الجزائر، وموقفها الثابت من القضية الصحراوية، وإصراركم أنها الطرف الفعلي في نزاعكم بأرضنا، دعني أستفسرك أستاذ عن غرابة التحالف الجزائري الصحراوي في عالم لا يطبعه غير التحالف؟ هل حلال على التحالف العربي الذي يشمل المغرب ضرب اليمن وحرام على اليمنيين التحالف وايران؟ هل حلال على اوكرانيا التحالف والغرب، واسرائيل و أمريكا، وحرام على فلسطين التحالف ولبنان ؟ وهل هناك عار أكبر من تحالف المغرب وإسرائيل؟
ثم، هل هناك من العرب وأحرار العالم من يجحد الموقف الجزائري من فلسطين؟ هل يوجد من يستنكر للجزائر هذه الاستماتة في الدفاع عن أهلنا في غزة؟ هل هناك مبادئ خاصة بالموقف الجزائري من فلسطين تختلف عن مبادئها الخاصة بموقفها من الصحراء الغربية؟ هي هي الجزائر نسخة واحدة غير قابلة للنسخ واللصق، استثنائية غير قابلة للتكرار .
إن اقحامكم الجزائر في نزاعنا الصحراوي المغربي، أسطوانة دعائية لا أكثر، نهيب بأمثالك عن تكرارها، فالأرض المحتلة، أرضنا نحن؛ الصحراء الغربية، والذين يقارعونكم بالثغور أولادنا، والقابعون في معتقلاتكم فلذات أكبادنا، ونحن من سيصوت لتقرير مصيرنا، ونحن الذين نفتخر أيما فخر بأن بلدا اسمه #الجزائر ظهيرنا.
