الأخباردوليامقالات

“موقعة طوكيو”!…وسبل المواجهة(بقلم: عالي محمدلمين)

في صورة فجة للبلطجية الصارخة في أسفه أنماطها البدائية الموغلة تخلفا وإنحطاطا، أعتدى اليوم الجمعة أحد أعضاء وفد دولة الإحتلال المغربي على ممثل الجمهورية الصحراوية السفير بالإتحاد الافريقي لمن ابأعلي خلال الإجتماع التحضيري للقمة اليابانية-الإفريقية وحاول إنتزاع اليافطة التي تحمل إسم بلادنا من على الطاولة، فسارع الممثل الصحراوي للتمسك بها، وبينما أمعن البلطجي المغربي في إستخدام أقصى درجات التشبيح لتحقيق مراده الدنئ، تدخل عضو بالوفد الجزائري وأزاح البلطجي المغربي من محيط الطاولة ورماه جانبا.

وحدث الإعتداء خلال إجتماع الخبراء التحضيري ل”مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا” المعروف إختصارا ب “تيكاد” المنعقد بالعاصمة اليابانية طوكيو أغسطس 2024، والذي تنظمة دولة اليابان بالإشتراك مع الاتحاد الإفريقي، وتؤكد النظم الداخلية للإتحاد أن أي قمة أو لقاء مشترك بين الاتحاد الإفريقي كمؤسسة جامعة مع الدول أو التكتلات الأخرى يستوجب تلقائيا مشاركة كل الدول أعضاء الاتحاد وإلا فلا إجتماع، أما الإجتماعات التي تشرف عليها الدول والتكتلات الأخرى منفردة دون الإشتراك مع الإتحاد الافريقي كمؤسسة، فهي لها الحق في إستدعاء من تشاء من الدول الإفريقية.

إحساس بالحماية!…
تشير المعطيات والمؤشرات أن تكرار أفعال البلطجة المغربية خلال القمم الإفريقية وكذا خلال الإجتماعات المشتركة مع الدول والتكتلات الأخرى، تشير إلى أن الأمر مدفوع بإحساس بتوفر الحماية والغطاء السياسي لتلك الأفعال المغربية الخارجة عن اللباقة الدبلوماسية وما تعارف عليه الناس من طبائع وتعامل لبق، ذلك الغطاء هو توفره بعض دول الموز الإفريقية، التي لا موقف ولا سيادة لها.

بلطجة بلا عقاب!…
إن تعمد الرباط الإخلال باللوائح والبروتوكولات الناظمة لعمل الاتحاد الإفريقي وبشكل ممنهج ومتكرر، مع تقاعس الاتحاد عن إتخاذ أي إجراءات عقابية أو حتى تأديبية لوقف مهازل الإحتلال المغربي، هو أمر يشجعه مستقبلا لتكرار تلك الأعمال الصبيانية التي يسعى من خلالها للحصول على بعض الإنجازات المؤقتة بعدما عجز عن تحصيلها بالأساليب القانونية المتعارف عليها دوليا ومؤسساتيا، إنجازات كيدية يمني المخزن المغربي النفس بها ولو على سبيل التشويش وتعطيل عمل الإتحاد وإخراجه عن الخدمة، ثم الإيحاء بأن ذلك التعطيل سببه تواجد “الدولة الصحراوية”!.

إتحاد مخترق!…
لقد أكدت التحركات المغربية المتواصلة منذ سنوات، أن الرباط تمكنت من شراء ذمم بعض المسؤوليين في دواليب مؤسسات وهيئات الاتحاد الإفريقي المخترق وكذا عددا معتبرا من القادة والمسؤولين في الحكومات الإفريقية، وهي حكومات ينخرها التسلط والديكتاتورية والفساد وغياب القانون، ويكفي بعضها لتغيير موقفها السياسي أن تقدم لها الرباط بعض المشاريع الوهمية وإن لم تنفذ أبدا، أو أن يعطى لبعض قادتها بضع مئات وألوف من الدولارات، أو يتكلف الاحتلال بتسيير رحلات مدفوعة الثمن لمسؤولييها للإستجمام في فنادق أكادير ومراكش مع رتوشات من الدعارة مصحوبة بأشرطة للإبتزاز، يكفي ذلك أو حتى جزءا منه لتغيير قرارات أغلب الدول الإفريقية وخطف تصويتها وجهدها الدبلوماسي لصالح الاحتلال المغربي وأجندته التوسعية.

واقع مستمر…
إن البلطجة المغربية اليوم في طوكيو كما الأمس في القمة الإفريقية اليابانية في مابوتو(الموزمبيف) تثبت شيئا واحدا وهو أن حرب الكواليس في غرف وممرات وردهات الاتحاد الإفريقي ستستمر وستشهد في قادم الشهور والأعوام مجريات وأساليب أكثر خسة ونذالة وطرقا أشد تآمرا وخبثا سيكثف الاحتلال المغربي إستخدامها تجاه الاتحاد والدول الإفريقية ومسؤوليهم وفي كل المستويات، مع إعتماد الكولسة وتفعيل اللوبيات ونشر الأكاذيب والمغالطات والتزييف…، وكذا تقديم الوعود بالدعم والمشاريع الوهمية للدول والهدايا والرشاوي للمسؤوليين مع مزيج من العنف والبلطجة وأساليب الإبتزاز والتهديد بالفضائح والمؤامرات والإنقلابات…، وهي الأساليب التي يجيدها المخزن المغربي الذي درس وتعلم تلك الأساليب الدبلوماسية الشيطانية من حليفه التاريخي وداعمه السياسي والدبلوماسي والإستخباراتي الكيان الصهيوني.

سبل المواجهة…
يتطلب الأمر أن ينتهج الطرف الصحراوي وحلفائه أساليب أكثر إبتكارا وحيوية وإستمرارية، تمكن من التصدي للمؤامرات والدسائس المغربية وإبطالها وهي في المهد، عبر سياسات هجومية وعدم الوقوف عند خط الدفاع وردات الفعل فقط، وفي الميدان السياسي كما العسكري قيل أن”خير وسيلة للدفاع هي الهجوم”، مع التخلي عن أساليب إدارة الصراع والعمل على الحسم في كل الصعد، فالاحتلال المغربي يتجه لأسلوب المعارك الصفرية الذي يتطلب من الصحراويين وأشقائهم وأصدقائهم العمل على حشد الحلفاء داخل الاتحاد الإفريفي ومؤسساته، مع تفعيل دبلوماسية الكواليس وتنشيط اللوبيات الصديقة، وتكثيف التعاون البيني مع الدول، وإختراق الدائرة الضيقة لحلفاء المخزن المغربي، ضف إلى ذلك، إستخدام كافة الأوراق السبل والوسائل التي تتماشى مع قيمنا، وتجنب الاكتفاء ببروقراطية المؤسسات، وعدم التقوقع داخل صندوق ما تسمى الأعراف والتقاليد الدبلوماسية المعتمدة، والتي تجاوزتها التطورات وأساليب العمل الدبلوماسي الحديث.

23 أغسطس 2014
عالي محمدلمين